برامج علاجية صيفية للصفوف الأولى لإتقان القراءة والكتابة قبل الانتقال للصف الأعلى

في إطار الجهود التي تبذلها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتحسين مخرجات التعلم في الصفوف الأولى، تم التأكيد خلال اجتماع المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي على تنفيذ برامج علاجية تستهدف الطلاب غير المتقنين لمهارات القراءة والكتابة، خاصة في المرحلة الابتدائية.تمثل البرامج العلاجية أحد المحاور الأساسية التي تعول عليها الوزارة لضمان انتقال فعلي للطلاب من صف دراسي لآخر وهم يمتلكون الحد الأدنى من المهارات اللغوية المطلوبة لمتابعة المناهج الدراسية دون عوائق.وقال محمد عبد اللطيف أن هذه البرامج ستنفذ خلال أشهر الصيف، وستركز على الطلاب الذين لم يتمكنوا من إتقان مهارات القراءة والكتابة بشكل كافٍ أثناء العام الدراسي. وتأتي هذه البرامج بالتعاون مع منظمة اليونيسف، التي تقدم الدعم الفني والتدريبي اللازم لضمان فاعلية التنفيذ، كما يتم إعداد برامج تدريبية مخصصة لهؤلاء التلاميذ تتضمن محتوى مبسطًا وتدريبات تفاعلية تركز على الصوتيات وفهم المقروء والكتابة السليمة، على أن تُنفذ داخل المدارس في بيئة تعليمية داعمة ومحفزة.تستهدف هذه الجهود التأكد من أن كل طالب في الصفوف الأولى يمتلك المهارات الأساسية التي تُمكنه من التحصيل الجيد في المراحل التالية، خاصة أن الإخفاق في هذه المهارات يُعد من أبرز أسباب الضعف الدراسي لاحقًا.لذلك، تُعد هذه البرامج بمثابة تدخل مبكر لعلاج الفاقد التعليمي، وليس فقط استكمالًا لمنهج، بل خطة متكاملة لبناء أساس قوي للتعلم المستدام.كما أن هذا التوجه ينسجم مع استراتيجية الوزارة في بناء شخصية الطالب منذ السنوات الأولى، حيث لا تقتصر العملية التعليمية على تلقين المعلومات، بل تمتد لتأهيل الطالب لغويًا ونفسيًا من خلال هذه البرامج، مما يساعده على التفاعل الإيجابي داخل الفصل وتحقيق الثقة بالنفس.وتُولي الوزارة اهتمامًا خاصًا بقياس أثر هذه البرامج من خلال أدوات تقييم دورية يتم تطبيقها قبل البرنامج وبعده لقياس مستوى التحسن وضمان جودة النتائج.هذه المبادرات تنطلق من إيمان الوزارة بأن تمكين الطالب من مهاراته الأساسية منذ البداية هو الخطوة الأولى لتحقيق تعليم حقيقي وشامل، ينعكس إيجابًا على منظومة التعليم بأكملها. 

close