قانون الإيجار القديم، في واحدة من أكثر القضايا العقارية حساسية في مصر، عاد مشروع قانون الإيجار القديم إلى صدارة المشهد السياسي والاجتماعي، مثيرًا موجة من القلق بين الملايين من المواطنين، ما بين مالك يطالب بتحرير الشقق، ومستأجر يخشى الإخلاء والتشريد. فهل نحن بصدد تغيير جذري في العلاقة بين الطرفين؟ أم أن البرلمان سيتدخل لفرض توازن يحفظ حقوق الجميع؟
ما هو قانون الإيجار القديم ولماذا يُثير الجدل الآن؟
قانون الإيجار القديم هو أحد القوانين التي تنظم العلاقة بين المالك والمستأجر منذ عقود، وتحديدًا في فترات ما بعد الحرب، عندما فرضت الدولة قيودًا على القيمة الإيجارية. لكن ومع تغير الزمن وارتفاع أسعار العقارات بشكل غير مسبوق، يرى كثيرون أن القانون لم يعد مناسبًا للواقع الحالي، خصوصًا من جانب الملاك الذين يعتبرون أن القيمة الإيجارية لا تغطي حتى مصاريف الصيانة.
في المقابل، يرى المستأجرون أن القانون حماهم من التشرد طوال سنوات، وأن أي تغيير مفاجئ في بنوده، خاصة ما يتعلق بـ«تحرير العقد» أو الإخلاء بعد 5 سنوات، يُعد تهديدًا مباشرًا لاستقرارهم الأسري.
تفاصيل مشروع قانون الإيجار القديم الجديد
ناقش مجلس النواب خلال الأسبوع الماضي مشروع قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة، والذي يتضمن تعديلات تمس بشكل مباشر عقود الإيجار القائمة. أبرز البنود التي أثارت الجدل هي:
- إخلاء الشقة بعد مرور 5 سنوات من تطبيق القانون.
- تحرير القيمة الإيجارية تدريجيًا لتتوافق مع الأسعار السوقية.
- عدم التجديد التلقائي للعقود إلا بشروط محددة.
هذه البنود اعتبرها المستأجرون «قاسية» وغير عادلة، في حين وصفها الملاك بأنها «استعادة لحقوق ضائعة منذ عقود».