“الأهرامات بين مطرقة الاستثمار وسندان الحفاظ على التراث”.. خبير آثار يوضح

عقد اليوم مجلس الآثاريين العرب ندوة بعنوان “إدارة أزمات ومخاطر المواقع الأثرية والتراثية – حيثيات الإشكاليات ومنهجيات وآليات الحلول الممكنة”، وترأس الجلسة الدكتور محمد الكحلاوي، رئيس مجلس الآثاريين العرب، وكان مقرر الجلسة الدكتور أيمن وزيري، رئيس اتحاد الآثاريين المصريين.قدم الدكتور عبدالرحيم ريحان، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، مداخلة بعنوان “الأهرامات بين مطرقة الاستثمار وسندان الحفاظ على التراث”، تطرّق فيها إلى مشروع نموذجي ناجح بكل المقاييس، وهو مشروع “التجلّي الأعظم”، الذي راعى فيه رأي ومقترحات جميع الأطراف من آثار ورهبان دير سانت كاترين والمجتمع المحلي ومسؤولي البيئة والجهات الحكومية في المنطقة، فحقق نجاحًا ملموسًا. وذلك على العكس مما يحدث في مشروع تطوير منطقة الهرم، الذي يضم ستة أطراف لم يتم التنسيق بينها أو الاستماع لرؤيتها، مما أدى إلى المشكلات اليومية التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك المتاعب التي يتعرض لها السائحون، وتشمل هذه الأطراف في مشروع الهرم: الآثار، والشركات السياحية، والمحليات، واليونسكو، والمرشدين السياحيين، والمجتمع المحلي (ويشمل الجمالة، والخيالة، والباعة الجائلين).أشار الدكتور ريحان، خلال المداخلة، إلى بداية التطوير قبل الشركة الحالية، ومشروع تهوية الهرم الأكبر، وشروط تعاقد الآثار مع الشركة المنفذة، والتي لم يتم تنفيذ كل ما ورد فيها، كما تطرق إلى التطوير الذي تم بالفعل وعيوب التشغيل التجريبي للمدخل الجديد وطرق العلاج، بالإضافة إلى توصيات مجلس النواب في هذه القضية، وعناصر التلوث الحالية بمنطقة الهرم، مثل بيارات الصرف والمباني الخرسانية، فضلًا عن التلوث السمعي والبصري الناتج عن الحفلات والأفراح، والتي تتنافى مع حرمة وقدسية أعظم أثر في العالم، وأعجوبة الدنيا الوحيدة الباقية، وهو الهرم، وتخلف هذه الحفلات نفايات وكراكيب تلوث المنطقة وتشوه الصورة البصرية.وأوضح الدكتور ريحان أنه تطرق إلى عيوب التشغيل التجريبي لمنطقة الأهرامات، وتأثير الأصوات المستخدمة في الحفلات التي تُقام هناك، والتي تتجاوز 85 ديسيبلاً، مسببة اهتزازات دقيقة تؤثر على تركيب الأحجار وتؤدي إلى تآكل غير مرئي قد يتفاقم مع الزمن، كما أن بعض المعدات الصوتية تُنتج ذبذبات بترددات منخفضة (30–60 هرتز)، وهي من أخطر أنواع الترددات، لأنها تُحدث خلخلة في البناء الحجري القديم. وأشار إلى أن أجهزة الليزر ذات القدرة التي تتجاوز 5 واط يمكن أن تؤثر حراريًا على الأسطح الحجرية، خاصة تلك التي تحتوي على معادن، كما أن الإضاءة القوية تُسهم في تلاشي الألوان الأصلية للنقوش، وبعض أنواع الإضاءة تُصدر أشعة فوق بنفسجية تؤثر على المكونات الكيميائية للأحجار.وأكد أن الترددات الصوتية تؤثر على تماسك وثبات الأسطح الحجرية الحاملة للنقوش أو الطبقات اللونية، وأن المبالغة في استخدام مكبرات الصوت قد تُحدث تأثيرات ميكانيكية ضارة جدًا بتلك الأسطح، كما أن اختلاف أطوال الموجات الضوئية، سواء الأشعة تحت الحمراء أو فوق البنفسجية، يؤثر على ثبات الدرجات اللونية على المسطحات الأثرية، بفعل الطاقة المنبعثة من مصادر الضوء. 

close