مع تطور الشبكات اللاسلكية بوتيرة متسارعة، برز الجيل الخامس (5G) كتكنولوجيا مستقبلية تعد بإحداث تحول جذري في طريقة تواصلنا مع العالم الرقمي.
لكن لفهم ما يقدمه الجيل الخامس حقًا، لا بد من مقارنة دقيقة مع سابقه الجيل الرابع (4G) الذي لا يزال يشكل البنية التحتية الأساسية للاتصال في كثير من دول العالم.
نقلة نوعية في زمن الاستجابة ونقل البيانات
يمثل الجيل الخامس قفزة هائلة في سرعة نقل البيانات مقارنة بالجيل الرابع. فبينما يوفر الجيل الرابع سرعات تصل في المتوسط إلى 100 ميجابت في الثانية، يمكن أن تتجاوز سرعات الجيل الخامس حاجز 1 جيجابت في الثانية، بل وتصل نظريًا إلى 10 جيجابت في الثانية في ظروف مثالية.
تعني هذه السرعات تحميل الأفلام في ثوانٍ، وبث الفيديوهات بجودة 4K أو حتى 8K دون تقطيع، وتشغيل الألعاب السحابية بسلاسة فائقة.
لحظات تُحدث الفرق
من أبرز الفروقات بين الجيلين هو زمن الاستجابة أو ما يعرف بالـ Latency. في الجيل الرابع، يبلغ زمن الاستجابة نحو 30 إلى 50 ميلي ثانية، وهو وقت كافٍ لظهور تأخير ملحوظ في بعض التطبيقات مثل الألعاب الجماعية أو المحادثات الحية.
أما الجيل الخامس فقد خفّض هذا الزمن إلى نحو 1 ميلي ثانية فقط، ما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة كالجراحة عن بُعد، والتحكم بالروبوتات، والمركبات ذاتية القيادة.
استيعاب عدد هائل من الأجهزة
شبكات الجيل الرابع قد تعاني من الازدحام في المناطق المكتظة، خاصة مع تزايد استخدام الهواتف الذكية والأجهزة المتصلة. أما الجيل الخامس فقد صُمم لاستيعاب مليون جهاز لكل كيلومتر مربع، ما يجعله مثاليًا للمدن الذكية، وإنترنت الأشياء، وشبكات الاستشعار الواسعة.