أسعار التكييفات .. مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة تدريجيًا، بدأ سوق أجهزة التكييف في مصر يشهد موجة جديدة من الصعود الحاد في الأسعار، حيث سجلت الأجهزة ارتفاعًا ملحوظًا تراوح بين 25% و33% خلال شهر أبريل الجاري مقارنة بالشهر السابق.
هذه القفزة الكبيرة جاءت نتيجة اختلال واضح بين العرض والطلب، في وقت يتزايد فيه الإقبال من المواطنين على شراء أجهزة التبريد مع بداية موسم الصيف، ما أدى إلى ضغط إضافي على السوق المحلية التي تعاني أصلًا من نقص في الكميات المطروحة.
في هذا التقرير نرصد أبرز أسباب الارتفاعات، والتوقعات خلال الفترة المقبلة، وآراء التجار والمسؤولين حول مستقبل أسعار التكييفات في مصر.
تراجع سابق تبعه ارتفاع مفاجئ في الأسعار
شهدت أسعار أجهزة التكييف خلال الأشهر الأولى من العام الجاري انخفاضًا بنسبة وصلت إلى 20%، نتيجة تراجع حجم الطلب بشكل كبير، بعد أن كان المستهلكون قد أقبلوا على الشراء بكثافة خلال العام الماضي. هذا الانخفاض شجع الكثير من المستهلكين على تأجيل قرار الشراء على أمل استمرار الانخفاض، إلا أن الوضع تبدل تمامًا مع اقتراب الصيف، لتعود الأسعار للارتفاع مجددًا مع زيادة معدلات الطلب وضعف المعروض.
مصادر: ضعف الإنتاج أبرز الأسباب وراء الأزمة
سحر خورشيد، نائب رئيس شعبة التكييفات بغرفة القاهرة التجارية، أكدت أن نقص المعروض في السوق يُعد من أبرز العوامل وراء ارتفاع الأسعار، موضحة أن بعض المصانع لا تضخ الكميات الكافية من الأجهزة إلى التجار، ما خلق فجوة كبيرة بين حجم الطلب الفعلي وما هو متاح في الأسواق. وأضافت أن بعض الموديلات تشهد عجزًا بنسبة تصل إلى 50%، وهو ما يزيد من حدة الأزمة مع تزايد الطلب.
التجار يلغون الخصومات والأسعار ترتفع دون إعلان رسمي
رغم عدم صدور قوائم سعرية جديدة من الشركات المنتجة حتى الآن، إلا أن أسعار أجهزة التكييف ارتفعت بشكل فعلي في السوق بقيم وصلت إلى 6 آلاف جنيه. وأوضحت خورشيد أن ما حدث فعليًا هو إلغاء الخصومات والعروض التي طُرحت في بداية العام، دون تجاوز الأسعار الرسمية المعتمدة من الشركات.
لكن هناك حالة من الترقب بين التجار، الذين يتخوفون من إصدار قوائم جديدة بأسعار مرتفعة، مدفوعة بزيادة متوقعة في الطلب مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهور المقبلة.