الملحم: تطوير نموذج تعليمي يعزز الابتكار ويراعي متطلبات ا…

وكيل وزارة التعليم العالي بالتكليف لمياء الملحم مع ممثلي الوفود المشاركة

أكدت في “تحضيري” وزراء التعليم الخليجي أن الأمن السيبراني ضرورة وطنيةالتحولات المتسارعة تستوجب أطراً تشريعية وأخلاقية تضبط هذا المسارالجامعات لم تعد مؤسسات لتخريج الطلبة بل يجب أن تكون منصات للابتكارالتكامل الخليجي في التعليم خيار ستراتيجي لتعزيز التنافسية واستدامة التقدمالسنيدي: التعليم العالي في صدارة أولويات التنمية وأداة فاعلة لمواجهة التحدياتنتطلع إلى تكامل خليجي يعزز الأمن السيبراني والابتكار ويلبي التطلعاتعبدالرحمن الشمري أكدت وكيلة وزارة التعليم العالي بالتكليف، لمياء الملحم، أن التعليم العالي في دول “الخليجي” يعيش لحظة تحول حاسمة، تتطلب مراجعة الأولويات، وتطوير نموذج تعليمي جديد يربط بين التعليم والبحث العلمي، ويعزز الابتكار ويراعي متطلبات التنمية في عالم متغير.جاء ذلك خلال كلمتها التي ألقتها في الاجتماع التحضيري التاسع للجنة وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في دول مجلس التعاون، والذي تستضيفه دولة الكويت، بمشاركة رفيعة من ممثلي وزارات التعليم العالي في دول المجلس.وقالت الملحم: “لم يعد من الممكن الاعتماد على المسارات التقليدية في التعليم العالي في عصر تكتب فيه قوانين المستقبل بلغة البيانات”، وتشكل الخوارزميات ملامح الحضارات بل بات لزاما علينا تطوير بيئة تعليمية مرنة ومتجددة، وتمكين الطلبة والأكاديميين من التفاعل الإيجابي مع تحديات العصر، حتى نرتقي بمنظومة التعليم إلى مصاف المنافسة الإقليمية والدولية”.

لمياء الملحم متحدثة في الاجتماع التحضيري

الأمن السيبرانيوشددت الملحم على أهمية الأمن السيبراني في التعليم العالي، مؤكدة أنه لم يعد مسألة تقنية فقط، بل “ضرورة وطنية لحماية استقلالية المؤسسات الأكاديمية وصون ثرواتها البحثية والمعرفية”، مشيرة إلى أن حماية البيانات الأكاديمية والبحثية تضمن استمرارية التميز، وحفظ الخصوصية، وصيانة حقوق الملكية الفكرية، وتعزيز الثقة في البيئات التعليمية.وألقت الملحم الضوء على الذكاء الاصطناعي باعتباره “قوة مؤثرة تعيد تشكيل العملية التعليمية”، عبر توفير نماذج تعليمية مخصصة وتقييمات ذكية وبيئات تفاعلية، لافتة إلى انه مع هذه التحولات المتسارعة، تبرز الحاجة إلى أطر تشريعية وأخلاقية تضبط هذا المسار، وتحفظ القيم الجوهرية مثل العدالة والهوية والثقة. فالمسؤولية الكبرى لا تكمن فيما ينتجه الذكاء الاصطناعي، بل فيما نقرره نحن من توجيه له لخدمة الإنسان وثقافته. وذكرت الملحم أن الجامعات لم تعد مجرد مؤسسات لتخريج الطلبة، بل يجب أن تكون منصات للابتكار والإنتاج المعرفي، من خلال مناهج تعزز التفكير النقدي، وبيئة تشجع المبادرة، وشراكات تربط بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وصنّاع القرار.التكامل الخليجي و أشادت بأهمية التكامل الخليجي في التعليم العالي بوصفه “خيارا ستراتيجيا لتعزيز التنافسية واستدامة التقدّم”، موضحة أن ذلك يتجسد في الاعتراف المتبادل بالشهادات، والبرامج المشتركة، والتعاون البحثي، إضافة إلى التحول الرقمي عبر منصات تعليمية ومكتبات إلكترونية موحدة، وشبكات سيبرانية تضمن بيئة تعليمية آمنة وفعالة.وشددت الملحم على أن الإرادة الصادقة والتخطيط المشترك والعمل المؤسسي هي مفاتيح النجاح في تحقيق تطلعات دول المجلس، مبينة ان ما ننجزه كمجموعة خليجية موحدة يفوق بكثير ما يمكن تحقيقه فردياً، والتوصيات التي ستنبثق من هذا الاجتماع سيكون لها أثر مباشر على ملامح تعليمنا الجامعي لعقود قادمةأداة فاعلةمن جانبه، أكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خالد السنيدي، أن التعليم يمثل أداة فاعلة لتغيير الواقع ومواجهة تحديات المستقبل، من خلال إعداد إنسان خليجي قادر على التعامل مع مستجدات العصر وتقنيات المعلومات.وقال السنيدي في كلمته خلال الاجتماع التحضيري الـ25: إن قادة دول مجلس التعاون يولون التعليم العالي عناية خاصة، ويضعونه في صدارة أولويات التنمية، من خلال رؤى وتوجهات تستهدف بناء مستقبل مشرق لأبناء المنطقة، وتحقيق التقدم والازدهار في مجالات العلم والمعرفة والبحث العلمي.وأشار إلى أن الاجتماع ناقش عددا من المحاور المهمة، على رأسها: مساواة أبناء دول المجلس في القبول والمعاملة في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، بما يعزز من وحدة المسار الأكاديمي ويخدم التكامل الخليجي، واستشراف مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي من خلال تطوير الأطر التنظيمية والتشريعية التي تواكب تطلعات دول المجلس وتدعم قدرتها التنافسية، والخطة الستراتيجية للابتكار وريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي بدول الخليج، كأداة لتعزيز الاقتصاد المعرفي، فضلا عن مواكبة التحديات العالمية في الأمن السيبراني، عبر تأهيل كفاءات وطنية متخصصة قادرة على حماية المنظومة الأكاديمية والبحثية، وتعزيز التعاون الدولي، من خلال تبادل أفضل الممارسات العالمية في التعليم العالي والبحث العلمي، بما يسهم في تطوير نظم التعليم الخليجية.المجلس الأعلىوأضاف: إن المجلس الأعلى لقادة دول الخليج كان قد أقر في دورته الـ45 التي عُقدت في الكويت في ديسمبر 2024، الستراتيجية الخليجية لمكافحة المخدرات ( 2025–2028) التي تمثل بعدًا وقائيًا مهمًا ويجري بحثها ضمن جدول أعمال هذا الاجتماع، حرصًا على سلامة المجتمعات الخليجية وحماية فئاتها الشابة.وأعرب السنيدي عن أمله في أن يسهم الاجتماع في دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو المزيد من التكامل والتميز، وأن تلبي توصياته تطلعات قادة دول المجلس وتعزيز فرص التعاون بين مؤسسات التعليم العالي الخليجية، تمهيدا لرفعها إلى اجتماع الوزراء المقرر اليوم.

close