اللغة الثانية في مصر.. قرار وزير التعليم يثير الجدل أمام القضاء

أثير قرار وزير التعليم محمد عبد اللطيف، الصادر في 14 أغسطس الماضي، جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية والقانونية. القرار اعتبر اللغة الأجنبية الثانية مادة نجاح ورسوب دون إدراج درجاتها ضمن المجموع، ما أدى إلى ردود أفعال قوية من الطلاب والمعلمين. الجدل يعود إلى تأثير هذا القرار على مبدأ تكافؤ الفرص ومستقبل الطلاب، فضلًا عن تأثيره على المعلمين ومكانتهم.

أسباب الطعن في القرار الوزاري

يثير القرار تحديات عديدة تعلقت بقانونيته وجدارته. أعلن المحامي نادر حسن أن أكثر من 50 دعوى قضائية تتناول القضية من جوانب مختلفة. من جهة، يُعتبر القرار غير قانوني لعدم نشره في الجريدة الرسمية كما يُشترط. ومن جهة أخرى، يهدد القرار مكتسبات الطلاب والمعلمين، ويضعف الجهود المبذولة خلال السنوات السابقة لدراسة هذه المادة.

تأثير القرار على المعلمين والطلاب

يؤثر القرار سلبًا على معلمي اللغة الفرنسية أو الألمانية، إذ أدى إلى تهميش دورهم وتقليل القيمة المادية والمعنوية لأعمالهم. علاوة على ذلك، يعتبر بعض المعلّمين، مثل حسين الشافعي من محافظة القليوبية، أن القرار أدى إلى تقليل اهتمام الطلاب بمذاكرة المادة، ما انعكس على أدائهم التعليمي ومستوى التقدير لمعلميهم.

الدعاوى القضائية والمستقبل القضائي

أوضح المحامي عمرو عبد السلام أن القضية تشمل طعنًا على القرار نيابة عن الطلاب والمعلمين. وأبرز النقاط التي شملتها الدعاوى هي التهديد بمستقبل الطلاب وعدم تماشي القرار مع المبادئ القانونية نتيجة لإغفاله الإجراءات الرسمية اللازمة. ومع انتظار قرار محكمة القضاء الإداري، تبقى نتائج هذه الدعاوى حاسمة في توجيه مسار القضية بشكل كامل.

وجهة نظر الوزارة

في المقابل، ترى وزارة التربية والتعليم أن القرار يهدف لتحسين التعليم من خلال التركيز على المواد الأساسية. وأشار مصدر مسؤول إلى أنه لا توجد دولة تقدم للطلاب ثلاث لغات أجنبية، والقرار يهدف لمنح الطلاب فرصة أكبر للتعمق في المواد الأهم لتحديد مساراتهم المستقبلية. ورغم التبريرات، تشير الوزارة إلى أن القرار النهائي سيعتمد على الحكم القضائي المرتقب.

الأثر التعليمي والاجتماعي

على الرغم من هدف الوزارة المنصوص عليه، فإن تأثير القرار يمتد إلى المجتمع التعليمي بشكل واسع. من تصاعد التوتر بين المعلمين إلى إحباط الطلاب وأسرهم، يخلق القرار سلسلة من التحديات التي تؤثر على جودة التعليم ومبادئ العدالة.

يظل الوضع الحالي معلقًا بانتظار الحكم القضائي، ويرى الكثيرون أن القضية تعكس توازنًا بين تطوير التعليم والحفاظ على حقوق المعلمين والطلاب على حد سواء. التركيز على تنفيذ القوانين بشفافية قد يساعد في تجنب هذه الخلافات مستقبلًا.

close