في الآونة الأخيرة، أثارت قرارات بعض اتحادات كرة القدم الأوروبية جدلاً واسعاً حول موقفها من اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان. ففي فرنسا، اعتمد الاتحاد الفرنسي موقفاً أثار اتهامات بالتمييز، حين منع اللاعبين من الصيام أثناء التدريبات. بالمقابل، أظهر الاتحاد الإنجليزي تفهماً أكبر، حيث أتاح للاعبين فرصة الإفطار أثناء المباريات. كيف تعامل كل بلد مع هذا الموقف، وما الرسالة التي يعكسها كل منهما؟
الموقف الفرنسي: جدل حول التضييق على اللاعبين
أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم منع اللاعبين المسلمين من الصيام أثناء التدريبات مع المنتخب الوطني. القرار أثار موجة من الجدل بسبب ما رآه البعض أنه يتعارض مع مبادئ الحرية والتنوع. وبرّر فيليب ديالو، رئيس الاتحاد الفرنسي، هذا الإجراء بقوله إن التزام اللاعبين بإطار المنتخب يقتضي الامتناع عن الصيام أثناء المعسكرات، في إشارة إلى أولوية الأداء الرياضي.
رغم الدفاع عن القرار باعتباره لا يحمل طابعاً عنصرياً، إلا أن الكثيرين أعربوا عن قلقهم من أن هذه الخطوة قد تخلق انقساماً داخل الفريق وتؤثر على روح الانسجام بين اللاعبين. وتزايدت الدعوات لإعادة النظر في مثل هذه القوانين وتبني نهج أكثر شمولاً وتفهماً للخصوصيات الدينية.
الموقف الإنجليزي: نموذج في تقبل الاختلاف
على النقيض، اتخذ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم خطوة إيجابية تُظهر دعماً لاحترام المعتقدات الدينية. فقد أوقف مباريات كأس الاتحاد الإنجليزي للسماح للاعبين الصائمين بالإفطار خلال أوقات الغروب. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في مباراة مانشستر يونايتد وفولهام، حيث توقفت المباراة خصيصاً لذلك.
هذا الموقف لاقى إشادة واسعة النطاق، حيث أثنى العديد من النقاد الرياضيين والجماهير على الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الإنجليزي. وأكدت هذه القرارات على أهمية بناء بيئة رياضية داعمة للجميع، دون تمييز بناءً على الهوية أو المعتقد.