لندن-راي اليوم
مع اقتراب موسم السفر الصيفي، يتجه البعض نحو قرارات غير تقليدية لحماية خصوصيتهم الرقمية. من بينهم صحافيون وناشطون تقنيون قرروا التخلي عن هواتفهم الذكية المعتادة – مثل آيفون – عند السفر إلى وجهات معينة، خصوصاً عند عبور الحدود الأميركية، واستبدالها بما يُعرف بـ”الهاتف المؤقت”.
الهاتف المؤقت… حماية من تفتيش الأجهزة
ليست الفكرة مرتبطة برغبة في التوقف عن استخدام التكنولوجيا، بل نابعة من القلق المشروع حول وصول جهات حكومية إلى البيانات الشخصية. فالسلطات الأميركية تملك منذ سنوات الصلاحية لتفتيش الأجهزة الإلكترونية عند نقاط الدخول إلى البلاد، بما في ذلك الهواتف والحواسيب المحمولة. وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع عمليات التفتيش من 38 ألفاً عام 2023 إلى نحو 43 ألف حالة في العام التالي.
رغم أن التفتيش لا يزال نادراً ويشمل أقل من 0.01% من المسافرين، إلا أن طبيعة البيانات التي يتم تفحصها تثير القلق – من صور خاصة ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى رسائل العمل السرية.
من الأكثر عرضة للتفتيش؟
تزداد أهمية اتخاذ إجراءات وقائية إذا كنت تنتمي لفئات معينة مثل الصحافيين، أو المحامين، أو حتى ناشطين سياسيين. فبحسب تقارير من الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، رُصدت حالات خضعت لتفتيش صارم بسبب انتماءاتهم أو محتوى أجهزتهم – مثل صور احتجاجات أو منشورات عن قضايا حساسة.
نصائح لحماية بياناتك أثناء السفر
أولاً: تقييم المخاطر الشخصية
ابدأ بتقييم من أنت وما تحمله من معلومات. فإذا كنت سائحاً عادياً، فقد لا تحتاج أكثر من بعض التعديلات البسيطة. أما إذا كانت بياناتك أكثر حساسية، فربما يستحق الأمر مجهوداً إضافياً.
إذا كانت المخاطر منخفضة:
عطّل تقنيات التعرف البيومتري مثل بصمة الإصبع أو “Face ID”، واستخدم رمز مرور تقليدي لفتح هاتفك.
احذف التطبيقات الحساسة مثل “إنستغرام”، “سيغنال”، و”إكس”.
هذه الخطوات قد تكون كافية لتقليل احتمالية كشف بياناتك عند التفتيش.
إذا كانت المخاطر متوسطة:
أنشئ نسخة احتياطية من بياناتك على خدمات مثل iCloud أو Google One.
امسح بيانات الجهاز مؤقتاً قبل العودة، لتستطيع استعادتها بعد عبور الحدود باستخدام حسابك وكلمة مرورك.
إذا كانت المخاطر كبيرة:
احمل هاتفاً مؤقتاً فقط للسفر. اشترِ جهازاً بسيطاً ورخيصاً يحتوي فقط على التطبيقات الأساسية مثل الخرائط وتطبيقات المواصلات.
استخدم بريد إلكتروني مؤقت مخصص للسفر فقط، وامتنع عن ربط الجهاز بحساباتك الرئيسية.
فعّل شريحة إلكترونية (eSIM) عبر تطبيقات مثل “Nomad” أو “Airalo” لتتمكن من الاتصال بالإنترنت عند الوصول.
ختاماً: تجربة تستحق التأمل
قد تبدو فكرة التخلي عن هاتفك الذكي لمدة الرحلة أمراً متطرفاً أو غير عملي للبعض، لكنها بالنسبة لآخرين خطوة ضرورية لحماية الخصوصية في عصر أصبحت فيه البيانات الشخصية هدفاً مستمراً للتدقيق الحكومي، خصوصاً على المعابر الحدودية.
سواء كنت صحافياً، رجل أعمال، أو سائحاً عادياً، لا ضرر من إعادة التفكير في كمية البيانات التي تحملها في جيبك وأنت تعبر الحدود.