محليات
8
14 مايو 2025 , 06:56م
شعار وزارة التربية والتعليم
الدوحة – قنا
8
14 مايو 2025 , 06:56م
شعار وزارة التربية والتعليم
الدوحة – قنا
وصف سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، العلاقات القطرية الأمريكية في مجال التعليم بأنها نموذج للتعاون الاستراتيجي المثمر.
ونوه سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية قنا إلى أن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي السادس، الذي عقد في مارس 2024، شهد تقدما كبيرا في مجال التعليم، وكان من أبرز ملامحه توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء “الركن الأمريكي” بكلية المجتمع في قطر، وهو الأول من نوعه منذ عام 2014، ويهدف إلى تعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي بين البلدين.
كما أشار سعادته إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي قد أعلنت عن خطط لزيادة أعداد الطلاب القطريين الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي الأمريكية، سواء داخل قطر أو في الولايات المتحدة، في خطوة تظهر الحرص المشترك على توسيع آفاق التعاون الأكاديمي بين البلدين.. مبينا أن من بين أبرز البرامج الداعمة لذلك برنامج “فولبرايت” الأمريكي الذي تم إحياؤه مؤخرا لاستضافة باحثين قطريين في الولايات المتحدة، مما يسهم في تعزيز التعاون البحثي وتبادل الخبرات العلمية.
كما أوضح أن الجامعات القطرية، مثل جامعة قطر وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، تسعى بدورها إلى توسيع شراكاتها مع مؤسسات تعليمية أمريكية، وهو ما يسهم في تنمية فرص التبادل الطلابي والأكاديمي وتعزيز جودة العملية التعليمية.
وحول الرؤية المستقبلية للتعاون التعليمي في إطار الحوار الاستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، قال سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، إن هذه الرؤية تتمثل في تعزيز الشراكات الأكاديمية والبحثية، وتوسيع برامج التبادل الثقافي، وتطوير مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات لدى المعلمين والطلبة بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ويرسخ التفاهم بين الشعبين.
وشدد على أن استمرار التعاون الاستراتيجي في المجال التعليمي بين البلدين يعكس التزامهما بتطوير شراكة تعليمية قائمة على التفاهم المتبادل والاحترام، ما يسهم في تحقيق أهدافهما المشتركة في مجالات التعليم والبحث والتبادل الثقافي.
وحول عدد المدارس الأمريكية العاملة في قطر، أوضح سعادة الدكتور النعيمي أن عدد المدارس ورياض الأطفال الخاصة التي تطبق المنهج الأمريكي بلغ 47 مدرسة وروضة، تسهم في تقديم نموذج تعليمي يهدف إلى إعداد مواطنين عالميين من خلال مناهج معتمدة، وتنوع ثقافي، واهتمام بالاستدامة، والقيم.. مشيرا إلى أن من أبرز هذه المدارس: المدرسة الأمريكية في الدوحة، وأكاديمية جيمس الأمريكية، ومدرسة هاميلتون وغيرها.
كما كشف سعادته عن أن عدد الطلاب القطريين المستفيدين من المنح الدراسية في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ 68 طالبا وطالبة، منهم 48 في مرحلة البكالوريوس و12 في الماجستير و8 في برامج الدكتوراه.
وأوضح أن عدد الجامعات الأمريكية المعتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بلغ 133 جامعة، في حين بلغ عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات الأمريكية في المدينة التعليمية خلال العام الأكاديمي 2023 – 2024 نحو 2846 طالبا وطالبة.
وبشأن التقارب بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية من حيث جودة منظومة التعليم، أشار سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في حواره مع قنا إلى أن قطاع التعليم في كلا البلدين يشهد تطورا ملحوظا، مع وجود تقارب في عدة جوانب، لاسيما في جودة المنظومة التعليمية، والتعلم الرقمي، والتربية الخاصة.
ولفت سعادته إلى أن كلا البلدين يسعى إلى بناء منظومات تعليمية متطورة تقوم على أسس الابتكار، والجودة، والشمول، بهدف إعداد أجيال قادرة على مواكبة متطلبات الاقتصاد المعرفي العالمي، مبينا أنه على الرغم من الفروقات في السياقات الثقافية والحجم الجغرافي، إلا أن هناك تقاربا ملحوظا بين البلدين من حيث الرؤية والأهداف الاستراتيجية التعليمية.
وأكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي أن دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية تضعان التعليم القائم على المهارات في صميم سياساتهما التعليمية، وتعملان على تعزيز ارتباط التعليم بسوق العمل من خلال إدخال مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، وريادة الأعمال في المناهج، كما أشار إلى أن قطر استعانت بالبرامج الأمريكية مثل STEM لتطوير منظومتها التعليمية وبناء مهارات الطلبة. وفيما يتعلق بجودة التعليم الرقمي في قطر والولايات المتحدة، لفت سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إلى أن كلا من البلدين يشهد تطورا متسارعا في هذا المجال، ويسعى إلى تعزيز جودة منظومات التعليم الرقمي من خلال سياسات واضحة، واستراتيجيات تطويرية وتعزيز قدرات المعلمين والطلبة.
وفي هذا الإطار، تحدث سعادته عن مقارنة تحليلية بين البلدين من حيث جودة التعليم الرقمي، حيث أوضح أنه في مجال السياسات والاستراتيجيات، أطلقت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي الاستراتيجية الوطنية للتعليم الإلكتروني عام 2023، بهدف تمكين المعلمين والطلبة من المهارات الرقمية، وتطوير محتوى تفاعلي وكتب رقمية، وتعزيز التعاون مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت، وتحديث البنية التحتية الرقمية، فضلا عن إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والتعلم.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فأشار إلى أن السياسات التعليمية تركز على إعداد خطط وطنية لتطبيق التعليم الرقمي وتدريب المعلمين، وتوفير بنية تحتية قوية للاتصال، مع دمج التكنولوجيا في جميع المناهج الدراسية، ودعم الابتكار في التعليم الرقمي على مستوى المدارس والجامعات.
وعن جودة التجربة التعليمية في ظل التعلم الرقمي، أكد سعادته أن دولة قطر تسعى لجعل التعليم الرقمي أكثر تفاعلية وتحفيزا، من خلال برامج تدريبية متقدمة للمعلمين بالتعاون مع شركات عالمية مثل مايكروسوفت، فضلا عن الشراكة مع مؤسسات بحثية مثل “وايز” (WISE) لمواكبة أحدث المستجدات في التعليم وتطبيقها على النظام التعليمي القطري.
وفي المقابل، أشار إلى أن المدارس في الولايات المتحدة توفر تجربة رقمية تعليمية متقدمة، تعتمد على استخدام الحواسيب والأجهزة اللوحية والبرمجيات التعليمية الفعالة في جميع المراحل الدراسية، مدعومة ببرامج تدريبية مستمرة للمعلمين، مع شراكات تقنية لتطوير المحتوى الرقمي، وتعزيز التنوع والشمول داخل البيئة التعليمية.
وحول أوجه التقارب بين البلدين في جودة منظومة التعليم في مجال التربية الخاصة، أكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في حواره مع /قنا/ أن كلا من دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية توليان اهتماما بالغا لتطوير منظومة التربية الخاصة وتعليم ذوي الإعاقة، باعتبارها أحد ركائز العدالة التعليمية والدمج المجتمعي.
وأوضح سعادته أن البلدين يعملان على إرساء تشريعات وقوانين تضمن الحق في التعليم لذوي الإعاقة وتدعم مبدأ التعليم الدامج، مع إلزام المؤسسات التعليمية بتوفير بيئات تعليمية داعمة متعددة التخصصات لضمان نجاح الطلبة من هذه الفئة.
كما تشمل أوجه التشابه بين الجانبين في هذا المجال تقديم خدمات تعليمية مساندة مثل غرف المصادر وصفوف الدعم والمعلمين المتخصصين، إضافة إلى خدمات علاجية داعمة كالعلاج الوظيفي، والنطق، والدعم السلوكي.
وأشار سعادته إلى أن عدد الكوادر المختصة في التربية، يشكل أولوية مشتركة، حيث يطرح في كلا البلدين برامج أكاديمية متخصصة إلى جانب التدريب المهني المستمر، وتطبيق نظام الرخص المهنية الإلزامية لمعلمي التربية الخاصة ومقدمي الخدمات المساندة.
وفيما يتعلق بالتعاون التعليمي بين قطر والولايات المتحدة، شدد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي على أن هذا التعاون يعد أحد أبرز أوجه الشراكة الفعالة بين البلدين، مشيرا إلى تطور هذا التعاون في السنوات الأخيرة ليشمل مجالات متعددة مثل التدريب الأكاديمي، والتعلم الرقمي، والتكنولوجيا، والتعليم التخصصي، وخاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إلى جانب المشاركة في المسابقات الدولية.
وأكد أن هذه الجهود تهدف إلى خلق بيئة تعليمية محفزة، تجمع بين المعايير العالمية والاحتياجات المحلية، وتوفر فرصا واعدة للطلبة القطريين لاكتساب المهارات والمعرفة وفق أحدث التوجهات التعليمية.
وأشار سعادته إلى أن من أبرز مجالات التعاون تطوير المناهج التعليمية، حيث تعاونت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي مع عدة مؤسسات أمريكية لتطوير المناهج مثل مؤسسة (راند) RAND و(ماك غرو- هيل) McGraw-Hill و(بيرسون) Pearson خاصة في مجال تطوير مناهج الرياضيات.
كما لفت إلى مشاركة الطلبة القطريين في مسابقات علمية دولية تقام في الولايات المتحدة مثل مسابقة (ISEF) ومسابقة “وجه وجهتك”، بالإضافة إلى المشاركة المنتظمة في بطولة الروبوت العالمية التي تنظمها منظمة First Lego League بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي جانب التدريب التقني، أوضح سعادة الدكتور النعيمي أنه تم تنفيذ المرحلة التجريبية من مشروع أكاديمية (Cisco)، لتقديم تدريب متخصص لطلبة المسار التكنولوجي في الصفين 11و12، إضافة إلى تدريب معلمي الحاسب الآلي ومنسقي تكنولوجيا المعلومات، في مجالات مثل الأمن السيبراني وشبكات الحاسب الآلي والبرمجة وعلم البيانات ونظم التشغيل.
وتطرق سعادته كذلك إلى مسابقة مجتمع الطلاب التوعوي (SACT) بالتعاون مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالدوحة، بمشاركة 90 طالبا وطالبة من المدارس الحكومية في المرحلتين الإعدادية والثانوية لتعزيز مهاراتهم القيادية.
وتحدث أيضا عن الشراكات الرئيسية في مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين، التي تؤهل طلابها لاجتياز اختبارات برنامج التنسيق المتقدم الأمريكي (Advanced Placement)، إلى جانب اختبارات (SAT)، مبينا أن المدرسة تحظى باعتماد من كل من منظمة (College Board)، ومنظمة (Cognia)، مما يتيح فرصا مستمرة لتحسين الأداء التعليمي استنادا إلى معايير علمية، وتقديم أدوات تقييم دقيقة لقياس التحصيل وتحديد مجالات التطوير.
وفي إطار تعزيز التعلم القائم على المشاريع ومهارات STEAM (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، الفنون، الرياضيات)، أوضح سعادته أنه يتم توفير مختبرات من مؤسسة (Fab Foundation)، وهي منظمة غير ربحية تدير شبكة (Fab Lab) العالمية، بهدف تمكين الطلبة من التعلم العملي ورفع جودة التعليم وفق أحدث المعايير العالمية وتقديم برامج تدريبية وخدمات اعتماد تعليمية.
مساحة إعلانية