النهائي الأوروبي طوق نجاة لمانشستر يونايتد وتوتنهام في موسم الانكسارات

يسعى مانشستر يونايتد لتأكيد تفوقه على أتلتيك بلباو الإسباني عندما يستضيفه في إياب نصف النهائي لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في كرة القدم الخميس، على غرار مواطنه توتنهام الذي يحل ضيفاً ثقيلا على بودو/غليمت النروجي في ظل أرجحية مواجهة نهائية إنكليزية خالصة.

وما لم تحدث أية مفاجآت كبرى، فإن رجال المدرب البرتغالي روبن أموريم وضعوا أكثر من قدم في النهائي بعد أن عادوا بفوز كبير من معقل بلباو، سان ماميس، الذي يستضيف مواجهة النهائي في 21 الحالي، بثلاثية نظيفة الأسبوع الماضي.

لعل هذه النتيجة تُعد الأفضل ليونايتد في موسمه الكارثي حتى الآن، بعد أن تفوق على منافسه الباسكي بقوة، قبل أن يعود “الشياطين الحمر” الى نغمة الهزائم بتلقي الخسارة الـ 16 في الدوري الإنكليزي على أرض برنتفورد (3-4).

وسجل يونايتد أكبر عدد من الهزائم في تاريخ مشاركاته في الدوري في موسم واحد منذ 35 عاماً.

ويقبع بطل إنكلترا 20 مرة بالتساوي مع ليفربول المتوج أخيراً، في المركز الخامس عشر في الدوري في طريقه لأسوأ نتيجة له منذ أن هبط في عام 1974، لكنه يبقى في مأمن من خطر الهبوط.

ويدرك أموريم تماماً أن الفوز بالمسابقة القارية الرديفة لدوري الأبطال، سيكون طوق النجاة لفريقه، إذ قام بثمانية تغييرات على تشكيلته الاساسية بمواجهة برنتفورد، دافعاً بثالث أصغر تشكيلة في تاريخ الدوري.

“المباراة الأكثر الاهمية”
وقال مدرب سبورتينغ البرتغالي السابق: “نحن نخسر المباريات في الدوري الممتاز، نقاتل من أجل يوروبا ليغ، لذا يجب أن نقبل بذلك والتفكير بيوم الخميس، لانها المباراة الاكثر أهمية لنا”.

وأضاف: “الخميس نخوض أهم مباراة لنا. إنهاء الموسم هو الأمر الأهم بالنسبة الينا”.

ويبدو أن مصير يونايتد لهذا الموسم، والموسم المقبل على حد سواء، معلق بشكل تام على نتيجته ضد أتلتيك الخميس، ثم في النهائي أمام توتنهام الأوفر حظا ام بودو/غليمت المغمور، بعد أن فاز سبيرز 3-1 ذهاباً في لندن.

ومع أن الفوز بالمسابقة لن يمحُ عار الموسم الكارثي في “برميرليغ”، لكنه سيضفي بعض الشرعية على استمرار أموريم في منصبه، إذ سيعود الفريق لخوض غمار دوري الابطال لموسم 2025-2026، ما يمنح النادي دفعة على المستويين المالي وحتى الفني، من أجل استقطاب لاعبين كبار.

واعترف أموريم أنه رغم أهمية الفوز بالمسابقة القارية، لكن فريقه ليس جاهزاً بعد لتأمين متطلبات المنافسة في الدوري المحلي أم دوري الأبطال.

وأوضح لشبكة “سكاي سبورتس”: “نعرف ذلك، لكن يجب أن نفوز، ويجب أن نقاتل من أجل الفوز بهذه المسابقة (يوروبا ليغ)، كي نمنح شيئاً لجمهورنا، وللذهاب إلى دوري الأبطال”.

لاعبو مانشستر يونايتد. (أ ف ب)

وأضاف: “من ثم، سيكون لدينا الوقت من أجل تحضير الفريق للتأقلم مع هاتين المسابقتين. لذا، إنها معضلة، لكننا نريد أن نفوز بالتأكيد”.

ويواجه أموريم انطلاقة أشبه بكابوس منذ انضمامه إلى يونايتد في الخريف خلفاً للهولندي إريك تن هاغ، حيث لم يفز بمباريات أقل منه سوى الفرق الهابطة وهي إيبسويتش، ليستر سيتي وساوثمبتون منذ توليه المسؤولية في تشرين الثاني / نوفمبر.

ويقف على وجه الخصوص وراء وصول يونايتد إلى هذه المرحلة المتقدمة قارياً، الاداء البطولي لقائده البرتغالي برونو فرنانديز الذي سجل هدفين في عقر دار بلباو في مباراة تراجعت فيها حظوظ أصحاب الأرض بعد طرد المدافع داني فيفيان.

ويملك الدولي البرتغالي صاحب المساهمة في 31 هدفاً ضمن 32 مباراة بالادوار الاقصائية لمسابقة يوروبا ليغ (19 هدفا و12 تمريرة حاسمة) الرقم الأعلى في هذا المجال في تاريخ المسابقة منذ إعادة تحديثها في عام 2009.

غياب الشقيقين وليامس
من جهته، يمر بلباو بموسم جيد محلياً حيث يحتل المركز الرابع ويقترب كثيراً من حسم تأهله إلى دوري الابطال، لكنه سيخوض مواجهة الإياب و”ظهره إلى الحائط” في محاولة لتحقيق ريمونتادا تاريخية تبقي على حلمه بخوض النهائي على أرضه.

لكن الفريق الباسكي يخوض مواجهة الإياب من دون عنصرين مؤثرين جدا هما الشقيقان نيكو وإنياكي وليامس اللذان غابا عن تشكيلة الـ24 لاعباً المسافرة إلى مانشستر والتي كشف عنها المدرب إرنستو فالفيردي.

وقال بلباو عن الشقيق الأكبر إينياكي الذي يدافع عن ألوان المنتخب الغاني، إن “المهاجم لن يسافر إلى مانشستر لمباراة الخميس في إياب نصف نهائي يوروبا ليغ على أولد ترافورد بعد تعرضه لإصابة عضلية في أعلى فخذه الأيمن. إنه بانتظار الخضوع لمزيد من العلاج”.

وأصيب إينياكي خلال التعادل مع ريال سوسييداد 0-0 في الدوري المحلي وخرج في الدقيقة 62، فيما غاب شقيقه نيكو بالكامل عن المباراة.

وعلى غرار لقاء الذهاب، لم يتواجد في التشكيلة أيضاً أويهان سانسيت في ضربة كبيرة لأنه هداف الفريق هذا الموسم بتسجيله 17 هدفاً في كافة المسابقات، بينها 15 في الدوري المحلي.

وفي سيناريو مشابه جداً ليونايتد، يبحث توتنهام عن إنقاذ موسمه المتعثر محلياً عندما يحل ضيفا على بودو/غليمت.

ومع فرصة كبيرة لمواجهة إنكليزية خالصة في النهائي، فإن فوز يونايتد أم توتنهام باللقب، سيعني حصول ستة فرق من إنكلترا على مقعد في دوري الأبطال الموسم المقبل.

وعانى سبيرز من موسم سيئ أيضاً في الدوري الممتاز، إذ يحتل المركز السادس عشر بعد تعرضه لـ 19 هزيمة في 35 مباراة.

لكن المدرب الأسترالي أنج بوستيكوغلو يملك فرصة نفض غبار هذه النتائج ورفع راية الفوز بأول ألقاب توتنهام منذ 2008 في موسمه الثاني فقط في النادي.

close