نعرض لكم آخر ما كتبته دينا أنور الكاتبة، والمفكرة صاحبة الفكر التنويري وعاشقة ترسيخ الوحدة الوطنية في قلوب المصريين، وتحدثت دينا أنور عن سر حبها لـ الكنائس، والأفراح والأعياد المسيحية لـ أقباط مصر، ولنا الشرف أننا ننشر كتاباتها بشكل حصري في موقعنا الحق والضلال.
دينا أنور تكتب عن الأعياد والأفراح المسيحية:
كتبت دينا أنور:
حكيت لكم قبل كده عن جمال أعياد المسيحيين في مصر .. تعالوا أكلمكم عن جمال أفراحهم ..!!
فرح جوا كنيسة في مصر .. يعني تدخل مبنى عريق شامخ .. واقف يشهد عالحضارة المنسيّة و التاريخ الضايع .. وسط شوارع مغيمة عليها واقعية كئيبة و سلوكيات قبيحة ..
يعني فن معماري زاهي راقي حضاري .. وسط مباني باهتة فاقدة لأي لمسات جمالية أو ذوق ..
يعني رسومات و نقوش و زخارف و صور بديعة للسيد المسيح و العدرا و القديسين .. في مجتمع سيطر عليه طيور الظلام بكلمة “حرام” .. لحد ما حرّموا الفن و الرسم و اللوحات و الموسيقى و الأغاني و الرقص و العيشة و اللي عايشينها ..
يعني ناس لسه بتفرح بالزغاريد و الزينة و الفساتين و البدل و رش الملح و نثر الورد و توزيع الشوكولاتة .. وسط ناس بتفرح بضرب النار و الرقص بالمطاوي .. و دبح الحيوانات في الشوارع و الطبع بالدم عالحيطان قدام الأطفال .. و التصوير الفج للبنات و الستات اللي بترقص بخلاعة من كتر الكبت..
يعني فساتين بكل الأذواق .. من أول البنوتات لحد الجدات .. شعور معمولة في الكوافيرات .. تسريحات و فورمات و قصات و ألوان ترجع لنا ذكريات مصر اللي راحت و هوانم حفلات أم كلثوم ..
يعني روايح بارفانات و بادي سبلاش و كريمات و شامبوهات .. مانيكير و باديكير و ضوافر مبرودة و مقصوصة و متلونة .. جزم بكعب عالي و شرابات فيليه و فساتين ديكولتيه و كلوش و تاييرات سك و شانيل و عالركبة و ميني جيب .. من غير حادثة تحرش واحدة و لا حتى نظرة مش محترمة من أي راجل أو شاب ..
يعني ميكب بسيط و اكسسوارات رقيقة .. و كابلز حلوين ماشيين ماسكين إيد بعض قدام الكل .. لا حد بينده مراته باسم ابنها و لا بيقول لها يا حاجة و لا يا أم فلان .. و لا حد ماشي قدام المدام بتاعته بمترين .. و لا اتنين مخطوبين قاعد بينهم عشرة يحرسوهم ..
كل راجل محترم لابس بدلة شيك و قاعدة جنبه المدام الجميلة لابسة فستان شيك و حواليهم بناتهم الحلوين لابسين براحتهم و مش خايفين من بصبصة و لا معاكسة و لا تحرش .. شيلان رقيقة عالفساتين وقت الإكليل لإضافة حشمة بسيطة احتراماً لقدسية المكان .. من غير تعليمات و لا تحذيرات و لا مراقبة و لا تعنيف و لا شخط و لا نطر و لا زعيق و لا تهديد و لا وعيد ..