شهد منتدى “رؤية 2025” إعلان محافظة القاهرة عن مشروع نوعي لتطوير الفصول الدراسية المخصصة لذوي الإعاقة البصرية، باستخدام تقنيات “برايل الإلكتروني”، وذلك في مبادرة تؤكد توجه الدولة نحو تمكين الفئات المهمشة ودمجهم الكامل في المجتمع.عُقد المنتدى برعاية مؤسسة “ساعد” تحت شعار “تمكين الحياة.. وكسر الحواجز”، احتفالًا بمرور 75 عامًا على تولي الدكتور طه حسين وزارة المعارف، وهو رمز التحدي والإرادة في مجال التعليم وحقوق ذوي الإعاقة. حضر الفعاليات عدد كبير من الشخصيات العامة والقيادات التنفيذية، وعلى رأسهم المستشار محمود فوزي، وزير الشؤون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة.وفي كلمته خلال الفعالية، أكد الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة أن محافظة القاهرة تضع تمكين ذوي الإعاقة البصرية على رأس أولوياتها، وأن ما تحقق اليوم يمثل خطوة ملموسة نحو بناء بيئة تعليمية عادلة وشاملة. وأوضح أن المشروع الجديد، الذي يحمل اسم “سطور من نور”، يسعى إلى تحويل مدرسة النور للمكفوفين إلى نموذج يحتذى به، من خلال تجهيز الفصول بتكنولوجيا “برايل الإلكتروني”، وتوفير محتوى تعليمي عصري، يراعي الاحتياجات الخاصة للطلاب، ويواكب المعايير العالمية.وأضاف صابر، أن المشروع لم يقتصر فقط على تحديث المعدات، بل شمل أيضًا تطوير البنية التحتية للمدرسة بالكامل، وتدريب الكوادر التعليمية على أحدث أساليب التعليم التفاعلي المخصص للمكفوفين، ما يسهم في تعزيز فرصهم للحصول على تعليم متكافئ ومتكامل.وأكد أن هذه الخطوة تعكس إيمان الدولة العميق بقدرات ذوي الهمم، وأنهم ليسوا بحاجة إلى الشفقة بل إلى الفرص، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر الآن هو تعميم هذه التجربة في جميع أنحاء المحافظة، والوصول بها إلى كافة مراكز ومؤسسات ذوي الإعاقة.وأوضح أن الهدف الأكبر يتمثل في جعل القاهرة مدينة صديقة لذوي الإعاقة، خالية من الحواجز التي تحول دون اندماجهم، سواء في التعليم أو العمل أو الحياة اليومية، مؤكدًا التزام المحافظة الكامل بالمضي قدمًا في هذا الاتجاه بالتعاون مع جميع الشركاء المعنيين.وأكد محافظ القاهرة أن المحافظة ماضية في دعم كل مبادرة تهدف إلى بناء مجتمع أكثر عدالة وشمولًا، وأن ذوي الإعاقة ليسوا فقط مستفيدين من هذه البرامج، بل شركاء في صناعة مستقبل أكثر إشراقًا، يقوم على التنوع والاندماج الكامل.شهد المنتدى مشاركة فعالة من عدد من الجهات الرسمية، من بينها وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة، حيث حضر الدكتور مصطفى مجدي ممثلًا عن وزارة الشباب، وخليل محمد خليل عن وزارة التضامن. كما حضرت السفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي، إلى جانب عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمنتدى واهتمام الدولة بكل أطيافها بمسألة دمج وتمكين ذوي الإعاقة.في السياق ذاته، أعرب أكمل نجاتي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “ساعد”، عن سعادته بالشراكة مع محافظة القاهرة، مشيرًا إلى أن المؤسسة تسعى دومًا إلى تقديم حلول مستدامة ترتكز على التكنولوجيا والابتكار في مجال التعليم الدامج، بما يواكب الرؤية الوطنية الشاملة لـ”مصر 2030”.يُذكر أن المنتدى تخلله عرض توثيقي لمراحل تطوير مدرسة النور للمكفوفين، واستعراض لبعض النماذج المُلهمة من الطلاب الذين تحدّوا إعاقتهم وحققوا نجاحات ملموسة في التعليم والحياة العملية، وهو ما لاقى تفاعلًا وتأثرًا واضحًا من الحضور.يعد هذا المشروع جزءًا من خطة أوسع لتحديث مدارس ذوي الإعاقة في مصر، وربطها بمنظومة التعليم الرقمي، بما يضمن تحقيق تكافؤ الفرص ويعزز من قدرات الطلاب على مواكبة التطورات العلمية والمعرفية، دون تمييز أو عوائق.