سجلت أسعار الذهب في السوق المصري تراجعاً ملحوظاً خلال تعاملات الخميس، لتواصل موجة الهبوط التي بدأت منذ ثلاثة أيام، مدفوعة بانخفاض الأسعار العالمية واستقرار سعر صرف الدولار أمام الجنيه، وسط ترقب المستثمرين المحليين والعالميين لتطورات اقتصادية مهمة أبرزها تقرير الوظائف الأمريكية المنتظر، حيث خسر الذهب في مصر أكثر من 100 جنيه في جلسة اليوم.
وتراجع سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولاً في السوق المحلية، إلى 4645 جنيهاً وقت كتابة التقرير، منخفضاً من 4670 جنيهاً في بداية التعاملات، ليستكمل مساره النزولي استجابة للهبوط العالمي للأونصة.
ويأتي هذا الهبوط رغم غياب أي تغيّرات مؤثرة في سعر الصرف للدولار في مصر، ما يُظهر التأثير الكبير للأسعار العالمية على السوق المحلي في الوقت الراهن.
وتشير تحليلات “جولد بيليون” إلى أن السوق المصري بات أكثر حساسية تجاه تحركات البورصات العالمية، خاصة في ظل غياب أي دعم داخلي من العوامل النقدية أو الطلب الفعلي، ما يجعل الذهب المحلي عرضة للتقلبات السريعة.
ضغوط عالمية تدفع الذهب إلى أدنى مستوياته في أسبوعين
عالمياً، تراجعت أسعار الذهب بشكل حاد يوم الخميس، لتسجل أدنى مستوياتها في أسبوعين عند 3221 دولاراً للأونصة، متأثرة بتعافي الدولار الأمريكي وتراجع المخاوف من تصعيد النزاعات التجارية. وافتتح الذهب تداولاته عند 3285 دولاراً، ويتحرك حالياً قرب 3233 دولاراً.
ويأتي هذا التراجع في ظل ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي للجلسة الثالثة على التوالي، مبتعداً عن أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، مما ضغط على الذهب الذي تربطه علاقة عكسية بأداء الدولار.
وتلقى الذهب ضغوطاً إضافية بعد مؤشرات على تقارب تجاري بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قرب إبرام اتفاقيات مع الهند وكوريا الجنوبية واليابان، فضلاً عن استئناف الاتصالات التجارية مع الصين، ما قلص جاذبية الذهب كملاذ آمن.
قلق في السوق العالمية
في الوقت نفسه، تُتابع الأسواق عن كثب صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة، خاصة بعد تراجع بيانات التوظيف في القطاع الخاص، ما يعزز المخاوف من تباطؤ سوق العمل خلال أبريل.
كما أظهرت بيانات اقتصادية أمريكية حديثة انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% في الربع الأول، وتراجع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المؤشر المفضل لدى الفيدرالي لقياس التضخم، ما قد يدفع إلى تخفيف السياسة النقدية الأمريكية مستقبلاً.
وتُرجح التقديرات الفنية لجولد بيليون استمرار هبوط الذهب إذا ما كسر مستوى الدعم الحالي عند 3230 دولاراً للأونصة، مع إمكانية استهداف مستوى 3160 دولاراً. وفي مصر، يُشير الهبوط المتواصل لعيار 21 دون حاجز 4700 جنيه إلى ضعف ملحوظ في زخم السوق بعد الموجة الصعودية التاريخية التي شهدها خلال الأشهر الماضية.
وفي سياق متصل، حذّر صندوق النقد الدولي من تسارع قرارات خفض الفائدة في مصر، مشيراً إلى أن هذه الخطوة، رغم كونها داعمة للنمو، قد تحمل مخاطر في ظل التوترات التجارية العالمية المستمرة، لا سيما بعد أن خفّض البنك المركزي المصري أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ خمس سنوات في اجتماعه الأخير.
ورغم التراجع السعري، كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي عن ارتفاع إجمالي الطلب على الذهب خلال الربع الأول من عام 2025 بنسبة 16% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليصل إلى 1310 أطنان، بينما تراجع الطلب على المشغولات الذهبية بنسبة 19% وارتفع الطلب على السبائك والعملات بنسبة 3%.