يشهد العالم في السنوات الأخيرة تحولات جذرية في استراتيجيات الطاقة، خاصة بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده على الغاز الروسي بشكل كبير. هذا التغيير يفتح المجال أمام بدائل أخرى، مثل الغاز الطبيعي المسال الأميركي، الذي يمكن أن يشكل فرصة استراتيجية للشركات الأوروبية وتنويع مصادر الطاقة.
تحركات أوروبية نحو خفض الاعتماد على الغاز الروسي
شهد العام الماضي انخفاضاً ملموساً في اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي من أكثر من 40% إلى حوالي 19% من إجمالي الإمدادات. جاء هذا التراجع نتيجة السياسات الجديدة التي تبنتها دول الاتحاد للتخلص تدريجياً من الطاقة المستوردة من موسكو، وسط ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الوقود والطاقة. ويسعى الاتحاد الآن لتسريع هذه الجهود من خلال تعزيز الشراكة مع موردين آخرين.
الغاز الأميركي كبديل استراتيجي
في ظل اضطراب سوق الطاقة، يرى العديد من المراقبين أن الغاز الطبيعي المسال الأميركي قد يمثل خياراً مناسباً للشركات الأوروبية. ويؤكد رئيس المجلس الأوروبي أن سوق الطاقة باتت جاهزة للتوجه نحو الموردين الأميركيين، مما يتيح فرصاً تجارية كبيرة للولايات المتحدة. تأتي هذه الخطوة في إطار تحسين العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وخاصة بعد التوترات التي أثارها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.