وفاة شعبان الشامي .. غيب الموت منذ قليل المستشار الجليل شعبان الشامي، رئيس محكمة جنايات القاهرة السابق، بعد صراع طويل مع المرض. ومن المقرر أن تُقام مراسم الجنازة عقب صلاة اليوم في مسجد فاطمة الشربتلي بمنطقة القاهرة الجديدة، حيث يُشيّعه عدد كبير من القضاة، رجال القانون، وأبناء القضاء المصري، في وداع يليق بمكانته ومسيرته المميزة في السلك القضائي.
ويعد المستشار شعبان الشامي واحدًا من أبرز رجال القضاء في مصر خلال العقود الأخيرة، وقد لعب دورًا محوريًا في الفصل في العديد من القضايا الكبرى التي شغلت الرأي العام، وجاءت أحكامه بمثابة محطات فاصلة في الحياة القضائية والسياسية للبلاد.
البداية القانونية.. من النيابة إلى منصة القضاء
تخرج المستشار شعبان الشامي في كلية الحقوق بجامعة عين شمس في عام 1975، ثم التحق بالنيابة العامة في العام التالي مباشرة، عام 1976، ليبدأ بذلك مشوارًا طويلًا وحافلًا في ميدان العدالة. تميز خلال سنوات عمله الأولى بدقته وجديته، ما أهّله للعمل محققًا في قضايا بالغة الحساسية تتعلق بالشأن العام، وكان دومًا محل ثقة في تولي ملفات دقيقة.
من أبرز القضايا التي تولى التحقيق فيها خلال بداياته، قضية “كنيسة المسرة” في شبرا، إلى جانب قضية الفتنة الطائفية التي وقعت في مركز سنورس بمحافظة الفيوم عام 1981. وفي نفس العام، تولى منصب رئيس النيابة، ثم انتقل إلى السلك القضائي وعمل قاضيًا بالمحاكم الابتدائية.
منصة الجنايات.. وأحكام بارزة في تاريخ القضاء المصري
مع بداية عام 2002، تولى المستشار الشامي العمل بمحاكم الجنايات، وهناك بدأت مرحلة جديدة من مسيرته، اتسمت بإصدار أحكام في قضايا شغلت المجتمع المصري بكل أطيافه. وارتقى في المناصب حتى تولى رئاسة دائرة الجنايات بمحكمة شمال القاهرة، المعروفة باسم “الدائرة 15 جنايات”، كما عُين رئيسًا بمحكمة استئناف القاهرة، أحد أرفع المناصب القضائية في مصر.
قضايا رموز الدولة.. مبارك ومرسي والإخوان
من أبرز المحطات القضائية في حياة المستشار الشامي، توليه الحكم في عدد من القضايا المرتبطة برموز النظامين السابقين، حيث ترأس دوائر نظرت قضايا كل من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكذلك الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين.
في قضية الكسب غير المشروع الخاصة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، أصدر المستشار الشامي قرارًا بإخلاء سبيله، كما رفض الطعن المقدم من النيابة العامة ضد القرار، لكنه لاحقًا تنحى عن نظر القضية لاستشعاره الحرج.