إن دعم القيادة وتوجهها لاستدامة تطوير «خطط الدولة طويلة المدى في إعداد الأجيال القادمة لمستقبل مختلف، وعالم جديد ومهارات متقدمة»، ينعكسان باعتماد حكومة الإمارات المنهج النهائي لاستحداث مادة «الذكاء الاصطناعي» في كل مراحل التعليم الحكومي، من رياض الأطفال إلى الصف الـ12، بدءاً من العام الدراسي المقبل. وهنا أستشهد بتغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «مسؤوليتنا هي تجهيز أطفالنا لزمن غير زماننا، وظروف غير ظروفنا، ومهارات وقدرات جديدة تضمن استمرار زخم التنمية والنهضة في بلادنا لعقود طويلة قادمة بإذن الله». ويعكس ذلك نهجاً تمكينياً لبناء قدرات أجيال المستقبل لمواجهة تحديات الغد، منذ اليوم. فجهود وزارة التربية والتعليم بتطوير المنهاج الشامل متميزة، ومن المهم جداً تعزيزها باستخدام الذكاء الاصطناعي لحماية الطفل استباقياً، وتطوير منظومة حماية الطفل في البيئة المدرسية، مع البناء على المبادرات السابقة، وإعادة مركزية وحدة حماية الطفل لتصبح ركيزة من ركائز الشق التربوي وممكّناً حيوياً للتعليم السليم، وإعادة إطلاق برامج التوعية الوقائية، لتسهم في درء خطر تنامي السلوكيات المسيئة، وتشجيع الدور الوقائي لاختصاصي حماية الطفل.
إن الفرص الكامنة تبرز مع دراسات بعض المتخصصين لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، ولكونه يُساعد الأطفال على تطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. كما يُمكن للأطفال الوصول إلى مسارات تعليمية مُخصصة وسيناريوهات واقعية، تُحفز قدراتهم على حل المشكلات، وتشجعهم على التفكير الإبداعي.
وبحسب ما أوضحته وزيرة التربية والتعليم، سارة بنت يوسف الأميري، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم «خيار وطني ملح يُمكّننا من إعداد الأجيال الشابة لمستقبل متغير». وأكدت أن تبني الذكاء الاصطناعي وتطويره ركيزة أساسية لرسم ملامح المستقبل الوطني، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة، وتنمية القدرات الفردية على نحو ملموس.
كذلك، فإن أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، أصبحت تحدياً عالمياً يتطلب تطوير ضوابط وقائية، أضحت من ركائز تقييم وتصنيف الشركات العالمية، بما فيها المصرفية في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG)، فهل نشهد ممارسات مماثلة في قطاع المدارس والتعليم؟
تساؤلات عديدة من المهم بحثها، وللحديث بقية.
*مستشار إداري وتحول رقمي وخبير تميز مؤسسي معتمد
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
Share