في ظل الضغوط المتزايدة على البيئة الأكاديمية، يقدم كتاب “الأستاذ البطيء: تحدي ثقافة السرعة في الأكاديمية” رؤية عميقة تنادي بإعادة تقييم النُظم التعليمية. يدعو الكتاب إلى تبنّي منهج “البطء” لاستعادة معايير الجودة والعمق داخل الجامعات، حيث باتت الثقافة السريعة ومؤشرات الأداء الكمّية تُهدد جوهر التعليم العالي، خاصة في العالم العربي.
التمييز بين السرعة والعمق في الأكاديمية
يُظهِر الكتاب كيف تحوّلت الجامعات إلى منصات تسارع مليئة بالمؤشرات الكمية، مثل عدد الأبحاث المنشورة والتمويل الخارجي. وبينما تهدف هذه السياسات إلى رفع التصنيف الدولي، تتجاهل في كثير من الأحيان القيم النوعية العميقة كالتنوير الفكري والإبداع. في السياق العربي، أصبحت الجامعات تسير على نهج مثيلاتها الغربية، مما أدى إلى تدهور الدور الإنساني للأستاذ الجامعي.
أهمية التعليم كعملية إنسانية شاملة
يدعو الكتاب إلى فهم التعليم الجامعي باعتباره تجربة معرفية وإنسانية تتجاوز مجرد نقل المعلومات. في العالم العربي، يواجه الأساتذة تحديات كالازدحام الطلابي وكثافة المقررات، مما يجردهم من فرصة الإبداع في التدريس. وفقًا للكتاب، تحتاج العملية التعليمية إلى بيئة داعمة، وتفاعل إنساني يثري التفكير النقدي والحوار بين الأستاذ وطلابه، بدلاً من التركيز على التلقين وإنجاز المهام بسرعة.