التحول الرقمي في التعليم يتطلب تنسيقًا وتعبئة جماعية

أكدت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن التحول الرقمي في التعليم يتطلب تعاونًا جماعيًا يشمل الحكومات والشركات الناشئة والباحثين. خلال مشاركتها في الاجتماع السنوي للتحالف العالمي للتعليم بباريس، شددت على ضرورة مواءمة الجهود لتلبية الاحتياجات التعليمية بفعالية، مع إبراز التحديات التي تواجه هذا التحول، مثل التنسيق بين القطاعين العام والخاص.

المواءمة الاستراتيجية: التحدي الأول

أشارت السغروشني إلى أن التحدي الأكبر يتمثل في تحقيق المواءمة بين القطاعين العام والخاص. أوضحت أن وتيرة الابتكار والنماذج الاقتصادية لا تتوافق دائمًا مع أهداف الخدمة التعليمية العامة، مما يتطلب تنسيقًا دقيقًا لضمان التوافق بين المصالح المختلفة.

إدماج الفاعلين غير الحكوميين

أضافت الوزيرة أن إدماج مساهمات الشركات الناشئة والباحثين في النظام التعليمي يمثل تحديًا آخر. أكدت على أهمية إرساء أطر تعاونية تسمح بالاستفادة من الابتكارات الخاصة والأكاديمية لتلبية التحديات التعليمية على أرض الواقع.

مبادرات رقمية مهيكلة

لضمان نجاح التحول الرقمي، أطلقت المغرب عدة مبادرات، منها:

  • الشبكة الوطنية لمعاهد “جزاري” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
  • المختبر الرقمي التابع لوزارة التربية الوطنية.
  • مدارس الترميز الشاملة والمهنية “يو كود”.

هذه المبادرات تهدف إلى تعزيز التكامل بين الأكاديميا والابتكار الرقمي.

التعاون بين المؤسسات العمومية

أكدت السغروشني أن تحقيق الرؤية الرقمية مرهون بتعاون وثيق بين المؤسسات الحكومية. هذا النهج الجماعي مكّن المغرب من إحراز تقدم ملموس نحو تعليم عمومي متجذر في العصر الرقمي.

الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي

يصنّف التعليم ضمن القطاعات ذات الأولوية في إطار برنامج “المغرب الرقمي 2030”. تهدف الاستراتيجية إلى تحديث الخدمات العمومية ودفع الاقتصاد الرقمي وتعزيز السيادة التكنولوجية. تم إطلاق أكثر من 140 شعبة متخصصة في التكنولوجيات الرقمية بهدف تكوين جيل من الشباب الماهر في هذا المجال.

منصة “مسار”: خطوة عملية

شرع النظام التعليمي المغربي في التحول الرقمي فعليًا من خلال تعميم منصة “مسار”، التي تتيح إدارة مسار 12 مليون تلميذ وأتمتة الخدمات الإدارية. هذه الخطوة تعكس التزام المغرب بتسريع التحول الرقمي في التعليم.

دعم الأطر التربوية وتكامل القطاعات

أبرزت السغروشني أهمية دعم الأطر التربوية لتمكينهم من إدماج الأدوات الرقمية في ممارساتهم التعليمية. كما أكدت على ضرورة تحسين التكامل بين التعليم وقطاعات أخرى كالصحة والحماية الاجتماعية، مما يعزز تبادل المعلومات بشكل آمن وفعال.

الربط بين البحث العلمي والابتكار

شددت الوزيرة على الحاجة إلى تعزيز الربط بين البحث العلمي والابتكار التكنولوجي لتحويل الأفكار إلى أدوات تعليمية مفيدة. هذا النهج التدريجي القائم على التجريب والحوار مع الفاعلين الميدانيين سيسرع الانتقال من النظرية إلى التطبيق.

دور التحالف العالمي للتعليم

تم إطلاق التحالف العالمي للتعليم عام 2020 استجابة لجائحة كوفيد-19. اليوم، يلعب دورًا محوريًا في تقليص الفجوة الرقمية وتعزيز قدرات المعلمين وتشجيع قابلية تشغيل الشباب. هذه الجهود تسهم في تحقيق المساواة والعدالة من خلال التعليم.

بات التحول الرقمي في التعليم ضرورة ملحة يتطلب تعاونًا واسعًا وبرامج مهيكلة لضمان نجاحه على المدى الطويل.

close