مفاجأة في مقترح إيهاب رمزي بشأن الإيجار القديم فهل يتحرك البرلمان لإنهاء الأزمة؟

قانون الإيجار القديم ..في ظل احتدام النقاشات البرلمانية والمجتمعية بشأن قانون الإيجار القديم، تتزايد الدعوات من داخل مجلس النواب للإسراع في إصدار تشريع جديد ينظم العلاقة الإيجارية بين المالك والمستأجر، بما يحقق التوازن ويُنهي حالة الجمود التي استمرت لعقود طويلة، ووضعت الطرفين في معادلة غير عادلة. ويأتي هذا في وقت تُحذر فيه قيادات برلمانية من خطورة تأجيل إصدار القانون الجديد، مؤكدين أن استمرار الوضع الراهن لا يصب في مصلحة أحد، بل يفاقم الأزمات ويؤدي إلى تداعيات قانونية واجتماعية واقتصادية غير محمودة.

تحذيرات برلمانية من تأجيل إصدار القانون الجديد

النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ووكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، وجه تحذيرًا شديد اللهجة من تبعات تأجيل مناقشة وإصدار قانون جديد للإيجار القديم خلال دور الانعقاد البرلماني الحالي، مؤكدًا أن التأجيل المستمر يضر بمصالح كل من المالك والمستأجر على حد سواء، ويؤدي إلى تراكم النزاعات القضائية، مما يُشكل عبئًا إضافيًا على الجهاز القضائي، ويؤخر البت في القضايا العالقة.

وشدد النائب على أن الاستمرار في تجاهل هذا الملف الشائك لا يمكن أن يستمر، داعيًا إلى تحرك جاد نحو إعداد قانون عادل ومتوازن يحفظ حقوق جميع الأطراف، ويراعي البعد الاجتماعي والواقع الاقتصادي الحالي.

ضرورة احترام أحكام المحكمة الدستورية وتحديات الواقع

أكد منصور أن احترام أحكام المحكمة الدستورية العليا فيما يخص العلاقة الإيجارية هو التزام دستوري لا خلاف عليه، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن تعقيدات الواقع، وتضارب المصالح بين الأطراف، يُصعّب الوصول إلى حل جذري وسهل. ومع ذلك، دعا إلى صياغة قانون يراعي الأبعاد الاجتماعية والإنسانية، ويُعيد التوازن في العلاقة بين المالك والمستأجر، خصوصًا في ظل استمرار منظومة غير عادلة منذ عشرات السنين.
 

رفض الاقتراحات القاسية وحاجة المستأجرين إلى حماية

وتطرق النائب إلى أحد المقترحات المطروحة على الساحة، وهو إنهاء العلاقة الإيجارية بعد خمس سنوات من إقرار القانون الجديد، معتبرا أن هذا الاقتراح يحمل قسوة غير مبررة، وظلمًا لفئات واسعة من المواطنين، خصوصًا من محدودي الدخل، مؤكدًا رفضه لهذا الحل في صورته الحالية لما له من آثار سلبية على الاستقرار المجتمعي.
 

420 ألف وحدة مغلقة ومليارات تُنفق على الإسكان

أشار منصور إلى وجود ما يقرب من 420 ألف وحدة سكنية مغلقة في مصر، مؤكدًا أن نحو 95% من هذه الوحدات لا تُستخدم من قبل أصحابها، في وقت تتكبد فيه الدولة مليارات الجنيهات سنويًا لبناء مشروعات إسكان اجتماعي. واعتبر أن هذا الواقع يمثل مفارقة صارخة يجب أن تُحسم، لا سيما في ظل أزمة سكن يعاني منها ملايين المواطنين.

وشدد على ضرورة وجود قاعدة بيانات دقيقة ومُحدثة تشمل أعمار المباني، وتاريخ الإنشاء، ونوعية وتواريخ العقود الإيجارية المبرمة، مؤكدًا أن هذه المعلومات ضرورية لصياغة قانون عادل يأخذ بعين الاعتبار الوضع الحقيقي للمباني وأطراف العلاقة الإيجارية.

تحذير من انفجار الأوضاع القضائية وارتفاع الإيجارات

وفي سياق متصل، حذر الدكتور محمد عطية الفيومي، رئيس لجنة الإسكان بمجلس النواب، من تداعيات تأخر إقرار تعديلات قانون الإيجار القديم، مشيرًا إلى أن غياب التوافق داخل البرلمان قد يدفع الملاك إلى اللجوء للقضاء بشكل فردي، ما قد يؤدي إلى موجة من القرارات التي ترفع الإيجارات بشكل كبير، وتُربك سوق الإيجارات بأكمله.

وأوضح الفيومي أن اللجنة ما زالت تدرس اقتراح منح فترة انتقالية مدتها خمس سنوات للمستأجرين، حتى يتمكنوا من ترتيب أوضاعهم، لافتًا إلى أن هذا المقترح سيتم مناقشته ضمن جلسات استماع موسعة تضم مختلف الأطراف المعنية، واللجان الفنية المختصة، في محاولة للتوصل إلى صيغة توافقية تحظى بقبول عام.

 

مقترح بتعويض المستأجرين بنسبة من القيمة السوقية

ومن جانبه، تقدم الدكتور إيهاب رمزي، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، بمقترح بديل لحل الأزمة، ينص على إنهاء العلاقة الإيجارية خلال أول ثلاث سنوات من سريان القانون، على أن يحصل المستأجر على تعويض مالي يعادل 25% من القيمة السوقية للوحدة السكنية. وأوضح رمزي أن هذا المقترح سيُساعد المستأجرين في تدبير احتياجاتهم، سواء لشراء وحدات سكنية جديدة أو استئجار وحدات أخرى بأسعار السوق.
 

الحكومة ملزمة بتوفير سكن بديل وفقًا للدستور

 

أكد رئيس لجنة الإسكان أن الحكومة ستكون ملزمة دستوريًا، في حال تعديل القانون، بتوفير سكن بديل للمواطنين المتضررين، وهو ما يضمن حماية البعد الاجتماعي، ويمنع حدوث صدمة مفاجئة لدى فئات واسعة من المستأجرين، قد تتسبب في أزمات اجتماعية لا تُحمد عقباها.

 

close