معاش السيدات .. معاشات .. المعاشات .. في ظل رؤية الدولة المصرية لتحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين المرأة، يأتي نظام التأمينات الاجتماعية كأحد الركائز الأساسية لضمان حصول جميع الفئات على حقوقها المالية، خاصة ربات المنازل والمحفظات للقرآن الكريم. فمن خلال هذا النظام، يمكن للمرأة غير العاملة أن تحصل على معاش تقاعدي يضمن لها حياة كريمة بعد بلوغ سن الشيخوخة أو في حالات العجز.
اهتمام الدولة بتمكين المرأة اقتصاديًا
حرصت الحكومة المصرية خلال السنوات الأخيرة على إدراج فئات لم تكن مشمولة سابقًا داخل نظام التأمينات الاجتماعية، وعلى رأسها السيدات غير العاملات وربات البيوت والمحفظات للقرآن الكريم، من منطلق تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان مساواة الجميع في الحقوق الاقتصادية.
فبموجب القانون رقم 148 لسنة 2019، المعروف باسم قانون التأمينات الاجتماعية الموحد، أصبح من حق السيدات الاشتراك في النظام التأميني حتى دون الانخراط في سوق العمل الرسمي، وذلك من خلال تصنيفهن ضمن فئات محددة مثل “العمالة غير المنتظمة” أو “المحفظات للقرآن الكريم”.
اشتراك السيدات في التأمينات: خطوات بسيطة تعني الكثير
تمكّن المرأة اليوم من الاشتراك في التأمينات الاجتماعية بسهولة، حيث يتم تسجيلها ضمن الفئات غير المنتظمة بسداد اشتراك شهري يبلغ 207 جنيهات فقط، وهو ما يعادل نحو 7 جنيهات يوميًا. هذا الاشتراك يمنحها الحق الكامل في الحصول على معاش شهري مستقبلي، بالإضافة إلى التغطية التأمينية ضد العجز أو الوفاة.
ويشترط القانون أن تكون السيدة الراغبة في الاشتراك بين عمر 18 و45 عامًا، وأن تلتزم بسداد الاشتراكات لمدة لا تقل عن 15 عامًا حتى تتمكن من الحصول على المعاش عند التقاعد أو في حال وقوع حادث صحي يعوقها عن العمل.
لماذا يعتبر المعاش ضرورة للسيدات غير العاملات؟
المعاش التأميني ليس مجرد مبلغ مالي تتقاضاه المرأة عند بلوغها سن التقاعد، بل هو صمام أمان اقتصادي يحميها من تقلبات الحياة. فوجود دخل شهري ثابت يساهم في تحقيق الاستقرار الأسري، ويمنح المرأة القدرة على الاعتماد على نفسها دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين. كما يسهم هذا النظام في الحد من نسب الفقر بين السيدات، خاصة في الأرياف والمناطق الأقل حظًا من فرص العمل.
دور النظام الجديد في تمكين المرأة وتحقيق المساواة
إن فتح باب الاشتراك أمام السيدات غير العاملات يعكس توجهًا واضحًا لدى الدولة المصرية نحو دعم المرأة وتمكينها ماليًا، سواء كانت ربة منزل أو محفظة للقرآن. فبات بإمكانها أن تكون جزءًا من المنظومة التأمينية مثلها مثل الموظفين في المؤسسات العامة والخاصة، ما يشكل نقلة نوعية في السياسات الاجتماعية والاقتصادية.
ويُعد هذا التحول دليلًا على رغبة الدولة في إدماج الجميع في مظلة الحماية التأمينية، من أجل مجتمع أكثر استقرارًا وعدالةً.
التأمينات ليست فقط تقاعد.. بل حماية شاملة
الميزة الكبرى في نظام التأمينات الاجتماعية أنه لا يقتصر فقط على توفير معاش تقاعدي، بل يشمل تغطية تأمينية في حالات الإصابة أو العجز أو الوفاة، ما يضمن للمرأة وأفراد أسرتها مستوى معيشة لائقًا في مختلف المراحل.