حسن حسني.. «القشاش» الذي صنع البهجة وبصم في كل الفنون

تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق

تحتفي الأوساط الفنية اليوم الجمعة، بذكرى وفاة الفنان حسن حسني، الذي عاش ليرسم البسمة على شفاة الجمهور، ولم يدّعى يومًا البطولة رغم أنه كان بطلاً في كل حضور، وركيزة لكل نجاح، فهور يعد أحد أهم نجوم الساحة الفنية وأكثرهم تأثيرًا وشعبية.

نصف قرن من الإبداع

عن عمر 89 عامًا رحل حسن حسني تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا امتد لأكثر من نصف قرن، شمل المسرح والسينما والدراما التلفزيونية وحتى الإذاعة، وقد أطلق عليه الكاتب موسى صبري لقب «القشاش»، والقاسم المشترك الأعظم في صناعة الفن المصري الحديث.في الخامس عشر من أكتوبر عام 1931 ولد حسن حسني في حي القلعة بالقاهرة، وفقد والدته في سن مبكرة، وهي تجربة تركت أثرًا بالغًا في حياته، فعشق التمثيل منذ طفولته، وشارك في المسرح المدرسي، وكانت بدايته الحقيقية من خلال المسرح العسكري في ستينيات القرن الماضي، حيث عرف بإجادته للأدوار الجادة والكوميدية على حد سواء.مسرحية حزمني يا

المسرح.. معمل التكوين الفني

كان حسن حسني نجمًا فوق الخشبة قبل أن يعرفه الجمهور العريض على الشاشات، حيث تألق في المسرح العسكري، ثم تنقل بعدها بين مسرح الحكيم، والمسرح القومي، والحديث أيضًا، ثم انضم لفرقة جلال الشرقاوي وعمل فيها ما يقرب من 10 سنوات، حيث قدم خلال مسيرته المسرحية عددًا من المسرحيات الهامة نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر: «اعقل يا مجنون، ع الرصيف، جوز ولوز، حزمني يا، عفرتو، طرزان، لعبة الحب، طبيب رغم أنفه» وغيرها، فقد امتاز بقدرته على التنقل السلس بين الكوميديا والتراجيديا، فكان الجمهور يضحك ويبكي معه في آنٍ واحد، وهو ما جعل المسرح مدرسة شكلت وعيه الفني الأصيل.فيلم الباشا تلميذ

السينما.. الحضور الطاغي والتنوع المدهش

انطلقت مسيرته السينمائية مبكرًا، لكن الانطلاقة الكبرى كانت في التسعينيات، حيث أصبح حسن حسني عنصرًا لا غنى عنه في أفلام الكوميديا والدراما، فقدم أكثر من 200 فيلم، وظل في قلب الشاشة حتى سنواته الأخيرة، ومن أبرز أفلامه: «سواق الأتوبيس» عام 1982، وكانت بداية لافتة في أدوار الدراما الجادة، «دماء على الأسفلت» والذي نال عنه جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، «ناصر 56» في دور مميز من خلال عمل سياسي تاريخي، وأيضًا «اللمبي»، «عسكر في المعسكر»، «اللي بالي بالك» كلها أدوار صنعت نجومية محمد سعد، وكان لحسن حسني فيها البصمة الأهم، «يا أنا يا خالتي»، «ميدو مشاكل»، «زكي شان»، «الباشا تلميذ» جميعها أدوار الأب والمدرب والناصح، التي منحته لقب «أب الفنانين الشباب»، وغيرها من الأفلام، فكان يجيد الوقوف أمام الكاميرا ببساطة وصدق، متفوقًا في أداء الأدوار المركبة التي تتطلب عمقًا إنسانيًا وروحًا كوميدية في آنٍ واحد.مسلسل أم كلثوم

الدراما التلفزيونية.. حضور دائم ومحبوب

كان حسن حسني نجمًا تلفزيونيًا محبوبًا، إذ شارك في عدد كبير من المسلسلات، خاصة في شهر رمضان، وحقق نجاحًا كبيرًا في: «ناعسة، بوابة الحلواني، أبنائي الأعزاء شكرا، أهالينا، أبو العلا 90، أرابيسك، المال والبنون ج1، رأفت الهجان ج2، النوة، البشاير، أم كلثوم، جمهورية زفتى، جحا المصري، أميرة في عابدين، عفاريت السيالة، مزاج الخير، أبو جبل، رحيم» وغيرها من المسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا، فقد تميزت أدواره بالتنوع بين الشرير، والعمدة، والأب، والرجل الشعبي، ما جعله من أكثر الفنانين قدرة على التلوّن دون أن يفقد صدقه الفني.

الفنان الذي دعم جيلًا كاملاً

لم يكن حسن حسني مجرد نجم، بل كان داعمًا حقيقيًا لجيل جديد من الفنانين الشباب، فقال عنه محمد هنيدي: «لو لا الأستاذ حسن حسني، ما نجح جيلنا بهذا الشكل»، فكان وجوده في أي فيلم أو مسلسل بمثابة شهادة ضمان، لما يتمتع به من موهبة وكاريزما وقدرة على ضبط إيقاع العمل.فيلم يا أنا يا خالتي

الجوائز والتكريمات

رغم أنه لم يكن يسعى للجوائز، فإن النقاد والمهرجانات لم تغفل موهبته، ومن أبرز الجوائز: أفضل ممثل في مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم «دماء على الأسفلت»، وتكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي 2018، في مشهد مؤثر بكى فيه على المسرح حين شعر أنه ما زال في قلب الجمهور، وتكريمه في العديد من المهرجانات العربية تقديرًا لمسيرته الممتدة والعميقة

الرحيل الذي أحزن الجميع

رحل حسن حسني فجر يوم 30 مايو 2020 بعد أزمة قلبية مفاجئة، لكن بقيت أعماله خالدة في وجدان الجمهور العربي، من الضحكة التي كان يرسمها ببساطة، إلى دمعة صادقة في مشهد درامي متقن.

close