في تطور يثير القلق بشأن المشهد المتزايد لتهديدات الأمن السيبراني، أعلنت شركة كاسبرسكي خلال الملتقى السنوي العاشر للأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا (META)، رصد برمجية خبيثة جديدة ومتطورة تُدعى (GriffithRAT).
وتُستخدم هذه البرمجية في حملات تستهدف بنحو خاص شركات التكنولوجيا المالية (FinTech)، ومنصات التداول عبر الإنترنت، وخدمات صرف العملات الأجنبية (الفوركس) في جميع أنحاء العالم، وقد سُجلت حالات تضرر في دول المنطقة تشمل الإمارات العربية المتحدة، ومصر، وتركيا، وجنوب أفريقيا.
آلية الانتشار والقدرات الخبيثة لبرمجية (GriffithRAT):
تنتشر برمجية (GriffithRAT) بنحو أساسي عبر قنوات (سكايب) Skype وتيليجرام. وعادةً ما تكون متخفية في ملفات تبدو مشروعة، مثل تحليلات التوجهات المالية أو إرشادات استثمارية، وذلك كجزء من عملية احتيال محكمة. وتستهدف هذه الأساليب الاحتيالية المؤسسات والمتداولين الأفراد الذين يقومون بتحميل هذه البرمجيات الخبيثة دون وعي.
وبمجرد تحميلها وتثبيتها، تمنح GriffithRAT المهاجمين قدرات واسعة وغير مصرح بها، تشمل:
- سرقة بيانات تسجيل الدخول: سرقة أسماء المستخدمين وكلمات المرور وغيرها من معلومات الدخول الحساسة.
- تسجيل لقطات للشاشة وبث كاميرا الويب: المراقبة البصرية لأنشطة المستخدم والبيئة المحيطة.
- تسجيل النقرات على لوحة المفاتيح (Keylogging): اعتراض وتسجيل كل ما يُكتب على لوحة المفاتيح، بما يشمل كلمات المرور والمعلومات السرية.
- رصد نشاطات المستخدم: تتبع سلوك المستخدم عند استخدام الجهاز والإنترنت.
ويمكن استغلال البيانات المسروقة بأساليب متنوعة وخطيرة، تتراوح بين جمع المعلومات الاستخباراتية التجارية التنافسية وتتبع الأفراد أو الأصول الثمينة، مما يوضح الإمكانات الواسعة لإساءة استخدام هذه البرمجية.
ارتباط (GriffithRAT) بالجريمة السيبرانية المنظمة:
يرصد باحثو كاسبرسكي برمجية (GriffithRAT) منذ أكثر من عام، ويربطونها بعمليات المرتزقة السيبرانيين، ويعني ذلك أن أطرافًا ثالثة تتعاقد مع جهات مهاجمة لتنفيذ هجمات موجهة، غالبًا ما تكون مدفوعة بدوافع مثل التجسس التجاري أو تحقيق مكاسب مالية أو إستراتيجية.