مصر وجايكا يتعاونان لتحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة وتعزيز التعليم والرعاية

تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من أهم مراحل بناء الشخصية الإنسانية، ولذا جاء التعاون بين مصر وهيئة التعاون الدولي اليابانية “جايكا” كخطوة استراتيجية لتحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة في مصر، حيث شمل هذا التعاون إطلاق فعاليات الدورة الثانية من برنامج تدريب المدربين (ToT)، مما يعزز الجهود المشتركة نحو توفير بيئة تعليمية متطورة وشاملة للأطفال، وفق منهجيات يابانية أثبتت كفاءتها في تطوير جودة التعليم والرعاية.

تحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة باستراتيجية مصر وجايكا

تسعى وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع هيئة التعاون الدولي اليابانية إلى وضع أسس جديدة لتطوير حضانات الطفولة المبكرة، إذ تشمل هذه الخطط تأهيل ميسرات الحضانات عبر برامج متخصصة تُركز على الطرق التربوية المبتكرة والتعلم النشط، ويؤكد المسؤولون في وزارة التضامن أن هذه المرحلة تعد استثمارًا حقيقيًا في بناء الأجيال القادمة، مما يعزز من جودة رأس المال البشري؛ يتم تنفيذ البرنامج بالشراكة مع مركز تطوير التعليم بجامعة الوادي الجديد وكلية الطفولة المبكرة بجامعة القاهرة، مما يساهم في الاستفادة من الخبرات الأكاديمية وتطبيق ممارسات فعالة.

تنمية المهارات التربوية للميسرات

ضمن هذا المشروع، يتم التركيز بصورة رئيسية على تطوير مهارات الميسرات باعتبارهن أولى نقاط التواصل مع الطفل، فوفقًا لخبيرة التعليم اليابانية ناعومي ماتسوموتو، فإن دور الميسرة يتجاوز تقديم الرعاية ليشمل تأهيل الأطفال وإعدادهم لتنمية مهاراتهم الفكرية والوجدانية، كما يتم تدريب الميسرات على تطبيق أساليب التعلم باللعب، وهو ما يساعد الطفل على اكتساب المعرفة بشكل عملي مبتكر، علاوة على ذلك، يتم التركيز على تكوين بيئة داعمة للطفل داخل الحضانات تكون مهيأة لتعزيز قدراته منذ سن مبكرة.

بناء نظام تعليمي مستدام مع رؤية مستقبلية

يشمل مشروع تحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة في مصر الكثير من المحاور التي تهدف إلى بناء نظام تعليمي مستدام، حيث أوضحت الدكتورة هانم عمر أهمية إعداد المدربات المتمرسات اللواتي يقمن بدور محوري في نقل المعرفة إلى أرض الواقع، كما ذكرت أن المشروع يتبنى حزمة من الأنشطة تتضمن أيضًا إنشاء أنظمة للرصد والتقييم، بجانب رفع الوعي العام بأهمية الطفولة المبكرة، ليس هذا فحسب، بل يمتد المشروع نحو تعزيز التعليم الصحي والتغذية السليمة، فضلاً عن تعزيز التربية الإيجابية داخل الحضانات. جدير بالذكر أن هذا المشروع يمتد من عام 2022 وحتى 2026، ويهدف إلى ترك بصمة طويلة الأمد على قطاع الطفولة المبكرة في مصر، مما يحقق تقدمًا حقيقيًا في تطوير الموارد البشرية والبنية المؤسسية المرتبطة بالخدمات التربوية والرعائية للأطفال على المستويين المحلي والدولي؛ يعد التعاون مع “جايكا” خطوة محورية لتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع وضمان مستقبل أكثر إشراقًا لأجيال المستقبل.

close