** شهادات جديدة للخريجين ودراسة ضوابط جديدة لتعيين المعيدين
** تعديل لوائح الجامعات لتضمين دراسة التخصصات الفرعية Minors
** شهدنا زخما فى منظومة التعليم العالى ولدينا 1031 برنامجا مميزا بمصروفات فى الجامعات الحكومية
** زيادة عدد الكليات من 362 لـ 516 والجامعات من 24 لـ 28 جامعة حكومية
** لجان القطاع تدرس لوائح كليات جديدة وزيارات ميدانية للجامعات تمهيدا لإضافتها بالعام الجامعى الجديد** تشكيل لجنة لوضع البرامج البينية متسقة مع احتياجات سوق العمل** نظام إلكتروني جديد للترقيات يحد من خطأ العنصر البشري ويكشف عن الأبحاث التي تم تحكيمها مسبقا
** إنشاء أفرع للجامعات الحكومية خارج مصر يعكس الثقة فى الجامعات المصرية وامتداد للقوى الناعمة المصرية
** توسعنا فى أعداد المقبولين بمجالات التطبيقات العملية وعلوم الحاسب وكليات القطاع الصحى وأطباءنا بالخارج سفراء لمصر** إطلاق برامج تحويل مسار لمواجهة تضخم أعداد الخريجين من القطاعات النظرية وربطهم بسوق العمل
** مراجعة الخطط الخمسية فى جامعاتنا الحكومية طبقاً للأعداد وكثافات الطلاب واحتياجات سوق العمل.
** إعتماد لائحة إسترشادية موحدة لآليات العمل للكتاب الجامعى تقصر الكتاب الجامعى على محتوى تفاعلى على منصات التعلم
أحلام الطلاب وتحديات الأساتذة، يمكن أن تلخص هذه العبارة حوارنا مع الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، الذى كشف خلاله العديد من الرؤى المستقبلية للنهوض بمنظومة التعليم الجامعى فى مصر، كما أنه لم يُخفِ التحديات التي تواجه المنظومة وما تم من خطوات للقضاء على تلك التحديات وخطط سد النقص فى أعداد أعضاء هيئة التدريس وتفاصيل برامج تحويل المسار لمواجهة زيادة أعداد الخريجين ببعض القطاعات.
على مدار أكثر من ساعة تحدث الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات بخبرته الأكاديمية والإدارية، مع “اليوم السابع” فى حوار المصارحة اذ أنه لم يجمّل الواقع، وتطرق لكل ما يهم أطراف منظومة التعليم الجامعى، من الطلاب وأولياء الأمور وقطاع الصناعة وأعضاء هيئة التدريس والجامعات والشراكات وسوق العمل واحتياجاته وذلك فى محاولة دقيقة لرسم خريطة التعليم العالى ليكون أكثر واقعية وعدالة وارتباطا بسوق العمل.
لم يكن الحوار مجرد الحديث عن أرقام فقط، بل عن رؤية شاملة يقودها المجلس الأعلى للجامعات، لترجمة الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى التي وضعها الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وضمانة لتحقيق الجودة فى التعليم بجانب النهوض بالمجتمع لما تقوم به الجامعات من دور أكاديمي وتعليمى وبناء للإنسان المصرى من خلال المشاركة المجتمعية، وإلى نص الحوار:-
ما هي خطط عمل لجان القطاع بالمجلس الأعلى للجامعات ؟
بالنظر إلى تاريخ التعليم العالي في الدول في ظل عصر العولمة، نلحظ انفتاحًا واسعًا في هذا المجال، وإذا تأملنا في عدد الجامعات في أوائل القرن العشرين وعلى مدار المائة عام الماضية، نجد أنه في مصر، على سبيل المثال، كان هناك أربع جامعات فقط، أما اليوم، فعلى مستوى دول العالم، شهد عدد الجامعات زيادة تُقدَّر بحوالي خمسين ضعفًا، وبأنماط مختلفة ومتعددة، متجاوزة بذلك معدل النمو السكاني العالمي. ويرجع ذلك إلى الأهمية التي توليها الدول لتبنّي التعليم العالي وحرصها على إنشاء مسارات متنوعة ونوعية لتخصصات متعددة.
وفي هذا الإطار، تسير مصر على هذا النهج، حيث أصبح لدينا اليوم 116 جامعة بأنماط متعددة، من بينها 28 جامعة حكومية بعد إضافة جامعة الغردقة، إلى جانب الجامعات الأهلية، والتكنولوجية، والخاصة. ورغم هذا التنوع، فإن عدد الجامعات في مصر لا يزال دون المستوى الكافي. ومع تنوع أنماط التعليم الجامعي، برزت الحاجة إلى منظومة موحدة تتولى تنظيم هذا الزخم.
وانطلاقًا من توجيهات وزير التعليم العالي والبحث العلمى، بدأنا بالعمل على ملف “لجان القطاع”، حيث قمنا بدراسة هذه اللجان التي بلغ عددها 24 لجنة، إلى جانب الإطُر المرجعية الصادرة عنها. وقد لاحظنا وجود فجوات ومحاور رئيسية ناقصة، مما استدعى منا إعداد دراسة متكاملة لهذه الإطُر المرجعية، تنوعت لجان القطاع بين الدراسات الطبية والتجارية، وبدأنا بتحديد ما يجب أن يتوافر في كل قطاع وتخصص. وكان من الضروري أن يتضمن الإطار المرجعي مدة صلاحية البرنامج، وشجرة المقررات، والتدريب الميداني، وهي عناصر لم تكن مشمولة من قبل، مما أبرز فجوة أساسية وجب سدّها.
من هنا، انطلقت فكرة “الإطار الموحد للتعليم العالي في مصر”، والذي عملنا عليه على مدار عامين، سعيًا إلى بناء رؤية شاملة، وقد شهد المشروع تعاونًا مع جميع منتسبي التعليم العالي المصري، بمن فيهم أساتذة الجامعات المصرية في الخارج، في أوروبا، وأمريكا، والمملكة المتحدة، ومن خلال هذا التعاون، توصلنا إلى أحدث ما يتعلق بمراجعة اللوائح وتأسيسها بما يتناسب مع الواقع المصري، وتم تضمينه في “الإطار المرجعي الاسترشادي الموحد”، الذي ينص على عشرة محاور أساسية ينبغي اعتمادها عند تصميم البرامج الدراسية، بهدف تحقيق التكامل والتداخل البنائي بين التخصصات المختلفة.
ماذا يقدم الإطار المرجعى للتعليم العالى لخدمة الطالب؟
نعمل على تمكين الخريجين من امتلاك تخصصات فرعية، مع التركيز بشكل خاص على البرامج البينية، التي تُعزز التكامل المعرفي وتوسّع من آفاق الطالب الأكاديمية والمهنية، فعلى سبيل المثال، علي سبيل المثال أن طالب كلية الهندسة او العلوم و خلافه – قد يكون هناك احتياج أن يكون لديه تخصص فرعي في الحقوق، لتمكينه من دراسة العقود الدولية المتعلقة بالمشروعات العالمية، ومثال آخر تخصص فرعي في الذكاء الاصطناعي، لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، وأن طرح التخصصات الفرعية الـ minors يتيح للطالب التسليح باحتياجات سوق العمل والتواكب مع أحدث التخصصات المتداخلة المطلوبة .
وتم إدراج ذلك ضمن الإطار الموحد للتعليم العالي للدولة، حيث تلتزم الدولة بمنح الطالب منحة مجانية للدراسة في برنامجه الرئيسي الأساسي، أما التخصصات الفرعية فيمكن ان تطرح بمصروفات رمزية و بمنح للطلاب المتفوقين و زوي الاحتياجات الخاصة ويتم تحديدها وفقًا لرؤية كل جامعة وكل كيان أكاديمي داخل الجامعة، عند طرح هذه التخصصات.
كما تُمنح كل جامعة صلاحية تأسيس لائحة خاصة بها تتعلق بالمنح الداخلية الخاصة بالتخصصات الفرعية، بما يتيح فرصة حقيقية للطلاب المتفوقين للحصول على هذه التخصصات دون أعباء مالية، تشجيعًا لهم ودعمًا لتفوقهم الأكاديمي، وبما يحقق تكافؤ الفرص ويعزز من جودة مخرجات التعليم الجامعي.
الدكتور مصطفى رفعت
هل المصروفات الجديدة يقصد بها دفع مقابل التخصص الفرعى داخل الجامعات؟
من المتبع عند تعديل لوائح الكليات والجامعات، أن يتم تضمين التخصصات الفرعية بشكل واضح ومُنظَّم ضمن لوائح الجامعات، وذلك انطلاقًا من أن الطالب يحصل على منحة من الدولة لدراسة درجة البكالوريوس، في حين أن إضافة تخصص فرعي يتطلب مقابلاً ماديًا، باعتباره فصلًا دراسيًا إضافيًا يشمل ست مقررات دراسية تُضاف إلى متطلبات البرنامج الأساسي. بشكل اختياري.
ويتم تصميم هذه التخصصات الفرعية بحيث لا تقتصر فقط على طلاب الكلية، بل تفتح أبوابها أيضًا للراغبين من خارج الجامعة، ولا سيما من منتسبي القطاع الصناعي، وذلك بهدف إكسابهم مهارات وخبرات جديدة، وتتميز هذه التخصصات بمرونة عالية، حيث تُعتبر “متغيرة” أو “متطورة” بحسب احتياجات سوق العمل، ويمكن إضافتها بلوائح الجامعات من خلال إخطار لجنة القطاع المختصة.
ويُراعى عند تصميم هذه التخصصات الاتساق مع احتياجات الصناعة، بل ويتم إشراك شركاء من القطاع الصناعي في تدريس هذه التخصصات داخل الجامعات، وبذلك يحصل الطالب عند تخرجه على درجة البكالوريوس إلى جانب شهادة مهنية من الشريك الصناعي، تُعزز تأهيله لسوق العمل، سواء المحلي أو الدولي.
وتُعد هذه الشهادات المهنية نمطًا معمولًا به على مستوى العالم، حيث يُشكّل الجمع بين المعرفة الأكاديمية والخبرة التطبيقية إحدى الركائز الأساسية لتأهيل الخريج لمتطلبات سوق العمل العالمي، مما يُعزّز من مكانة الخريج المصري وقدرته على المنافسة في بيئات العمل الحديثة.
حدثنا عن البحث العلمى فى الإطار المرجعى للجان القطاع؟
محور البحث العلمي يُعد من المحاور بالغة الأهمية في تطوير منظومة التعليم العالي، وهو ركيزة أساسية لبناء مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة. في العديد من الدول المتقدمة، يُطبَّق مقرر البحث العلمي على طلاب السنوات الأخيرة من مرحلتي البكالوريوس والليسانس، حيث يُلزم الطالب بدراسة منهجية البحث العلمي وتقديم بحث أو رسالة تتكامل مع مشروع التخرج، تحت إشراف أعضاء هيئة التدريس.
وتكمن أهمية هذا التوجه في ربط المقررات الدراسية على مستوى مرحلة البكالوريوس بالمحاور البحثية الجارية، ما يتيح فرصًا حقيقية لتعاون ثلاثي بين أستاذ المادة، وطلاب الدراسات العليا، وطلاب مرحلة البكالوريوس، وهو ما يُنتج بيئة علمية تشجع الطلاب على الانخراط في النشر العلمي منذ المراحل الدراسية المبكرة. هذا المسار لا يُسهم فقط في ترسيخ ثقافة البحث، بل يحقق أيضًا العدالة الأكاديمية ويُوجِّه إنفاق الدولة على التعليم نحو مجالات أكثر تأثيرًا وفاعلية.
أما فيما يخص الإطار المرجعي، فقد تناول أيضًا آليات تطوير نظام الشهادات الجامعية وآليات تعيين المعيدين، فالتعيين في الوقت الراهن يتم استنادًا إلى الترتيب الأكاديمي فقط، وهو معيار لا يكفي لإفراز أفضل الكوادر. ومن هنا، جاءت الشهادة الجامعية الجديدة لتتضمن عناصر تقييم إضافية، مثل: هل درس الخريج تخصصًا فرعيًا؟ هل نشر بحثًا علميًا؟ هل شارك في أنشطة طلابية أو قدم خدمات اجتماعية؟ هل لديه بعد اجتماعي وتواصل مجتمعي؟
وتم اقتراح تقنين هذه العناصر وتحويلها إلى مؤشرات رقمية داخل الشهادة الجامعية، مع وضع أوزان نسبية لكل عنصر، بحيث يمكن بناء ملف متكامل للخريج، يُبرز جوانب تميزه الأكاديمي والبحثي والمجتمعي، وبذلك، يُصبح تعيين المعيدين أكثر عدالة وموضوعية، ويُسهم في اختيار الكفاءات الحقيقية القادرة على مواصلة البحث والتعليم، وتجدر الإشارة إلى أن تنفيذ هذا النظام يتطلب إعدادًا دقيقًا، ويمتد على سنوات من العمل المنهجي والتطوير المتكامل داخل مؤسسات التعليم العالي.
حدثنا عن الترتيبات للعام الأكاديمى الجديد التي يتخذها المجلس الأعلى للجامعات وهل لدينا كليات جديدة ؟
منذ عام 2014، نشهد زخمًا غير مسبوق في تطوير منظومة التعليم العالي في مصر، انعكس بشكل واضح في التوسع الكمي والنوعي للمؤسسات والبرامج التعليمية. فقد ارتفع عدد البرامج المميزة داخل الجامعات الحكومية من 400 برنامج فقط في عام 2014 إلى 1031 برنامجًا في الوقت الحالي، وهو ما يعكس التوجه نحو تقديم تعليم متميز يلبي احتياجات سوق العمل، ويواكب التطورات العالمية.
كما شهد عدد الكليات زيادة ملحوظة، حيث ارتفع من 362 كلية إلى 516 كلية، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الجامعات الحكومية من 24 إلى 28 جامعة. وفي هذا الإطار، نعمل على إعداد دليل شامل للبرامج الدراسية المطروحة داخل الجامعات، يتم نشره على الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للجامعات، ليكون مرجعًا موثوقًا للطلاب وأولياء الأمور.
ويأتي هذا ضمن توجيه سياسي ورئاسي واضح، يدعو إلى الترويج لهذه البرامج المتميزة، لا سيما أنها ترتبط في كثير من الأحيان بشراكات دولية وتتمتع بمستوى أكاديمي متقدم. من هنا، أصبحت مسألة توعية الطلاب وأولياء الأمور بوجود هذه البرامج وخصائصها وأهدافها ضرورة حتمية لتمكينهم من اتخاذ قرارات مدروسة بشأن مستقبلهم التعليمي.
ولتحقيق هذا الهدف، قمنا بتشكيل لجنة عليا لوضع آلية فعالة للترويج لهذه البرامج، تضم أيضًا ممثلين عن قطاع الطلاب الوافدين، نظرًا لأن هذه البرامج تستهدف أيضًا استقطاب الطلاب من الخارج، بما يعزز من الدور الإقليمي والدولي للجامعات المصرية.
كما نعمل حاليًا على الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بالعام الجامعي الجديد، والتي تشمل وضع الخطط الدراسية، وجدولة الأنشطة الطلابية، وتنظيم القوافل التعليمية والمجتمعية، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتوسيع قاعدة المشاركة الطلابية وتنمية الدور المجتمعي للجامعات.