تترقب أسعار الذهب، تطورات حاسمة في ظل مشهد اقتصادي عالمي متقلب ومعقد، فمع تزايد التوترات الجيوسياسية، وتسارع وتيرة التغيرات في السياسات النقدية للبنوك المركزية، وتقلبات قيمة الدولار الأمريكي، يجد الذهب نفسه في صلب اهتمام المستثمرين والمتعاملين على حد سواء.وفي هذا التقرير من بانكير، نستعرض أحدث البيانات والأسعار ونحلل العوامل المحركة لـ أسعار الذهب في مصر، وأسعار عالميا، ونستشرف الاتجاهات المستقبلية للذهب، من خلال توقعات الخبراء لما سيحدث في سوق الذهب خلال الأيام المقبلة.
ماذا سيحدث لـ أسعار الذهب في مصر وعالميا؟
إلى أين تتجه أسعار الذهب ؟وسط تقلبات اقتصادية عالمية متسارعة، وتوترات متزايدة بين القوى الكبرى، بات الذهب في قلب المشهد المالي، وفي ظل ترقب المستثمرين حول العالم لما آلات إليه المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم الجمركية، تواصل أسعار الذهب تسجيل تحركات لافتة تعكس حالة عدم اليقين التي يشهدها السوق في الأشهر القليلة الماضية.
أسعار الذهب تترقب حسم معركة الرسوم الجمركية
وفي هذا السياق، يكشف لطفي المنيب، نائب رئيس شعبة الذهب، عن التحولات الكبرى التي طرأت على سوق الذهب منذ بداية العام، محددا أبرز المؤثرات العالمية وانعكاساتها على سوق الذهب في مصري.وأكد لطفي المنيب، في تصريحات خاصة لـ بانكير، أن أسعار الذهب العالمية دخلت منذ بداية العام الحالي في موجة من التقلبات الحادة، مدفوعة باضطرابات اقتصادية دولية ومؤشرات سياسية متقلبة، مشيرًا إلى أن تلك التقلبات بدأت مع صعود سعر أوقية الذهب إلى نحو 2600 دولار في أول أيام يناير، قبل أن تبدأ موجة الاضطراب الحقيقية.وأوضح المنيب أن الشرارة الأولى جاءت مع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حينما بدأ في تنفيذ سياسة الحماية الاقتصادية، عبر فرض رسوم جمركية باهظة على الواردات الصينية، وصلت إلى 145%، مما دفع الصين إلى الرد بفرض رسوم بلغت 125% على السلع الأمريكية، لتدخل بذلك القوتان الاقتصاديتان في حرب تجارية مفتوحة أفضت إلى حالة من عدم اليقين في أسواق الذهب العالمية.إلى أين تتجه أسعار الذهب ؟
أسعار الذهب عالميا تتأرجح بين الهبوط والصعود
وأشار نائب رئيس شعبة الذهب، إلى أن هذه الحرب التجارية ألقت بظلالها الثقيلة على سوق الذهب، حيث مثلت الملاذ الآمن الأول للمستثمرين القلقين، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع الحاد، حتى بلغ سعر الأوقية 3500 دولار، وهو رقم قياسي لم تشهده الأسواق من قبل، سواء عالميا أو في السوق المصري.ولفت إلى أن هذا التصعيد الحاد تبعه تحول مفاجئ في موقف الإدارة الأمريكية، حيث أعلن ترامب عن خفض الرسوم الجمركية، وفتح باب التفاوض مع كل من الصين والاتحاد الأوروبي، في محاولة لاحتواء التوترات، ونتيجة لهذا التحول، شهدت أسعار الذهب تراجعا نسبيا، واستقرت عند مستوى 3200 دولار للأوقية.وأضاف المنيب أن حالة الترقب عادت لتسيطر مجددًا على الأسواق مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها ترامب لإتمام المفاوضات، الأمر الذي أعاد الزخم إلى أسعار الذهب، لترتفع مرة أخرى وتصل إلى 3340 دولارا للأوقية، في ظل عدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين تلك القوى الكبرى.وأوضح أن إعلان ترامب مؤخرًا عن تأجيل جولة المفاوضات الجديدة إلى 9 يوليو المقبل، ساهم في تهدئة المخاوف مؤقتًا، مما أدى إلى تراجع الأسعار مرة أخرى لتستقر عند حدود 3200 دولار للأوقية، وهو ما يعكس حساسية الأسواق المفرطة تجاه التصريحات والقرارات السياسية ذات الطابع التجاري.إلى أين تتجه أسعار الذهب ؟