صدر الصورة، Reuters22 مايو/ أيار 2025، 13:56 GMTآخر تحديث قبل ساعة واحدةواصلت شاحنات عديدة مُحمّلة بالدقيق، ومواد غذائية للأطفال الرُضّع ومساعدات أخرى، دخول غزة الخميس، حيث يواجه القطاع الفلسطيني أزمة إنسانية كارثية ونقصاً في المواد الأساسية. وقالت الأمم المتحدة إن بعض المساعدات الغذائية التي دخلت غزة على متن نحو 90 شاحنة يوم الأربعاء، وصلت الآن إلى المستودعات المُعدّة لها، وإن الدقيق وصل إلى المخابز في القطاع.ودخلت المساعدات من خلال معبر كرم أبوسالم، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل تخفيف حصار مُطبق دام 11 أسبوعاً.ورأت الأمم المتحدة أن هذه الإمدادات “بعيدة عمّا يكفي لتلبية الاحتياجات الكبيرة في غزة” ولسدّ العجز الذي أحدثه الحصار الإسرائيلي.ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إن الطحين وغيره من المساعدات الغذائية سيبدأ في الوصول إلى بعض سكان غزة الأشد احتياجاً الخميس، بعد أن سمحت إسرائيل بدخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكن الكمية لا تكفي إطلاقاً لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر.وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة، إنه يتوقع أن تُنتج المخابز في القطاع الخبز في وقت لاحق اليوم الخميس.وأضاف الشوا، لوكالة رويترز، أن 90 شاحنة فقط دخلت غزة، مشيراً إلى أنه في أثناء الهُدنة، كان يدخل إلى القطاع 600 شاحنة يومياً – وعليه فإن هذه الكمية تعتبر “قطرة في محيط” على حد تعبيره.لكن الهلال الأحمر الفلسطيني أعلن الخميس، أن سكان قطاع غزة لم يتلقوا بعد المساعدات التي وصلت في شاحنات عبر الحدود الأسبوع الجاري، واعتبر إرسال ذلك العدد القليل من الشاحنات “دعوة للقتل” بسبب خطر التعرض للنهب.وقال يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، للصحفيين، إن بإمكانه إثبات أن أحدا لم يتلق مساعدات. وأضاف أنها لم تصل إلى المدنيين ولا تزال معظم تلك الشاحنات في معبر كرم أبو سالم على الحدود، حيث تخضع للتفتيش، لكنها لم تدخل غزة.وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان الخميس، بدخول أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع، الأربعاء، بعد انقطاع دام 81 يوماً، مشيراً إلى وصولها بـ “أمان إلى المخازن المخصصة ثم إلى المرافق الحيوية المخصصة لها كالمخابز وغيرها”.ووجه المكتب شكره إلى فلسطينيين “لبّوا النداء الوطني، ووقفوا بمسؤولية لحماية الشاحنات من أية محاولات اعتداء أو نهب، ما مكّن فرق التوزيع من إيصال المساعدات إلى مستحقيها”.وقال إن حماية الشاحنات والمساعدات الإنسانية “مسؤولية وطنية وأخلاقية جماعية، وأن أيّ اعتداء على هذه المساعدات يُعدّ طعناً في معاناة الجائعين، ومساهمة في تعميق الكارثة الإنسانية، التي يحاول الاحتلال أن يفرضها على شعبنا بكل السبل”. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت من إدخال شاحنة واحدة من الإمدادات الطبية لتعويض النقص بمستشفاها الميداني في رفح، لكن هناك حاجة إلى المزيد.وأضافت المنظمة في بيان: “التدفق المحدود للشاحنات غير كاف على الإطلاق. ولا يمكن تلبية كامل الاحتياجات على الأرض إلا من خلال تدفق سريع ودون عوائق ومستدام للمساعدات”.وتصطف مئات الشاحنات المحمّلة بمساعدات غذائية وإغاثية في الجانب المصري من معبر رفح الحدودي الذي تغلقه إسرائيل كلياً منذ أكثر من عام، في انتظار السماح لها بدخول غزة، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن شهود. صدر الصورة، Reutersالتعليق على الصورة، تقول الأمم المتحدة إن هذه الكمية من المساعدات بعيدة عن أن تكفي احتياجات غزة
“هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي”
فيما قالت إسرائيل إنها سمحت بدخول 100 شاحنة تحمل مواد غذائية للأطفال ومُعدات طبية لقطاع غزة يوم الأربعاء، بعد إعلان أوّل تخفيف للقيود التي تفرضها على القطاع – وهي الخطوة التي جاءت من الجانب الإسرائيلي استجابة لضغوط دولية متزايدة.وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن على إسرائيل “تجنب أزمة إنسانية” في غزة لتحتفظ بحرية التحرك العسكري داخل القطاع.وفي مؤتمر صحفي مساء الأربعاء، قال نتيناهو إن أياماً قليلة تفصلنا عن تنفيذ خطة جديدة لتوصيل المساعدات في غزة – فيما يُعرف بـ “منطقة مُعقّمة خالية من حماس” – حيث سيُنقَل الغزيّين للحصول على الإمدادات.وتتسبب قيودٌ إسرائيلية ومخاوف من تعرُّض المساعدات للنهب في تأخُّر وصولها، وتقول إسرائيل إن حركة حماس تصادر هذه المساعدات لمقاتليها، وهي التهمة التي تنفيها الحركة الفلسطينية.وفي حديث لبي بي سي، قال أنطوان رينارد من برنامج الأغذية العالمي، إن منظمات الإغاثة في غزة لا توظِّف مُسلّحين لحراسة المخازن نظراً لِما يكتنف ذلك من خطورة شديدة.وأعلنت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى أنها لن تتعاون مع الخطة الإسرائيلية، قائلين إنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية الأساسية وإنها كما يبدو “تتّخذ من المساعدات سلاحاً”.وقال رينارد لبي بي سي: “هذه الخطة ليست حلا، إنما هي قرار سياسي … ينبغي أن يذهب الغذاء إلى الناس، لا أنْ يذهب الناس إلى الغذاء”.وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، قال الخميس، إن 29 طفلاً ومسناً لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بالجوع في غزة خلال اليومين الماضيين، وإن آلافاً آخرين عرضة للخطر.وردا على طلب تعليق منه بشأن تصريحات سابقة أدلى بها مسؤول في الأمم المتحدة لبي بي سي، عن احتمال وفاة 14 ألف رضيع إذا لم تكن هناك مساعدات، قال “رقم 14 ألفاً واقعي للغاية، وربما يكون أقل من الواقع”.وقال أبو رمضان إن سبعة أو ثمانية فقط من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل جزئياً وإن أكثر من 90 في المئة من المخزونات الطبية نفدت بسبب الحصار.وأضاف أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى دخول ما بين 90 و100 شاحنة محملة بالمساعدات إلى جنوب غزة ووسطها.وعندما سئل عما إذا كانت هناك أي إمدادات طبية بينها، قال إن المعلومات لديه تفيد بأن ما وصل طحين للمخابز فقط.