رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق: الحج نقلة إيمانية للأفئدة.. ويجب اغتنام الأيام المباركة
أكد الدكتور حسن سليمان، رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو شعيرة إيمانية عظيمة يتمنى كل مسلم أن يُتم بها دينه، ويصل بها إلى كمال الروح والقلب، قبل أن تكون رحلة جسدية: «بطبيعة الحال، الحج هو الركن الخامس، وكل مشتاق ومحب يتمنى أن يُكمل دينه بهذه الشعيرة»، مستشهدًا بقول الله تعالى: «يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».
وأوضح «سليمان» خلال لقائه عبر برنامج صباح جديد، المذاع عبر قناة «اكسترا نيوز»، اليوم، أن القادمين إلى مكة المكرمة من أقاصي الأرض يأتون راجلين أو راكبين، لكنهم لا يأتون بأجسادهم فقط، بل بأفئدتهم وأرواحهم، كما في دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: «فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم والحج ليس مجرد انتقال مكاني، بل هو انتقال روحي، ونقل للقلوب المؤمنة التي تهوي إلى بيت الله الحرام».
ورداً على سؤال حول ما يمكن أن يفعله من لم يُكتب له الحج هذا العام، أشار الدكتور حسن سليمان إلى أن رحمة الله واسعة، وأن مواسم الخير لا تنقطع، قائلاً: «من رحمة الله بعباده أن جعل لهم مواسم متتالية؛ فبعد شهر رمضان المبارك تأتي أشهر الحج، بدءًا من شوال، لتمتد الروح في صفائها ونقائها بالتقرب إلى الله من لم يحج، فعليه أن يُكثر من ذكر الله، والصيام، وقراءة القرآن، والصدقات، وكل عمل يُقرّبه إلى الله، حتى يشارك الحجاج في الفضل والرحمة الإلهية، خصوصاً في يوم عرفة، الذي يتجلّى فيه الله سبحانه وتعالى على عباده بالمغفرة».
وعن مغزى المناسك كالإحرام والطواف والسعي ورمي الجمرات، أوضح الدكتور سليمان أن الهدف الأساسي هو التسليم المطلق لله، قائلاً: الحج هو القصد إلى بيت الله الحرام، ولكن المغزى الحقيقي هو الطاعة؛ فإن قال الله طف سبعة أشواط، فلا أقل ولا أكثر، هو امتثال وتسليم لأمر الله، حتى وإن لم ندرك الحكمة، وأن الطواف حول الكعبة يكون عكس عقارب الساعة، لأن القلب يكون في جهة الكعبة، والرحمات تتنزل حين يستشعر الحاج عظمة المكان والزمان، فيخضع ويتقرب بقلبه، لا بجسده فقط الحج مدرسة إيمانية تُعلّم الإنسان الانقياد لله، والتسليم لأمره، والشعور بالتواضع أمام عظمة الخالق سبحانه.