أحمد الدجوي .. نوال الدجوي .. ما زالت قضية وفاة الدكتور أحمد الدجوي، حفيد الدكتورة نوال الدجوي رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، تحظى باهتمام واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، وذلك بعد مرور نحو أسبوع على العثور عليه جثة هامدة داخل منزله مصابًا بطلق ناري في الرأس. ورغم إعلان الجهات الأمنية أن الوفاة ناتجة عن انتحار بسبب اضطرابات نفسية، ترفض أسرته هذه الرواية جملة وتفصيلًا، مشيرة إلى أدلة وظروف غامضة تحيط بالحادث تؤكد أنه تعرض لجريمة قتل مدبرة.
رواية الداخلية الرسمية حول أسباب الوفاة
أشارت التحريات الأولية التي صدرت عن وزارة الداخلية إلى أن أحمد الدجوي أنهى حياته بطلقة نارية بعد عودته من رحلة علاجية بأحد الدول الأوروبية، مدفوعة بحالة نفسية سيئة مرّ بها خلال الفترة الأخيرة. هذه الرواية قوبلت برفض شديد من أسرته، وخاصة شقيقه عمرو الدجوي، الذي نشر عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك منشورًا مطولًا بعنوان “لماذا قُتل أحمد الدجوي؟”، كشف فيه تفاصيل ووقائع توصلت إليها التحقيقات الميدانية والتي اعتبرها دلائل قاطعة على أن الوفاة ليست انتحارًا بل جريمة قتل.
أدلة ميدانية تثير الشكوك حول فرضية الانتحار
من خلال ما استعرضه عمرو الدجوي، ظهرت عدة مؤشرات من موقع الجريمة تعزز فرضية القتل، ومن أبرزها:
تبين أن الباب الخلفي لغرفة الملابس حيث وُجدت الجثة كان مفتوحًا، وهو أمر لا يتفق مع سلوك المنتحر الذي غالبًا ما يُغلق الأبواب والنوافذ قبل إقدامه على هذا الفعل.
وجود آثار بارود على اليد اليسرى رغم أن الراحل كان يستخدم يده اليمنى، وهو ما لا يتوافق مع آلية الانتحار.
كما وُجدت آثار بارود على اليد اليمنى أيضًا، وهو ما يعزز فرضية وجود طرف ثالث شارك في إطلاق النار.
تم العثور على ثلاثة فوارغ لطلقات نارية بمسرح الجريمة، وهو ما يُعتبر دليلاً دامغًا على أن الواقعة لا يمكن تصنيفها كحادث انتحار، حيث تُستخدم عادة طلقة واحدة فقط في مثل هذه الحالات.
كشفت المعاينة وجود كدمات شديدة في اليد اليسرى، ما يشير إلى مقاومة محتملة أو اعتداء بدني.
كان المتوفى يرتدي ملابسه الرسمية وكان في طريقه لحضور اجتماع مهم، وهو ما يتنافى تمامًا مع سلوكيات من يُقدم على الانتحار.
لم تظهر على المجني عليه أي أعراض نفسية أو سلوكيات غير طبيعية قبل الوفاة.
ملابسات مثيرة للريبة تتجاوز حدود الصدفة
إضافة إلى الأدلة السابقة، أشار شقيق المجني عليه إلى مجموعة من الملابسات التي تؤكد وجود مؤامرة أو مخطط لاغتياله، ومنها:
وقوع الوفاة بين الساعة الواحدة والنصف والثالثة عصرًا، في توقيت لم يكن فيه سوى الخادمة وابنته داخل المنزل، ما يُضعف احتمالية الانتحار في وقت كهذا.
الغرفة التي عُثر فيها على الجثمان كانت مغلقة من الداخل، وهو أمر يطرح علامات استفهام كثيرة، خصوصًا في غياب أي شهود مباشرين.
أظهرت التحاليل أن الرصاصة أُطلقت من مسافة تتراوح بين 20 و50 سم، وهي مسافة لا تتماشى مع طبيعة حالات الانتحار التي تتم عادة من نقطة ملاصقة.