وزير التعليم .. أعلن الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن حزمة من الإجراءات والخطط الطموحة التي تستهدف إحداث نقلة نوعية في جودة التعليم قبل الجامعي في مصر، وتحديث المناهج الدراسية بما يتماشى مع المعايير الدولية، إلى جانب العمل على حل الأزمات المتراكمة التي عانى منها قطاع التعليم في السنوات الماضية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الوزير، حيث استعرض أمام وسائل الإعلام تفاصيل خطة الوزارة لتطوير المناهج الدراسية، وتحسين البيئة التعليمية، والارتقاء بمستوى أداء المعلمين والطلاب على حد سواء.
التعاون مع دول كبرى لتطوير المناهج دون تحميل الدولة أعباء مالية
أكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة أبرمت بروتوكول تعاون مع الجانب الياباني لتطوير منهج مادة الرياضيات، بهدف إعادة صياغة المنهج ليواكب النماذج التعليمية المتقدمة المعتمدة في اليابان. وأوضح أن هذه الخطوة تأتي دون أن تتحمل الدولة أية تكاليف مالية، في إطار سعي الوزارة للاستفادة من الخبرات الدولية في تحديث العملية التعليمية.
كما أشار الوزير إلى أن الوزارة قامت بإجراء تعديلات جوهرية في محتوى مناهج اللغة العربية والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، حتى الصف الثاني الإعدادي، بالتعاون مع شركات متخصصة ذات خبرة، وذلك دون تحميل الوزارة أية أعباء مالية إضافية.
مفاوضات مع كوريا الجنوبية لتطوير مناهج العلوم والبرمجة
كشف الدكتور محمد عبد اللطيف عن إجراء مفاوضات موسعة مع الحكومة الكورية الجنوبية، تهدف إلى إدخال تحسينات وتعديلات على منهج العلوم، بما يواكب التطورات العلمية الحديثة. كما يجري التفاوض كذلك على تطوير منهج البرمجة، بهدف تنمية المهارات الرقمية لدى الطلاب منذ المراحل التعليمية الأولى.
إصدار كتيب تدريبي شامل بديلًا للكتب الخارجية لتقليل العبء على الأسر
في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء المادية عن أولياء الأمور، أعلن وزير التعليم أنه سيتم إرفاق بوكليت تدريبي شامل مع كل كتاب مدرسي، يحتوي على تدريبات وأنشطة وتقييمات أسبوعية، ليكون بديلاً فعالاً للكتب الخارجية، مما يسهم في تبسيط عملية التعليم للطلاب ويدعم المعلمين في تطبيق المناهج بفعالية.
أزمات التعليم في العام الماضي: غياب طلابي حاد وكثافات غير مسبوقة
استعرض الوزير واقع التعليم قبل الجامعي خلال العام الدراسي الماضي، مشيرًا إلى وجود مشكلات كبيرة أثرت على جودة التعليم، حيث تراجعت نسب الحضور في المدارس إلى ما بين 9% و15% فقط، ما اعتبره مؤشرًا خطيرًا على ضعف التفاعل داخل الفصول الدراسية.
كما أوضح أن كثافة الفصول في بعض المدارس تجاوزت حاجز الـ200 طالب في الفصل الواحد، في صورة لا تتناسب إطلاقًا مع المعايير التربوية أو الإمكانيات البشرية المتاحة للمعلمين، وهو ما فاقم من حدة الأزمات التعليمية وزاد من التحديات اليومية داخل المدارس.
عجز ضخم في أعداد المعلمين العام الماضي
وأضاف الدكتور عبد اللطيف أن قطاع التعليم كان يعاني من عجز حاد في أعداد المعلمين بلغ 469 ألف معلم، ما تسبب في زيادة العبء على الكوادر الموجودة، وأثر بشكل مباشر على العملية التعليمية وجودة تقديم المناهج للطلاب.