‫ رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: المؤسسة تلعب دوراً مهماً في بناء بيئة تعليمية ترتكز على التنوع والتكنولوجيا

محليات

58

01 يونيو 2025 , 06:21م

عبير آل خليفة

الدوحة – قنا

أكدت السيدة عبير آل خليفة، رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التزام المؤسسة بتقديم تعليم نوعي شامل يراعي الفروق الفردية، ويُعزز من تنمية الطالب معرفيا وشخصيا.


وقالت، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن مؤسسة قطر تلعب دورا مهما في بناء بيئة تعليمية ترتكز على التنوع، والتكنولوجيا، والانتماء الوطني، لافتة إلى عمق الشراكة مع أولياء الأمور.
وتزامنًا مع تخريج دفعة جديدة من الطلاب، أعربت رئيس التعليم ما قبل الجامعي، عن بالغ فخرها بما حققته هذه المنظومة من أثر ملموس في تشكيل أجيال قادرة على صناعة التغيير وقيادة المستقبل.
وقالت:” مؤسسة قطر تُولي أهمية قصوى لمسيرة التعليم ما قبل الجامعي، باعتبارها حجر الأساس في بناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل، وانطلاقا من هذه الرؤية، حرصنا على تطوير منظومة تعليمية شاملة ومتكاملة تطلق قدرات الطالب في جميع الجوانب الأكاديمية والتربوية والشخصية، وفق رؤية واضحة تسعى إلى إعداد طلاب يتمتعون بالاستقلالية الفكرية، والمسؤولية المجتمعية، والقدرة على اتخاذ القرار في ظل متغيرات العصر”.


وأضافت:” نشهد اليوم مخرجات نوعية تؤكد على جاهزية طلابنا لتحمّل مسؤولياتهم المستقبلية، والإسهام في بناء مجتمعات أكثر وعيًا واستدامة”.
كما أشارت إلى سعي مؤسسة قطر الدائم لخلق بيئة تعليمية محفّزة ومبتكرة تحتضن التنوع الثقافي، مع التركيز على ترسيخ القيم الأخلاقية والإنسانية، وتعزيز المهارات الحياتية والقيادية، وذلك من خلال مناهج متطورة، وبرامج إثرائية، وشراكات تعليمية محلية ودولية، موضحة أن لدى المؤسسة منظومة تعليمية واسعة النطاق تضم 13 مدرسة، تغطي جميع المراحل التعليمية من مرحلة الطفولة المبكرة وحتى الصف الثاني عشر، إضافة إلى برنامج تأسيسي لما بعد المرحلة الثانوية.
وتابعت:” مجتمعنا الطلابي يضم أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة من 47 جنسية، يشكل الطلاب القطريون الغالبية منهم، حيث يزيد عددهم على 7 آلاف طالب وطالبة، ويعكس هذا التنوع الثقافي تفرد مجتمعنا التعليمي، ويُعد عنصرًا محوريًا في تجربتنا التعليمية.. نحن نؤمن بأن كل طالب يمتلك قدرات مميزة، وأن الفروق التعليمية والفكرية والثقافية يجب أن تعامل على أنها فرص للنمو لا عوائق، لهذا السبب، نعتمد نهجا تربويا شاملا يركز على التعلم الشخصي، ويُراعي احتياجات كل طالب، من خلال تقديم دعم أكاديمي متعدد المستويات، وتطبيق خطط تعليم فردية، وتشجيع الطلاب على تطوير مواطن القوة والاهتمامات الخاصة بهم”.
وبينت أن المنظومة التعليمية للمؤسسة مدارس رائدة مثل؛ أكاديميات قطر، ومدارس متخصصة مثل أكاديمية العوسج للطلاب ذوي الإعاقة، وأكاديمية ريناد للطلاب ذوي التوحد، وأكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا التي تركز على الهندسة والتقنيات المتقدمة، وأكاديمية قطر للموسيقى، وأكاديمية قطر للقادة، فيما تم إنشاء مدارس تقدميّة مثل “أكاديميتي” التي تعتمد التعلم المتمحور حول الطالب، ومدرسة طارق بن زياد التي تمتاز بإرث وطني عريق وبرامج ثنائية اللغة.
ونوهت إلى أن مؤسسة قطر تولي أهمية كبيرة لدور أولياء الأمور، وتعتبرهم شركاء أساسيين في العملية التعليمية لا أطرافًا مساندة فحسب، قائلة بهذا الصدد:” إننا نؤمن بأن نجاح الطالب لا يتحقق ضمن حدود البيئة المدرسية وحدها، بل يستند إلى تكاملٍ وثيق بين المدرسة والمنزل، يُبنى على أسس من الثقة، والتواصل، والاحترام المتبادل”.
وأكدت السيدة عبير آل خليفة حرص المؤسسة على إشراك أولياء الأمور في مختلف محطات المسار التعليمي لأبنائهم، سواء عبر اللقاءات التربوية الدورية، أو الفعاليات المدرسية، أو من خلال المنصات الرقمية التي تتيح لهم متابعة الأداء الأكاديمي والسلوكي للطلبة بشكل مستمر، فضلاً عن إتاحة الفرصة لهم للمساهمة في صنع القرار التربوي، من خلال عضويتهم في المجالس المدرسية ومشاركتهم في المبادرات المجتمعية.

  وبينت رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أن طلاب مدارس مؤسسة قطر يحظون بفرص فريدة ضمن منظومة تعليمية ومجتمعية متكاملة تدعم مختلف جوانب نموهم، إذ يستفيدون من الموارد المتاحة في المدينة التعليمية، بما في ذلك الجامعات العالمية، والمراكز البحثية، والمرافق الرياضية والثقافية، والبرامج المجتمعية المتنوعة، فضلاً عن مشاركتهم في برامج تعزز النقاش والعمل الجماعي والوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية، بجانب مبادرات تُمكّنهم من تمثيل المؤسسة محليًا ودوليًا وتنمية مهاراتهم القيادية.
وقالت :” إن هذا التكامل بين التجربة الصفية والموارد المجتمعية داخل مؤسسة قطر، هو ما يجعل تعلم الطالب أكثر عمقًا واتساعًا، ويُهيّئه ليكون فردًا واثقًا، واعيًا، ومؤثرًا في مجتمعه المحلي والعالمي”.
وأضافت أن “مدارس مؤسسة قطر تجسد نموذجًا رائدًا في التعليم النوعي المتكامل، حيث تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، مستندة إلى معايير عالمية تراعي احتياجاته وقدراته المتنوعة، إذ يعد هذا النهج الشمولي أساس تميز مدارسنا، ويعكس ذلك حجم الثقة في منظومتنا، التي تضم أكثر من 1500 موظف يمثلون 78 جنسية، ويعملون في بيئة ديناميكية تقدّر التنوع وتشجع التميز”.
وأكدت التزام مؤسسة قطر بتوفير تعليم شامل يراعي الفروق الفردية ويمنح جميع الطلاب دون استثناء فرصًا متكافئة للنمو والتعلم، لافتة إلى أنه انطلاقًا من هذا المبدأ، تستقبل مدارس المؤسسة الطلاب ذوي الإعاقة ضمن بيئة تعليمية داعمة، تُلبي احتياجاتهم الأكاديمية والسلوكية والاجتماعية.
وأشارت السيدة عبير آل خليفة إلى إطلاق أكاديمية وارف بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في يناير الماضي، كأول مدرسة حكومية متخصصة لتأهيل الطلاب ذوي الإعاقات الشديدة والمتعددة، من عمر 3 إلى 21 عامًا، عبر برامج شاملة تشمل العلاج الطبيعي، وعلاج النطق، والدعم النفسي، بإشراف فريق متعدد التخصصات، مبينة أن ذلك يجسد التزام المؤسسة بالتعليم الشامل من خلال برامج فردية، وكوادر مؤهلة، ومرافق متخصصة تضمن بيئة آمنة ومحفزة.
وأكدت سعي مؤسسة قطر إلى بناء وعي مجتمعي إيجابي تجاه الدمج والإعاقة من خلال شراكات محلية ودولية، قائلة بهذا السياق:” إننا نؤمن بأن التعليم حق لكل طفل، وأن تمكين الطلاب ذوي الإعاقة هو استثمار في مجتمع أكثر عدالة وإنسانية، ولهذا نواصل تطوير قدراتنا لضمان مشاركة كل طالب في الحياة الأكاديمية والمجتمعية بأقصى إمكاناته”.
ولفتت إلى حرص التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر على بناء شراكات استراتيجية مع مختلف الجهات الحكومية، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، إذ أثمر هذا التعاون عن إطلاق مبادرات تعليمية رائدة وغير مسبوقة، من بينها “أكاديمية وارف”، التي تمثل نموذجًا مبتكرًا في تصميم بيئات تعلم تستجيب لاحتياجات المجتمع وتواكب متغيرات العصر، مؤكدة على مواصلة العمل لتطوير مبادرات جديدة تعزز من جودة التعليم وتوسع من نطاق الفرص المتاحة أمام الطلاب.
وقالت آل خليفة:” مع مرور ما يقارب ثلاثة عقود على تأسيس مؤسسة قطر، نقف اليوم باعتزاز أمام مسيرة وطنية ملهمة، شكّلت نموذجًا فريدًا في الاستثمار في الإنسان، ورسمت ملامح مستقبل قائم على المعرفة، والإبداع، والهوية”.
وأضافت: “نُدرك أن ما تحقق من إنجازات لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة لالتزام عميق برؤية مؤسسية واضحة، تؤمن بأن التعليم يبدأ من الطفولة المبكرة ولا يتوقف عند حدود الصف الدراسي، ومنذ انطلاقتها، لم تكن مؤسسة قطر مجرد حاضنة للمعرفة، بل حاضنة للطاقات، ومُلهمة للأجيال، وجسرًا يربط بين الأصالة والحداثة، وبين القيم المحلية والآفاق العالمية”.
وأكدت السيدة عبير آل خليفة رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، في ختام تصريحاتها لـ /قنا/ التزام المؤسسة بمواصلة تطوير منظومة التعليم، وتقديم فرص تعليمية نوعية، تُسهم في إعداد أجيال تمتلك الوعي، والمهارة، والقدرة على قيادة المستقبل.
 

مساحة إعلانية

close