تحذيرات شديدة بشأن الخطر المحتمل لموجات تسونامي العملاقة

في عام 1958، شهد خليج ليتويا في ألاسكا أحد أقوى موجات تسونامي الضخمة التي تم تسجيلها على الإطلاق، وذلك في أعقاب انهيار أرضي ناجم عن زلزال قوي وقد وصلت الموجة الناتجة إلى ارتفاع غير مسبوق بلغ 1719 قدمًا.

 

وبحسب وكالة ناسا، فإن الانهيار الأرضي، الذي يعادل وزن ثمانية ملايين شاحنة تفريغ، بلغ حوالي 90 مليون طن، مما تسبب في دمار هائل في جميع أنحاء المنطقة.

 

تحذيرات شديدة بشأن الخطر المحتمل لموجات تسونامي العملاقة

 

أصدر خبراء الجيولوجيا تحذيرات شديدة بشأن الخطر المحتمل لموجات تسونامي العملاقة – وهي أمواج عملاقة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى آلاف الأقدام – مسلطين الضوء على ثلاث مناطق في الولايات المتحدة باعتبارها معرضة بشكل خاص لهذا التهديد الطبيعي المدمر: ألاسكا، وهاواي، والساحل الغربي للولايات المتحدة.

 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن هذه الظاهرة تختلف عن موجات تسونامي التقليدية التي تسببها الزلازل، إذ إنها غالبا ما تكون ناجمة عن انهيارات أرضية أو ثورات بركانية ضخمة، ما يجعل قوتها التدميرية مماثلة لكارثة كونية.

 

السيناريوهات المحتملة

 

ومن بين أهم السيناريوهات المحتملة، يسلط الخبراء الضوء على خطر انهيار الجانب الغربي من بركان كومبري فيجا، في جزيرة لا بالما الإسبانية، إحدى جزر الكناري. 

 

يزعم الباحث الدكتور سيمون داي، المؤلف المشارك لدراسة أجريت عام 2001 حول هذا الموضوع، أن مثل هذا الانهيار قد يؤدي إلى إلقاء ما يصل إلى 120 ميلاً مكعباً من الصخور في المحيط الأطلسي، مما يؤدي إلى توليد موجة ضخمة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 2000 قدم عند مصدرها وتبقى على ارتفاع 150 قدماً عند الوصول إلى الساحل الأمريكي.

 

ورغم حجم التهديد، يعتقد بعض الخبراء أن استعداد الولايات المتحدة لا يزال أقل من المستوى المطلوب للتعامل مع مثل هذه الكوارث الطبيعية النادرة ولكن المدمرة، مما يدعو إلى اتخاذ إجراءات علمية ومؤسسية عاجلة لتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وتحصين المناطق المعرضة للخطر.

على الساحل الغربي للولايات المتحدة، يظل صدع كاسكاديا يشكل تهديدًا حقيقيًا. في 26 يناير 1700، تسبب زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر في حدوث موجة تسونامي مدمرة اجتاح قرية خليج باتشينا. 

 

اهتزت الأرض ليلًا… لم يكن لديهم وقت للنجاة نُقل عن لويس كلامهاوس، أحد شيوخ قبيلة هو-آهت، قوله في رواية عام ١٩٦٤: “غرق الجميع”.

 

وتشير تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ووكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية إلى احتمال وقوع زلزال مماثل بقوة تتراوح بين 8 إلى 9 درجات على صدع كاسكاديا خلال السنوات الخمسين المقبلة بنسبة 37%.

 

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أنه قبل نحو 105 آلاف عام، ضربت موجة عملاقة تجاوز ارتفاعها 1000 قدم جزيرة لاناي في هاواي، نتيجة انهيار بركاني مماثل لما يمكن أن يحدث في المستقبل في جزر الكناري.

 

 حذر باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا من أن المنحدرات البركانية في جزيرة هاواي الكبرى، وخاصة كيلاويا وماونا لوا، قد تنهار في أي لحظة، مما يؤدي إلى حدوث أمواج مدمرة تهدد الجزر المجاورة.

close