باحث سياسي: ما يحدث في طرابلس «صراع مافيا».. ولا وجود فعلي للدولة
وصف الكاتب والباحث السياسي الليبي عبدالحكيم فنوش، ما تشهده العاصمة طرابلس من اشتباكات دموية بأنه «صراع مافيا» لا علاقة له بالدولة، مؤكدًا أن ما يجري ليس أمرًا مفاجئًا أو جديدًا، بل هو تكرار دائم لحالة اختلال ميزان القوى بين الميليشيات المتواجدة في المدينة.
وقال «فنوش» في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» إنّ «طرابلس اليوم تعيش حالة من الفوضى التي تشبه تمامًا ما يحدث بين العصابات، حيث لا يوجد أي تمثيل حقيقي أو فعّال لكيان يسمى بالدولة»، متابعًا: «لا نرى موقفًا من أي جهة تدعي تمثيل الدولة، لا من القائد الأعلى للجيش، ولا من رئيس الأركان، ولا من وزيري الدفاع أو الداخلية، الجميع غائب بينما تملأ الميليشيات الشوارع وتتصارع فيما بينها».
وأشار إلى أن هذه المجموعات لا تنتمي لمؤسسات رسمية، بل تتحرك وفق منطق السيطرة على المال والقرار والنفوذ، وأن كل ما يحدث هو نتيجة «خلل في ميزان القوى» بين هذه الفصائل، التي تتقاسم السلطة والثروة داخل مدينة وصفها بأنها «منهوبة».
واستعرض «فنوش» محطات سابقة من هذا النوع من الصراعات، مثل تفكيك الحرس الرئاسي وطرد قواته من طرابلس، وتصفية جماعات مثل هيثم التاجوري، وصراع غنيوة مع ميليشيات مصراتة، معتبرًا أن كل هذه الحوادث تأتي ضمن حلقة متكررة من «تصفيات داخلية» بين جماعات مسلحة تتنازع النفوذ.
