قبل فوات الأوان.. كيف تتعرف على أعراض اضطراب ثنائي القطب؟

صحة

الأخبار المتعلقة

يعاني الكثيرون حول العالم من اضطرابات نفسية تؤثر بشكل كبير على نمط حياتهم اليومية وعلاقاتهم الاجتماعية والمهنية، ومن أبرز هذه الاضطرابات هو اضطراب ثنائي القطب، ذلك الاضطراب الذي يبدل حياة المصاب به ما بين قمة النشاط والانطلاق إلى قاع الحزن والإحباط في حلقات مزاجية متكررة قد تكون حادة ومربكة.
اضطراب ثنائي القطب، المعروف أيضًا بالاكتئاب الهوسي، هو حالة نفسية مزمنة تتطلب فهمًا دقيقًا من المحيطين بالمريض، إلى جانب تدخل طبي متخصص واستمرار في المتابعة والعلاج، وقد تظهر أعراضه في مراحل مبكرة من الشباب، وقد يتأخر تشخيصه لسنوات، ما يزيد من معاناة المصاب، وفي هذا السياق توضح الدكتورة ياسمين سلام، استشارية الطب النفسي، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، طبيعة هذا الاضطراب.

ما هو اضطراب ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي يؤثر على الحالة المزاجية للمصاب، إذ يعاني من نوبات متناوبة من الهوس والاكتئاب، وتقول استشارية الطب النفسي إن الهوس يتمثل في نشاط زائد، أفكار متسارعة، ثقة مفرطة بالنفس، وقلة الحاجة للنوم، بينما يظهر الاكتئاب في صورة حزن شديد، فقدان للطاقة، وميل للعزلة.
وتتراوح شدة الأعراض من خفيفة إلى شديدة، وقد تؤثر على القدرة على العمل، الدراسة، أو الحفاظ على علاقات طبيعية.

أسباب اضطراب ثنائي القطب

لا يوجد سبب واحد مباشر، بل تتداخل عوامل وراثية وبيئية وكيميائية في الدماغ، وترى أن وجود تاريخ عائلي للإصابة قد يزيد من احتمالية ظهور الاضطراب بالإضافة إلى أحداث حياتية صادمة أو ضغوط نفسية مزمنة.

الأنواع الرئيسية للاضطراب

تشير الطبيبة إلى وجود ثلاثة أنواع أساسية:

 ثنائي القطب النوع الأول

يتميز بنوبات هوس شديدة قد تستدعي دخول المستشفى، تتخللها أو تليها نوبات اكتئاب.

ثنائي القطب النوع الثاني

يمر المريض بنوبات اكتئاب واضحة، تتخللها فترات من الهوس الخفيف «هيبومانيا».

اضطراب دوروية المزاج

نوبات أقل حدة من الهوس والاكتئاب لكنها مستمرة لمدة عامين على الأقل.
وتشخيص النوع بدقة يساعد كثيرًا في وضع خطة العلاج المناسبة.

طرق العلاج

العلاج الناجح يعتمد على الدمج بين الأدوية والدعم النفسي طويل الأمد، وتشمل خطة العلاج:

أدوية مثبتات المزاج مثل الليثيوم.
مضادات الاكتئاب والذهان حسب حالة المريض.
العلاج السلوكي المعرفي CBT لتغيير أنماط التفكير السلبية.
العلاج الأسري لتمكين الأسرة من دعم المريض بطريقة صحيحة.

نصائح للتعامل مع المريض

المريض لا يختار حالته بل يعاني منها، لذا من المهم أن يتحلى المحيطون بالصبر والوعي، وأن يتجنبوا لومه أو الاستهزاء بمشاعره، ومن أهم التوصيات:

مراقبة التغيرات المزاجية
الالتزام بالأدوية تحت إشراف الطبيب
تجنب المحفزات مثل السهر والضغط النفسي
توفير بيئة مستقرة وآمنة

close