ابنة وول مارت تكرّس ثروتها للتعليم والصحة ودعم المبادرات الخيرية

تُعتبر أليس والتون، الابنة الوحيدة لمؤسس سلسلة “وول مارت” الشهيرة، واحدة من أبرز سيدات الأعمال وأكثرهن ثراءً في العالم، بثروة تصل إلى 101 مليار دولار في عام 2025. ورغم انتمائها لعائلة من أصحاب الثروات الضخمة، اختارت والتون طريقًا مختلفًا يُبرز شغفها بالفن، التعليم والعمل الخيري، مما يعكس تأثيرها العميق في هذه المجالات.

النمو الكبير لثروة أليس والتون

شهدت أليس والتون زيادة مذهلة في ثروتها بلغت 28.7 مليار دولار خلال عام واحد فقط، مدعومة بارتفاع أسهم “وول مارت” بنسبة 40%. تحتل حاليًا المركز الخامس عشر عالميًا في قائمة المليارديرات، متفوقةً على فرانسواز بيتنكورت مايرز، وريثة شركة “لوريال”. ورغم هذه النجاحات المالية اللافتة، لم تكن والتون جزءًا من الإدارة التشغيلية لـ”وول مارت”، بل وجّهت اهتمامها إلى مجالات أخرى تجاوزت مجرد الأعمال.

إسهامات أليس والتون في مجال الفنون

بدأ شغف أليس والتون بالفن منذ صغرها، حيث اشترت في العاشرة من عمرها نسخة مقلدة من لوحة فنية مقابل دولارين فقط. لاحقًا، أصبحت واحدة من أشهر جامعي الأعمال الفنية في الولايات المتحدة، وتمتلك مجموعة تقدر قيمتها بنحو نصف مليار دولار. وفي عام 2011، أسست “متحف كريستال بريدجز للفن الأمريكي”، الذي أصبح من أبرز المؤسسات الثقافية في البلاد، بتمويل أولي تجاوز أربعة أضعاف ميزانية متحف “ويتني” الشهير في نيويورك.

الإسهامات التعليمية والخيرية

لم تقتصر أنشطة والتون على الفن، إذ قدمت دعمًا كبيرًا لقطاع التعليم والرعاية الصحية. في عام 2016، تبرعت بـ3.7 ملايين سهم من أسهم “وول مارت”، وفي 2017 خصصت منحتها إحدى المؤسسات لإنشاء كلية للفنون بجامعة أركنساس. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت “مؤسسة أليس إل. والتون”، لدعم المشاريع الثقافية والصحية، مع تركيز خاص على الولايات الوسطى الأمريكية.

رؤية تعليمية مبتكرة بمجال الطب

في 2021، أسست أليس والتون كلية للطب تحمل اسمها، وبدأت استقبال أول دفعة من الطلاب في 2025 مع إعفائهم من الرسوم الدراسية. وتهدف هذه المبادرة إلى إعداد أطباء يعالجون الإنسان بشكل شامل. تؤكد والتون أن رؤيتها تتمحور حول إحداث تأثير دائم في مجال الرعاية الصحية من خلال نظام متكامل، ينطلق من قلب أمريكا إلى العالم.

أثر والتون الممتد عبر الزمن

من خلال تركيزها على الفن، التعليم، والصحة، تُمثل أليس والتون نموذجًا فريدًا لرواد الأعمال الذين يستخدمون ثرواتهم للارتقاء بالمجتمعات. قصتها تُبرز كيف يمكن للثروة أن تكون أداة للتغيير الإيجابي، بعيدًا عن حياة الأضواء التقليدية. هذه الرحلة الملهمة تُثبت أن التركيز على الجوانب الإنسانية يمكن أن يحقق أثراً دائماً يتجاوز حدود المال.

close