تشوّه بصري رصدته ناسا | الحق والضلال

يُذكرنا الجدل الدائر حول هذا الجسم الشمسي بأن الكون لا يزال يخفي أسرارًا كثيرة، وأن ما ندركه من ظواهر كونية، مهما عظمت، قد لا يُمثل إلا جزءًا ضئيلًا من عظمة الخالق.

الجسم رُصد في صورة واحدة فقط ثم اختفى

أوضح الدكتور سيرجي بوغاتشيف، مدير المختبر، أن الجسم رُصد في صورة واحدة فقط ثم اختفى، مما فتح الباب أمام عدة احتمالات، منها احتمال حدوث تفاعل بصري مع انفجار.

أذهل مشهد غريب علماء الفلك. رُصد جسم بصري غامض فوق الشمس. ظهر كطائر عملاق بجناحين ممدودين وذيل ملتهب، في صورة التقطها تلسكوب لاسكو في مهمة سوهو الفضائية وكأنه ملاك.

يُقدر حجم هذا الجسم الغامض، الذي يُثير موجة من التساؤلات، بأكثر من عشرة أضعاف حجم الأرض، ويتجاوز باع جناحيه 150 ألف كيلومتر.

على الرغم من حرارة الشمس الشديدة، بدأ هذا الجسم وكأنه “يحلق” بالقرب من محيطها، في منطقة لا يمكن لأي جسم فيها تحمل درجات حرارتها القصوى.

سجّل فريق علمي من مختبر علم الفلك الشمسي في الأكاديمية الإمبراطورية للعلوم في إيركوتسك، روسيا، هذه الظاهرة الغريبة، ووصفها بأنها “غير عادية، وربما ذات أهمية علمية بالغة”.

ولتقديم تفسير علمي، اقترح عالم الفيزياء النووية، البروفيسور يفغيني أنبيلوغوف، أن هذه الظاهرة قد تُشبه انبعاث الكتلة الإكليلية (CME)، أو البروز الشمسي، حيث تُقذف مواد شمسية باردة نسبيًا إلى الغلاف المغناطيسي للشمس.

وأشار أنبيلوغوف إلى أن هذا الجسم يتجاوز الأبعاد المرصودة حتى الآن، حيث لم يُرصد أي بروز شمسي على بُعد يزيد عن 1.7 مليون كيلومتر من الشمس. ووفقًا لأنبيلوغوف، سيستمر الجسم الظاهر في الصورة في البرودة والتحرك نحو الأطراف الخارجية للنظام الشمسي، موضحًا أن هذا الانبعاث، لحسن الحظ، لم يكن موجهًا نحو الأرض.

تشوّه بصري رصدته ناسا

مع ذلك، قدّمت الجمعية الفلكية بجدة تفسيرًا علميًا يُفنّد هذه الادعاءات، مُشيرةً إلى أن الصورة المُبثّة التُقطت بواسطة تلسكوبات ناسا الشمسية، مثل مرصد سوهو أو مرصد ديناميكا الشمس.

وأكدت الجمعية أن ما ظهر في الصورة لم يكن جسمًا ماديًا، بل نتيجة تشوّه بصري ناتج عن جسيمات مشحونة، أو انعكاسات في العدسات، أو حتى أخطاء رقمية أثناء معالجة الصورة.

وأشارت الجمعية الفلكية إلى أن الادعاء بأن أجنحة الجسم امتدت لمسافة 150 ألف كيلومتر يفتقر إلى الدقة العلمية، مُوضّحةً أن هذا الطول يُعادل أكثر من عُشر قطر الشمس، أي حوالي 1.4 مليون كيلومتر.

لو كان جسم بهذا الحجم موجودًا بالقرب من الشمس، لكان قد أحدث تأثيرات جاذبية هائلة كان من المفترض رصدها بوضوح، لكن هذا لم يحدث.

وأضافت أن المنطقة المعنية تقع في هالة الشمس، وهي بيئة شديدة النشاط يُمكن أن تنبعث منها الانبعاثات واللهب و يمكن أن تتخذ هذه الأشكال أشكالًا بصرية غريبة، ولكنها مفهومة في إطار الفيزياء الشمسية.
 

close