بوابة روز اليوسف | أحمد صادق لبوابة روز اليوسف: احتضان المتحدة للأعمال الفنية أنعش الدراما المصرية



02:22 م – السبت 3 مايو 2025

لولا الفن لقتلتنا الحياة مقولة خالدة للفيلسوف نيتشه آمن بها الفنان القدير أحمد صادق، الصادق في أدواره وتجسيده للشخصيات على الشاشة، التي جعلت منه فنان قدير يقدر الفن ويدرك أهميته كرسالة هامة لتوعية الناس منذ بدء مشواره الفني في مسلسل أهلا بالسكان عام 1984 مع الراحل حسن عابدين، وقدم أدوارا فنية صنوان وغير صنوان تسقى بماء موهبتة الواحدة فأنبت شخصيات ناجحة من لحم ودم في كثير من الأعمال الدرامية ومنها مسلسلات ليالي الحلمية، بوابة الحلواني، أهالينا، الناس في كفر عسكر، الكبير أوي، رمضان كريم، وغيرها من الأدوار الفنية التي رسمت ملامحه الفنية على الشاشة حتى دوره الأخير الحاج رضوان والد حكيم باشا أو مصطفى شعبان في مسلسل يحمل نفس الاسم في شهر رمضان الماضي ليلفت الأنظار بأداؤه السلس الذي يذكرنا بأداء نجمي زمن الفن الجميل عبد الله غيث وشفيق نور الدين ولكن ببصمته الخاصة التي جعلت النجم مصطفى شعبان يستعين به في مسلسل المعلم العام الماضي ثم حكيم باشا .

وعن سر نجاح الشخصية وأسرارها والكيمياء المشتركة بين وبين الفنان مصطفى شعبان ومشواره الفني التقت به بوابة روز اليوسف في هذا الحوار.- هل طورت أدواتك الفنية عبر السنين منذ عملك الفني الأول أهلا بالسكان وحتى الآن؟ طبعا فهذه سنة الله في خلقة فهو يخرجنا  طفلا ثم نبلغ أشدنا ثم نصير شيوخا ولكل مرحلة أدواتها وسماتها ومن ثم  تطورت في أدائي للأدوار وتجسيدها على الشاشة تبعا للتطور الطبيعي لي كممثل وكإنسان علي حسب التقدم في العمر والملامح وسمات الشخصية  كما يجب أن تكون.- ألاحظ في كلماتك نبرة تصوف أليس هذا صحيحا؟ نعم أنا متصوف وكما يقولون بيني وبين الله عمار حاولت استغلاله كممثل وهو ما ظهر جليا من خلال دور الحاج رضوان في مسلسل حكيم باشا فبدى سلسا هادئا دون افتعال أو انفعال.- ما المشاعر التي كان من الصعب إيصالها في دورك في مسلسل حكيم باشا ؟وكيف تغلبت علي ذلك كممثل؟ الخوف الشديد والحرص علي الابن لتحري الحلال من الحرام وأن يشق طريق الخير ويبتعد عن طريق الشيطان الذي يكون نهايته دوما العبارة الشهيرة وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل وحاولت تجسيد هذه العبارة وتقديمها على الشاشة من خلال حكم ومواعظ الحاج رضوان التي تناهض وتقاوم الشيطان طيلة أحداث المسلسل وتحاول إيقاظ ضمير ابنه حتى لا يعصي الله ويركض في طريق إبليس .- وكيف نجحت في تقديمم الشخصية بهذه البراعة والاتقان؟ بالإضافة للدور المكتوب بإتقان شديد ونصائح المخرج القدير فلقد استحضرت روح والدي الذي استخدمت تعالمية ونصائحه وطعمت بها شخصية الحاج رضوان في حكيم باشا ولأنني مؤمن تماما بأهمية تأثير الدراما على المجتمع أخلاقيا ونفسيا واجتماعيا وجميعنا شاهدنا من وجهة نظري الخاصة كيف أن مسلسل مثل لام شمسية قد أحيى قضية خطيرة مثل التحرش الجنسي بالأطفال فألقى حجرا في حادث بشع شنيع مثل قضية الطفل ياسين لينال المتهم عقوبته وجزاؤه مما يجزم بالتأثير الفعال للفن الهادف على تغير وتبني قضايا المجتمع وتأثيرها على الرأي العام والعكس ومن ثم يجب تقديم الرسائل الهامة التي تحث على الفضيلة وتدحض الرزيلة من خلال أعمالنا الفنية المحترمة والا  أصبحنا كمن هو إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه أو كمن يحرث في البحر ومن ثم علينا تقديم الدراما التي تبعث القيم والفضائل في نفوس المشاهدين.- وما الرسالة التي غرسها مسلسل حكيم باشا في نفوس المشاهدين؟ تتلخص في المشهد الختامي للمسلسل أن الحرام سهل بينما الحلال صعب وعلي الإنسان أن يختار بينمها وأنه إذا ترك الحرام ابتغاء مرضات الله فسوف يعوضه الله بالحلال شريطة الصبر على القضاء والرضا فهما مفتاحان لنجاح أي إنسان حتى يخرج من نار الدنيا بردا وسلاما. – وهل هبطت تعليقات المشاهدين عن نجاح المسلسل بردا وسلاما على قلبك؟ كافة التعليقات سواء تليفونيا أو علي وسائل التواصل الاجتماعي أو إعلاميا من خلال الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت اثارت في نفسي الفخر والرضا عن الأداء الذي قدمته بالمسلسل ومؤشرا جيدا على نجاح المسلسل والدور بل والأدوار كلها فكل فنان كان بطلا في دوره فالنجاح عمل جماعي وليس فردي .- هل الشخصية التي قدمتها بالمسلسل قريبة منك في الواقع أم مختلفة تماما؟ كما ذكرت سلفا كنت أقدم تفاصيل الشخصية الحقيقة لأبي رحمة الله عليه بكافة تفاصيلها وأبعادها ومشاعرها وتعبيراتها ولزماتها ونصائحها وكان أبي بعث من قبره من جديد. – ما أكثر شئ أحببته في الحاج رضوان؟ شفافيته ونظرتة المستقبلية والفراسة التي تميز بها .- هل نجحت في الخروج من عباءة الشخصية بعد انتهاء التصوير؟ لا أخفيك سرا فلقد حدثت لي حالة من التوحد بيني وبين الشخصية بداية من أولي المشاهد إلي آخرها وظللت لفترة أعيش في حياتى بشخصية الحاج رضوان واأقمصها حتى نجحت مؤخرا في الخروج من عباء الشخصية وهي مشكلة تواجه كثير من الفنانين عندما تستمر معه الشخصية حتى بعد انتهاء التصوير برغم أنني حزين على فراق الحاج رضوان ولكن عزاؤي الوحيد أني أعيش في حياتي الخاصة بنفس مبادئة.- وهل تعجبك مبادىء النجم مصطفى شعبان؟ نعم فلقد كان من أقرب الممثلين إلى قلبي أثناء التصوير لا سيما بعد أن شاركت من قبل في مسلسل المعلم ثم حكيم باشا فهو فنان ابن بلد وخدوم ويفرش أرضية للفنانين أمامه كما يقولون وهو ما جعلني أتاكد أن بيننا كيمياء فنية مشتركة وأتمنى أن أمثل معه مجددا ومن جاور السعيد يسعد .- هل واجهتك صعوبات أثناء تصوير المسلسل؟ اتقان اللهجة الصعيدة التي  تغلبنا عليها بالاستعانة بمصحح لغوي كان يتابعنا لحظة بلحظة حتى نقدمها بشكل صحيح غير خاطىء وباقي الصعوبات تغلبنا عليها لأن الشركة المتحدة قدسخرت لنا كافة الإمكانيات لإنجاح المسلسل وأوجه لها من خلال البوابة كل الشكر .-  وما رأيك في إنتاج الشركة المتحدة لحكيم باشا وغيرها من الأعمال؟   الشركة المتحدة تقدم أعلي مستوي فني وأعمال علي مستوي عالي جدا من البراعة والنجاح خاصة إنتاج حكيم باشا الذي كلف المتحدة كثيرا للوصول إلي الصورة الكاملة للإبداع وتقديم المسلسل بالشكل المرجو الذي نال إعجاب المشاهدين وبالفعل وراء كل عمل عظيم المتحدة وهذا رأي كثير ممن شاهدوا أعمالها على الشاشة .-  وأنت هل تحب مشاهدة أعمالك بعد العرض على الشاشة؟ نعم فأنا أحب جلد الذات كما يقولون لأحاول تصحيح أخطائي التي ربما أكون قد سقطت مني أثناء التمثيل فالكمال لله وحده وللعلم فانا أول ناقد لأعمالي الفنية .-  وماذا لو نقدت دور حكيم باشا؟ أنا راض عنه بنسبة تسعين بالمائة ولكن لو قدمته مرة أخرى سيكون بروح مختلفة وهذا قدر الإبداع الحقيقي الذي يقدم الفن بألف وجه ووجه كلها تحمل طابع الإبداع الصادق الخارج من القلب فحتما يجب أن يصل للقلب كما يقولون وهي معادلة صعب الوصول إليها في زمن التيك أواي أو عصر السرعة والفيمتو ثانية الذي نعيشه. –  أن تصبح ممثلا في هذا الزمان صعبا أم سهلا؟ الموهبة تفرض نفسها في أي زمان والبقاء والانتشار لصاحب الموهبة الفذة دائما وبخلاف ذلك فهم مثل فقاعات الصابون سوف نراها للحظات ثم سرعان ما تتبدد وتضيع أدارج الرياح وفي النهاية فالبقاء للأدوار الإنسانية التي ترسم الخلود الفني لصاحبها .-  هل تشعر أنك ظلمت فنيا خلال مسيرتك الفنية لا سيما أنك من جيل نقيب الممثلين د .أشرف زكي؟ يبدو أنك نسيت طبيعتي كمتصوف قبل أن أكون فنانا فأنا أؤمن أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، فلقد بذلت أقصى الجهد لتقديم أدواري الفنية بشكل محترم ومتوازن يقدم كلمة صادقة ورسالة سامية بقدر الإمكان وحرصت أن أكون دائما بطل في دوري حتى لو كان مشهد قليلة تعد على أصبع اليد الواحدة والأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى ومن ثم فاأا لا أشعر إطلاقا بالظلم الفني فكل شىء سيات في أوانه.-  ومتى يأت أوان السينما بالنسبة لك؟ شاركت في أفلام مثل الحريفة و  6أيام ورمونتادا فهي الفن السابع الذي لن أتخلى عنه أبدا. –  ولم تتخل أيضا عن أبو الفنون؟ المسرح عشقي أيضا وهو بيتي الأول والأخير فلقد قدمت أعمالا مسرحية عديده منها الحلاج وأحدثها دور بائع البسوسة في مسرحية زقاق المدق والتي قدمتها مؤخرا على مسرح البالون لعدة مواسم غيرها وأشارك قريبا بطولة عرض مسرحي جديد سيكون مفاجاة لجمهوري. –  ما الدور الذي تتمني تقديمة على الشاشة؟ دور محمد أبو سويلم في فيلم الأرض والذي قدمه انتوني كوين السينما المصرية الراحل العملاق محمود المليجي رحمه الله فهي شخصية عميقة مغرية غنية بالتفاصيل والعمق والمشاعر المختلفة المتباينة التي تظهر قدرات ومواهب الممثل. –  ألا تخش  المقارنة مع العملاق محمود المليجي؟ بالطبع هاموت في جلدي لا سيما أنني اعتبر نفسي قطرة في بحر العملاق المليجي ولكني سأبذل قصارى جهدي لتقديمه ببصمتي الفنية الخاصة وكلي أمل أن تنال إعجاب المشاهدين. –  هل تعلم أن هناك فنان آخر قديم كان يحمل نفس اسمك أحمد صادق؟ لعلك تقصد الفنان الطفل المصري الذي شارك في ثلاث أعمال فنية في فترة الستينيات وهي  في فيلم رسالة إلى الله (1961): أدى دور الطفل ميدو الذي يحلم بأن يصبح صحفيا. – حارة السقايين (1966) – غازية من سنباط (1967) بعد أن قدم فيلمين أخرين واعتزل الفن مبكرا. –  أخيرا ما هو جديدك فنيا؟ أقرا بعض السيناريوهات لمسلسلات لأختار من بينها دورا يليق بمسيرتي الفنية بعد دور الحاج رضوان في حكيم باشا.

close