خد بالك قبل صوم الرسل.. الكنيسة القبطية تحتفل بعيد العنصرة 2025 الأحد 8 يونيو – اعرف معنى حلول الروح القدس وطقس صلاة السجدة


الكنيسة تحتفل بعيد العنصرة 2025 قبل انطلاق صوم الرسل

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هذه الأيام للاحتفال بأحد أهم الأعياد الليتورجية في التقويم الكنسي، وهو عيد العنصرة 2025، وذلك يوم الأحد الموافق 8 يونيو. ويأتي هذا العيد مباشرة قبل بدء صوم الرسل الذي يحل في 24 يونيو، ما يمنحه طابعًا خاصًا من الاستعداد الروحي والليتورجي.

عيد العنصرة 2025 يُعرف أيضًا باسم عيد حلول الروح القدس، ويُعد أحد الأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة، حيث يُخلد ذكرى حلول الروح القدس على تلاميذ السيد المسيح بعد عشرة أيام من صعوده إلى السماء.

ما هو عيد العنصرة 2025؟ ولماذا يُعتبر من الأعياد الكبرى؟

عيد العنصرة أو “عيد الخمسين”، يُحتفل به بعد مرور خمسين يومًا من عيد القيامة المجيد. ويستمد اسمه من الكلمة اليونانية “بنتيكوستي”، أي اليوم الخمسين. ووفقًا لما ورد في سفر أعمال الرسل – الأصحاح الثاني، فإن الروح القدس حلّ على التلاميذ وهم مجتمعون في العلية، فحدثت معجزة عظيمة تمثلت في “ظهور ألسنة نار” و”القدرة على التحدث بلغات متعددة”.

ويُعتبر هذا اليوم بداية حقيقية لانطلاق الكنيسة في الكرازة، إذ امتلأ التلاميذ بالروح القدس وخرجوا يبشرون العالم برسالة الخلاص، لذلك يُعرف هذا العيد أيضًا بأنه “عيد ميلاد الكنيسة”.

كيف تُقيم الكنيسة طقوس عيد العنصرة 2025؟

يُقام القداس الإلهي صباحًا في كل الكنائس القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بـعيد العنصرة 2025، ويتسم الطقس الكنسي في هذا اليوم بجو من الروحانية والتأمل في عمل الروح القدس.

وفي المساء، تبدأ الكنيسة في إقامة صلاة السجدة، وهي من الطقوس النادرة التي تُقام في مناسبتين فقط خلال السنة الكنسية، إحداهما في عيد العنصرة.

ما معنى صلاة السجدة في عيد العنصرة؟

صلاة السجدة هي طقس روحاني عميق تُقيمه الكنيسة في مساء عيد العنصرة 2025. وتتكون من ثلاث سجدات:

  • السجدة الأولى والثانية تُقامان خارج الهيكل.
  • السجدة الثالثة تُقام داخل الهيكل، في إشارة رمزية إلى أن حلول الروح القدس قد أدخل البشرية إلى المقدسات.

ترتبط هذه الصلاة بتذكار حلول الروح القدس، وهي غنية بصلوات الطلب والتوسل من أجل العالم والخلاص والغفران. كما أن “السجدة” تُعبّر عن خضوع النفس البشرية أمام عمل الروح في الكنيسة.

رمزية عيد حلول الروح القدس في الفكر اللاهوتي

عيد العنصرة 2025 يحمل دلالات لاهوتية غنية. فهو يمثل اكتمال وعد المسيح لتلاميذه بأن يُرسل المعزي، أي الروح القدس، ليُرشدهم ويمنحهم القوة. كما أنه يرمز إلى استعادة وحدة البشرية بعد بلبلة الألسنة في برج بابل، إذ بدأ التلاميذ يتكلمون بلغات مختلفة لكن يفهمها الجميع.

طقس السجدة وعلاقته بالخلاص

بحسب ما أكده الأنبا بنيامين مطران المنوفية، فإن صلاة السجدة تُعتبر “الذبيحة المسائية” في يوم العنصرة، حيث تشير إلى الساعة التاسعة التي مات فيها السيد المسيح على الصليب. ولذلك، تُقام السجدة بعد الظهر مباشرة، وترتبط بطقس تقديم البخور، دلالة على حلول الله في المكان.

خلاصة القول:

عيد العنصرة 2025 هو أحد أعمدة الحياة الليتورجية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يُجسد حلول الروح القدس على الكنيسة، ويُذكر المؤمنين بقوة الروح التي تقودهم وتُحييهم. ويُختتم اليوم بصلاة السجدة التي تُعد من أعمق الطقوس الروحية، حيث يتوحد المؤمنون بالروح القدس في خشوع وسجود. والاحتفال به قبل صوم الرسل يُعد مدخلًا روحانيًا للاستعداد لفترة الخدمة والصلاة والصوم.

close