أسعار اللحوم في ليبيا ترتفع: رفاهية صعبة في بلد نفطي rich

في ليبيا، حيث تمتزج ثروات النفط مع أحلام الرخاء، أضحى الحصول على الأضاحي في العام الحالي تحدياً يثقل كاهل المواطن. ارتفاع التضخم وأسعار اللحوم، مع انخفاض قيمة الدينار الليبي، أثّرا بشكل كبير على القوة الشرائية لسكان البلاد، ما دفعهم للبحث عن حلول بديلة وسط اقتصاد يواجه أزمات متشابكة وتحديات متزايدة.

زيادة مستمرة في أسعار اللحوم

ارتفعت أسعار اللحوم في ليبيا بشكل ملحوظ، حيث أصبح الكيلوغرام من لحم الضأن والماعز المحلي يتراوح ما بين 85 و90 ديناراً (15.3-16.1 دولاراً). أسعار لحوم الإبل وصلت إلى 65 ديناراً، في حين تتراوح لحوم الأبقار بين 45 و55 ديناراً. وبينما تتميز اللحوم المجمدة بأسعار أقل نسبياً—مثل لحم البقر المستورد بسعر من 32 إلى 35 ديناراً—ازدادت قيمة الواردات من اللحوم المجمدة خلال العام 2023 لتصل إلى 520 مليون دولار. الاعتماد على اللحوم المستوردة يعكس تناقص الإنتاج المحلي وعجز السوق عن تلبية احتياجات السكان.

أزمة في الثروة الحيوانية

ترجع أزمة ارتفاع أسعار اللحوم إلى تناقص الثروة الحيوانية في ليبيا بسبب عوامل بيئية واقتصادية معقدة. انخفاض الأمطار من 400 إلى أقل من 200 ملم سنوياً منذ عام 2019 وتقلص المراعي الطبيعية ساهما في تدهور القطاع. الأرقام الرسمية تشير إلى امتلاك ليبيا نحو 6 ملايين رأس من الأغنام و150 ألفاً من الجمال و45 ألفاً من الأبقار، وهي أعداد غير كافية لتغطية الطلب المحلي. الإنتاج السنوي من اللحوم الحمراء يبلغ بالمتوسط نحو 38 ألف طن فقط، مقارنة باستهلاك يتجاوز 87 ألف طن سنوياً.

رواتب متدنية وتأثيرها على نمط الحياة

مع تراجع الدخول، أصبح شراء اللحوم حتى بسعرها الأساسي تحدياً للمواطن الليبي. متوسط الأجور غالباً لا يتجاوز 150 إلى 250 دولاراً شهرياً، وهذا أقل بكثير من متطلبات حياة كريمة. في ظل هذه الظروف، ارتفعت معدلات البطالة وتفاقمت معدلات التضخم نتيجة ضعف الدينار الليبي، ما زاد من صعوبة الحصول على السلع الأساسية.

تراجع قيمة الدينار الليبي

الأزمات الاقتصادية في ليبيا تفاقمت بفعل انقسام الحكومات وعدم وجود سياسات اقتصادية متناغمة. خفض المصرف المركزي قيمة الدينار بنسبة 13.3% أدى إلى ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء على المواطنين. بالمقابل، تُجرى غالبية التعاملات بالدولار خارج النظام المصرفي الرسمي، مما يهدد الاحتياطي النقدي ويدفع السوق السوداء للنمو على حساب الاقتصاد الرسمي.

حلول مشروطة لإنقاذ الاقتصاد

يرى الخبراء أن إنقاذ الاقتصاد الليبي يبدأ بتوحيد المؤسسات وتطبيق سياسات اقتصادية موحدة. تحسين الرقابة على قطاع النفط ومواجهة الفساد قد يُسهمان في استقرار السوق وضبط سعر الصرف. هذه الخطوات من شأنها تخفيف المعاناة على المواطنين وتوفير السلع الأساسية بأسعار معقولة، لتعود الأضاحي إلى حياة الليبيين كجزء لا يتجزأ من تقاليدهم السنوية.

close