التعليم حق للجميع.. فصول محو الأمية ضمن خطة “التحالف الوطني” في قرى الصعيد

في إطار رؤية شاملة لبناء الإنسان المصري وتمكينه من أدوات العصر، أطلق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي مبادرات قوية لمواجهة الأمية في قرى صعيد مصر، مؤكدًا أن التعليم حق لكل مواطن، وليس رفاهية.ومحو الأمية في قرى الصعيد لم يعد مجرد شعار، بل تحول إلى حركة تنموية شاملة تقودها مبادرات التحالف الوطني، لإعادة الحق في التعليم إلى مستحقيه، وبناء مجتمع أقوى وأكثر وعيًا.نستعرض في السطور التالية جهود التحالف الوطني لمحو أمية أهالي وسكان قري صعيد مصر. بداية الحلم.. وأهمية التعليمظل التعليم لسنوات طويلة أحد أكبر التحديات في قرى الصعيد، حيث حُرم كثيرون من حقهم الطبيعي في التعلم بسبب الظروف الاقتصادية أو نقص المدارس. ومع إطلاق خطة التحالف الوطني، بات القضاء على الأمية هدفًا رئيسيًا لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الريفية. إنشاء فصول محو الأميةدشن التحالف الوطني بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية ومؤسسات المجتمع المدني آلاف فصول محو الأمية في القرى والنجوع.كما تم استهداف الفئات الأكثر احتياجًا، خاصة النساء وكبار السن، مع توفير مدرسين متخصصين ومناهج مبسطة تناسب كل مرحلة عمرية.منهجية التعليمتم الاعتماد على طرق تعليم حديثة تعتمد على التفاعل والممارسة العملية، بدلاً من الطرق التقليدية، مما شجع الدارسين على الإقبال واستكمال البرامج. كذلك استخدمت الفصول مواد تعليمية تربط بين القراءة والكتابة والاحتياجات اليومية مثل إدارة المصروفات، والقراءة الطبية البسيطة، وكتابة الرسائل. دعم متكامل للدارسينلم يتوقف الدعم عند حدود التعليم فقط، بل امتد ليشمل:- توفير وجبات غذائية خفيفة للمشاركين خلال الدروس.   – توزيع شنط مدرسية مجانية تحتوي على كراسات وأدوات كتابية.   – تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية لتحفيز المنتظمين في الحضور.وبالارقام، نجد أنه خلال عام واحد فقط، تمكن التحالف الوطني من فتح أكثر من 5,000 فصل لمحو الأمية في قرى الصعيد.بالإضافة إلى ذلك، تخرّج من هذه الفصول أكثر من 60 ألف دارس ودارسة، حصلوا على شهادات محو الأمية المعتمدة، كما ارتفعت نسبة المشاركة النسائية إلى أكثر من 65% من إجمالي الملتحقين، مما يعكس حرص السيدات على تحسين مستقبلهن ومستقبل أبنائهن. قصص نجاح مؤثرةفي محافظة قنا، تمكنت سيدة خمسينية من تعلم القراءة والكتابة للمرة الأولى في حياتها، وبدأت تدرس لأطفالها دروسهم المدرسية، وفي أسيوط، أسس بعض خريجي فصول محو الأمية جمعيات أهلية صغيرة لدعم نشر التعليم في قراهم.كما ربط التحالف الوطني برامج محو الأمية بمبادرات أخرى مثل التمكين الاقتصادي، حيث حصل الدارسون على فرص تدريبية للعمل بعد انتهاء البرامج التعليمية، كذلك تم إدماج برامج التوعية الصحية والحقوقية، لتعزيز الوعي الشامل في المجتمعات الريفية. خطة مستمرة حتى القضاء على الأميةلا تقتصر جهود التحالف على عام أو اثنين، بل تم وضع خطة طويلة الأمد تستهدف القضاء الكامل على الأمية في الصعيد بحلول عام 2030. ويشمل ذلك التوسع في فتح فصول جديدة، وإدخال تقنيات التعليم عن بُعد لتسهيل الوصول للمناطق شديدة العزلة.

close