عبادة تعوض صيام رمضان الناقص.. الأزهر للفتوى يكشف التفاصيل

صيام ستة أيام من شهر شوال هو فرصة ذهبية لتعويض النقص الذي قد يحدث في صيام شهر رمضان، إذ يجبر خلل الفريضة ويساهم في تكامل الطاعات. كما أن هذه الأيام تعد وسيلة لمواصلة القرب من الله بعد انتهاء الشهر الفضيل. قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ… فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ… يُكَمَّلَ بِهَا». [أخرجه الترمذي].

أهمية النافلة في إصلاح نواقص الفريضة

تُظهر الأحاديث النبوية أهمية النوافل، سواء كان ذلك في الصلاة أو الصيام، لتعويض النقص في أداء الفريضة. فكما تجبر السُّنن في الصلاة القصور في أداء الفريضة، فإن صيام التطوع، مثل صيام الست من شوال، يجبر النقص والعثرات التي قد تحدث في رمضان. هذه السنن تعكس الفهم العميق لمعنى الطاعة المستمرة والحرص على الكمال في العبادة.

أولوية الوظائف والعبادات في فقه الأولويات

الدكتور شوقي علام يوضح أن شهر رمضان يعزز مفهوم التنافس في الطاعات، لكن الفقه الإسلامي يقدّم قاعدة فقه الأولويات. إذا تعارض الأداء الجماعي للعبادات كصلاة التراويح مع واجب لا يمكن تأجيله، مثل الوظيفة العامة، فإن أداء هذه الوظيفة يجب أن يُقدَّم، مع إمكانية تأدية العبادة كالتراويح منفردًا، مما يظهر مرونة الشريعة في تحقيق التوازن بين الواجبات.

الفدية وشروط الإعفاء من الصيام

حول من يجب عليه تقديم الفدية بدلاً من صيام رمضان، يوضح الشيخ محمود شلبي أن الفدية تقتصر على حالتين: الشخص المصاب بمرض مزمن يحول دون الصيام، وكبير السن العاجز عن الصيام. أما الذين لديهم أعذار مؤقتة، كالسفر أو المرض العابر، فالمطلوب منهم قضاء الأيام الفائتة بعد زوال العذر. قال تعالى: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ». [البقرة: 184].

كيفية تعويض النقص في الصيام والعبادات

لضمان تكامل العبادات بعد رمضان، ينصح العلماء باتباع خطوات عملية تشمل:

  • صيام ستة أيام من شوال لتعويض أي نقص.
  • المواظبة على صلاة النوافل.
  • إخراج صدقة الفطر لدورها في تطهير النفس.
  • تطبيق فقه الأولويات لترتيب الأعمال بما يحقق تعظيم الأجر.

ختامًا، الصيام والعبادات ليست مجرد طقوس بل فرصة لتعزيز العلاقة مع الله. بالمداومة على الطاعات، يظل المسلم على صلة روحية وثيقة بالشهر الفضيل طيلة العام.

close