الدعوة الرئاسية للاستفادة من المساجد فى التعليم تحظى بتأييد الخبراء التربويين

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق

الرئيس يشدد على ضرورة الحفاظ على اللغة العربية ويؤكد: مسئولية وطنية ودينية

مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر يؤكد اهتمام الدولة ببناء الإنسان.. والمساهمة فى زيادة الوعى الدينى والأخلاقى للشباب 

 

أستاذ العلوم والتربية يستعرض آليات تحقيق الهدف من التعليم داخل المساجد وتجنب الاستغلال السيئ

«حمزة»: التعليم داخل المسجد سيعمق الوعى الدينى والمجتمعى وربط الدين بالمتجمع ومشكلاته أمر جيد

 

«شوقي»: الإهتمام باللغة العربية السبيل لمقاومة الغزو الثقافى ويمكن تعليمها للأطفال بالمساجد

  أفكار ورؤى الدولة فى إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابى فى المجتمع، فى هذا السياق جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل تخريج الدفعة الثانية من أئمة وزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية المصرية، مؤخرًا، حيث دعا لاستخدام المساجد فى تعليم الأطفال، وأهمية الحفاظ على اللغة العربية. أكد الرئيس السيسي، أن الكلمات وحدها لا تكفى لإحداث تأثير فى المجتمع، بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ، وضرب مثالًا على ذلك باستخدام مقار المساجد، إلى جانب كونها أماكن للعبادة، لتقديم خدمات تعليمية للطلاب، مشددًا على ضرورة حسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.قال، إنه يتمنى من المصريين أن يكونوا على قلب رجل واحد فى بناء الإنسان على كل المستويات، موضحًا أن هناك مساجد كثيرة جدًا، وحجما قليلا من المدارس، متابعًا: «كان أيام النبى كانت المساجد تستخدم لكل شئون الدنيا، طب النهاردة مش بنستفيد من المساجد دي، أنه يكون فى بعض المساجد التى تصلح لذلك أن يتم تعليم أولادنا فيها، حد يقولك طب نعمل مدرسة ولا نعمل جامع؟، مانا ممكن أعمل الجامع وتكون جواه مدرسة، أنا بتناقش معاكم». 

أهمية اللغة العربية

أكد الرئيس السيسي، على أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة فى أن يكونوا حماة للحرية، مما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، موضحًا أن الحفاظ على اللغة العربية مسئولية وطنية ودينية، مشيراً إلى تراجع استخدامها بين الأجيال الجديدة، وهو ما يستدعى تدخلاً واعياً من الدعاة والمؤسسات التربوية، قائلًا: «لا ينبغى أن نترك لغة القرآن؛ لأن الجيل الجديد للأسف لا يتكلم العربية، وهذه مسئولية جماعية»، مؤكداً على أن الدورة التى حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون فى علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة.حظى حديث الرئيس السيسي، بتأييد كبير من قبل عدد من الخبراء التربويين، مؤكدين على أهمية الاستفادة من المساجد فى تأهيل وتعليم الأجيال القادمة، وضرورة الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها اللغة الأم ولغة القرآن الكريم، والتى تعتبر جزءًا لا يتجزأ من هويتنا الثقافية.

فوائد استخدام المساجد فى تقديم الخدمات التعليمية

بدورها، تقول داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، الخبيرة الأسرية، إن دعوة الرئيس السيسى بضرورة استخدام المساجد فى تقديم الخدمات التعليمية للطلاب، إلى جانب كونها أماكن للعبادة لتكون منارة للعلم وغرس القيم فى نفوس الشباب، وهذا يعكس مدى اهتمام الرئيس السيسى ببناء الإنسان المصرى على القيم والأخلاق والانتماء.

زيادة الوعى الدينى للشباب

تابعت «الخبيرة الأسرية»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن تفعيل دور المسجد سيساهم فى زيادة الوعى الدينى لدى الشباب وتشجيعهم على التحلى بالأخلاق الكريمة، خصوصًا أن هناك تدنيا فى الأخلاق وانتشار السلوكيات غير المنضبطة من عنف وتنمر وخلافه، بالإضافة إلى تنشئة الأجيال على الفهم الصحيح للدين وتصحيح المعلومات المغلوطة لتحصينهم ضد التطرف الديني، قائلة دور العبادة بيئة آمنة يمكننا أن نترك أولادنا بداخلها بدون خوف وقلق ليتعلموا أمور دينهم ودنياهم.

أهمية الحفاظ على اللغة العربية

أكدت، أن كلمة الرئيس السيسى عن  ضرورة الحفاظ على اللغة العربية رسالة مهمة لجميع المؤسسات التربوية ولأولياء الأمور، فقد آن الأوان للاهتمام باللغة العربية التى تتعرض لمحاولات من الطمس والتهميش بدعوة المدنية والتحضر، موضحة أن هناك اعتقادا راسخا فى الأذهان أن الأولوية لإتقان اللغة الإنجليزية على حساب اللغة الأم، فإن اللغة العربية تتعرض للإهمال، خاصةً فى المدارس الدولية والخاصة بشكل كبير، بل إن أولياء أمور الطلاب يعتبرون أن هذا الشيء هو موضع تفاخر وتباهٍ، فإن أبناءهم يتحدثون بطلاقة اللغة الإنجليزية ولا يجيدون العربية.

الهوية الثقافية

أضافت، أن اللغة العربية تعتبر جزءًا من هويتنا الثقافية، التى ينبغى الحفاظ عليها، ولا يأتى ذلك إلا من خلال تعاون كلٍ من البيت والمدرسة والإعلام لتحقيق ذلك، مطالبة المدارس الاهتمام بحصص الإملاء والتعبير والخط العربي، وتفعيل أنشطة جماعية للغة العربية مثل الخطابة والكتابة، كما كان يحدث فى الماضى لزيادة انتماء الطلاب للغة العربية، مشددة على عدم إغفال دور أولياء الأمور فى حث أولادهم على الاهتمام باللغة العربية، من خلال تشجيعهم على قراءة القصص باللغة العربية، والحديث معهم على أهمية الكتابة باللغة العربية بشكل صحيح والبعد عما يسمى بـ«الفرانكو عرب».طالبت، وسائل الإعلام بضرورة الاهتمام بتقديم محتوى مميز وشيق من البرامج والأفلام باللغة العربية الفصحى لجذب الأطفال والشباب، وقد يكون من أهم ما ينجذب إليه الأبناء السيرة الذاتية للشخصيات التاريخية، مؤكدة أن الأفلام التاريخية ساهمت فى زيادة حب اللغة العربية مثل «الناصر صلاح الدين»، و«وا إسلاماه» وغيرهما.

جرس إنذار

كما يوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس، أن دعوة الرئيس السيسى للاهتمام باللغة العربية، والتحذير من إهمالها بمثابة جرس إنذار، وتنبيه لكل فئات المجتمع بأهمية اللغة، باعتبارها لغة القرآن الكريم، مضيفًا أن تعليم اللغة الأم يحقق الانتماء الحقيقى للوطن، وكذلك مقاومة كل أشكال الغزو الثقافى التى يشهدها المجتمع المصرى بشكل مستمر، من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعى المختلفة والسموات المفتوحة، ولا شك أن الفكر السليم ينبع من إتقان اللغة السليمة، فإن إتقان الطفل اللغة العربية يمكنه من تحصيل كل المواد الدراسية الأخرى بنجاح. يستكمل «شوقي»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أنه قد تلاحظ فى الفترة الأخيرة حدوث تدهور شديد فى مستوى اللغة العربية لدى الأطفال، لدرجة أن وزارة التربية والتعليم كشفت فى دراسة لها فى عام ٢٠٢٤ أن حوالى ٢٠٪ فقط من الأطفال فى الصفوف الدراسية الأولى هم الذين اكتسبوا مهارات القراءة والكتابة بشكل جيد، بينما لم يتحقق ذلك لدى ٨٠٪ منهم، مما يبرر أهمية إعادة الاهتمام بها، موضحًا أن عبقرية دعوة الرئيس السيسى للحفاظ على اللغة العربية تتمثل فى تعليمها للأطفال من خلال المساجد.

عوامل نجاح 

ويشير إلى أنه يمكن عزو تعليم الأطفال من خلال المساجد إلى عديد من الأسباب تشمل أن مصر بها آلاف المساجد تتمتع الكثير منها بمساحات شاسعة، مع ذلك فهى معطلة وغير مستغلة بشكل فعال، كما أنها تنتشر فى كل ربوع مصر بالمدن والقرى والكفور والنجوع فى مصر مما يجعلها قريبة من محل سكن جميع الطلاب ولن تكون بعيدة عنهم، موضحًا أنها لا تستخدم إلا فى أوقات الصلاة فقط، كمكان للعبادة بل هى أيضًا مؤسسة تعليمية، فهناك ارتباط روحى وعقائدى لدى المصريين بالمساجد مما سييسر ذهاب أولادهم إليها، وتحظى بالأمان نظرة  لقدسيتها مقارنة بأى مؤسسات أخرى فى المجتمع.

أئمة معتدلة وتطبيق المراقبة المستمرة

ويتابع، أنه من ضمن الأسباب أيضًا وجود أئمة للمساجد متخصصين فى الدين الإسلامى المعتدل واللغة العربية فى ضوء تخرجهم من الكليات المتخصصة بجامعة الأزهر، فضلًا عن إعدادهم نفسيًا واجتماعيًا وسلوكيًا بالأكاديمية العسكرية، مضيفًا أن المساجد تخضع للإشراف والمراقبة المستمرة من قبل وزارة الأوقاف بما يكفل تصحيح أى خطأ قد يظهر، مع التأكيد على الإيجابيات، كما يمتلك الأئمة والدعاة بالمساجد مهارات اللغة العربية الصحيحة التى يستطيعون إكسابها للأطفال من سن مبكرة، ويمكن من خلال المساجد مقاومة الدعوات المضللة والمتطرفة والمتعصبة  البعيدة عن روح  الإسلام.

مسئولية تدهور اللغة العربية

يؤكد، أن مسئولية تدهور اللغة العربية، وضعف مستوى الطلاب بمادة اللغة العربية، ترجع إلى أولياء الأمور المهتمين بتعليم أولادهم اللغات الأجنبية مع تلاشى اللغة الأم، مشيرًا إلى أن المعلم يلعب دورًا مهمًا فى تحسين اللغة العربية أو ضعفها لدى الطلبة، إذ يؤدى الضعف الموجود فى قدرة معلمى اللغة العربية إلى انتقال الضعف تلقائيا للطلبة، فيفتقد بعض المعلمين إلى الكفاءة المطلوبة فى اللغة وتعليمها، فإن بعض المعلمين بالمدارس يفتقدون وسائل جذابة للطلبة، ويفتقدون إلى المهارات المطلوبة التى ترتقى بالطالب وتنهض به نحو الأفضل، وكل تلك الأمور تجعل من المعلم سببا فى ضعف اللغة العربية.حذر، من مخاطر ما يحدث للغة العربية، نظرًا لما تسببه من انفصال الطلاب عن مجتمعهم المصري، والتركيز على اللغة الإنجليزية، متناسين لغة القرآن، سيما أن جميع المعاملات تدعم اللغة الإنجليزية، مشددًا على ضرورة تفعيل مواد التربية القومية ومادة الدين بشكل كبير لتعزيز اللغة العربية صحيح للطلاب منذ الناشئة.

آليات التحقق

فى سياق متصل، يرى الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، أن استخدام المساجد فى تعليم الأطفال، فهى كانت قديمًا تستخدم فى كتاتيب، والرجوع إلى الكُتاب، والتى استبدلت حاليًا بالحضانات، فإذا كانت هناك إمكانية لاستعمال المساجد، موضحًا أن الأمر ليس بحاجة إلى قرار، بل يحتاج لإجراءات على أرض الواقع بما يضمن تحقيق الهدف، وهو ليس استعمالها فى تعليم الأطفال على المطلق، ولكن المساجد يعنى الحديث عن تعليم القرآن الكريم.ويواصل «عبد العزيز»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أنه فى حالة رغبتنا فى تعليم أولادنا اللغة العربية بطريقة سليمة لابد من التركيز على القرآن الكريم، وبالتالى يمكن أن تكون المساجد مقتصرة على تدريس التربية الدينية، مشيرًا إلى أن استخدام المساجد فى تعليم اللغة العربية من الممكن أن تكون أمرا جانبيا إضافيا، على الأساس من يهتم بتدريس القرآن الكريم سيهتم بتدريس قواعد اللغة العربية، وهو ما يحتاج إلى معلمين على كثافة عالية، وهو ما يجعلنا نعود إلى «نقطة الصفر»، وهى مشكلتنا فى التعليم حاليًا، والتى لا تكمن فى الأبنية التعليمية فقط، ولكن أزمة نقص عدد المعلمين الذى يكفى عدد الطلاب حاليًا.

الاستغلال السيئ للمساجد

يشير إلى أن كفاءة المعلم نقطة غاية فى الأهمية، متسائلًا: «هل أنا ضامن أن المعلم الذى سيقوم بالتعليم داخل المسجد معلم كفء أم ستتحول هذه المساجد لقنابل موقوتة؟»، مما يعنى أنه فى هذه الحالة يمكن أن تدخل بعض العناصر تستغل هذه الظروف كما كان يحدث فى السابق وتبدأ أن تبث فى نفوس الأطفال الصغار أفكار إرهابية، وتكون نشء فى المستقبل يسبب كارثة، فإن معظم الأولاد أو الشباب الذين يمتلكون فكرا متطرفا كانوا من الأجيال السابقة التى تربت داخل الزوى التى كانت بعيدة عن أنظار الدولة، مشددًا على أنه فى حالة الاستفادة من المساجد فى التعليم لابد من عمل الأمور بدقة شديدة جدًا، وأن يكون القرار عن تدريس الدين والقرآن الكريم والأحاديث النبوية والتعليم الإسلامى من خلال القرآن، ففى حالة تعليم الأطفال القرآن بشكل جيد وحفظوه جيدًا ومن خلال معلم كفء سيضمن هذا الأمر تحسين اللغة العربية لديهم، ولا يغنى عن إهمال المدرسة، فلابد من رجوع المدرسة لدورها الطبيعي.

الدور التربوى والدينى والاجتماعي

ويقول الدكتور مجدى حمزة، الخبير التربوي، إن حديث الرئيس السيسى بشأن استخدام المساجد فى تقديم الخدمات التعليمية أمر جيد جدًا، فهناك نحو ٦٥ ألف مدرسة، وهو تقريبًا نصف عدد المساجد فى مصر، حيث إن عدد المساجد يصل لـ ١٥١ ألف مسجد أو أكثر قليلًا، مؤكدًا أن هذه الدعوة مهمة للغاية، لأن المساجد كانت فى الماضى فى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تستخدم فى تيسير أمور المسلمين وحل مشاكلهم، وطرح المشكلات داخل المسجد والعمل على حلها وفقًا للرؤية الدينية، مما يعنى أن المسجد له دور تربوى وتعليمى واجتماعى مهم جدًا، والدليل على ذلك أن معظم مساجد مصر تخدم المجتمع خدمات اجتماعية، حيث توفر مرتبات شهرية لبعض الفئات، وبعضها يمتلك المراكز الطبية المتخصصة، حيث إن هناك جزءا من الاستثمار للصرف على المسجد، بالإضافة إلى إشراف وزارة الأوقاف على المساجد بشكل عام.

ضوابط داخل المساجد

ويتابع «حمزة»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن هناك بعض الأمور الواجب إيضاحها قبل استخدام المساجد كمدارس للأطفال، متسائلًا:«هل سيتم استخدامها لتحفيظ القرآن والأمور الدينية والفقهية والشرعية فقط؟»، «هل ستكون جزءا من النظام التعليمى الدينى فى مصر أم ستكون مكانا لحل المشكلات الاجتماعية واستخدامه كمدرسة؟»، موضحًا أنه التعليم داخل المسجد سيعمق الوعى الدينى والمجتمعى وربط الدين بالمجتمع ومشكلاته وهو أمر جيد، ولكن «هل سيراعى الطلبة فى المراحل العمرية المختلفة حرمة المساجد؟»، و«هل سيتم استخدامها كالفصول؟»، ومراعاة أن المساجد مكان للعبادة أولًا ثم للتعليم، خاصةً أن تعليم القرآن الكريم كان فى الكتاتيب وليس المسجد.ويطالب، بضرورة قيام المسجد بدوره فى زيادة الوعى الدينى والتوعية الدينية لدى الأجيال ودوره فى تقييم وتقويم سلوك البشر، وهو أمر مهم جدًا، وهى النظرة الأساسية التى تحدث عنها الرئيس السيسي، ومدى تأثير الدين وأهميته فى حياتنا وتغيير سلوكنا للأفضل، ونقل السلوك البشرى من حال إلى حال أفضل بكثير، مشيرًا إلى أن المساجد الكبيرة فى المدن والمحافظات المختلفة قد تكون له فوائد تعليمية وتربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية، كذلك من الممكن الاستعانة أيضًا بالكنائس، فهناك نحو ٣٠٠ كنيسة كبيرة تمتلك مواقع مهمة فى مصر، فقد تكون مكانا ملائما للتعليم الدينى والدنيوي، وتكون كعامل مساعد للمدرسة ودورها الأساسي.

استعادة الدور التاريخي

فيما يخص مكاسب تطبيق فكرة التعليم داخل المساجد، يوضح الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للاستفادة من المساجد فى دعم العملية التعليمية تمثل خطوة استراتيجية تعيد للمسجد دوره التاريخى كمؤسسة تربوية شاملة، لافتًا إلى أن هذه المبادرة تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف التربوية والاجتماعية المهمة، تأتى فى مقدمتها استعادة الدور الشامل للمسجد، كما كان فى عهد النبى محمد (صلى الله عليه وسلم)، حيث لم يكن المسجد فقط مكانًا للعبادة، بل مركزًا للتعلم وبناء الإنسان.

تعزيز السلوك الأخلاقى والوجدانى للطلاب

ويستكمل «حجازي»، أن هذه الخطوة تُعد حلقة من حلقات التكامل بين المؤسسات التعليمية والدينية، موضحًا أن المسجد يُعد مؤسسة تربوية فاعلة ينبغى أن تسهم بشكل مباشر فى دعم التعليم، لا سيما فى ظل التحديات التى تواجه العملية التعليمية مثل الكثافة الطلابية داخل الفصول، مشيرًا إلى أن تفعيل الدور التربوى للمساجد سيسهم فى تعزيز السلوك الأخلاقى والوجدانى لدى الطلاب، من خلال تعزيز ارتباطهم بالمساجد، وغرس القيم الإيجابية فى نفوسهم، ما من شأنه تقوية الانتماء والهوية الدينية فى إطار من الوعى والحوار.

ربط الدين بالحياة

يضيف، أن إدخال المسجد فى المنظومة التعليمية يسهم فى تقديم نموذج تطبيقى يربط الدين بالحياة الواقعية، حيث يرى الطلاب فى المسجد مكانًا للتعلم والثقافة والإعداد للحياة، وليس فقط لأداء الشعائر، مما يعزز وعيهم بأهمية الدين فى مواجهة التحديات اليومية، مؤكدًا على أن هذه الدعوة من شأنها رفع مستوى التربية الوجدانية لدى الطلاب، وهى إحدى الركائز الأساسية للعملية التعليمية، موضحًا أن تفعيل هذا الدور يعزز فعالية التعليم ويرسخ قيم الانضباط والاحترام والمسئولية. 

close