تم تحديثه الثلاثاء 2025/6/3 06:50 م بتوقيت أبوظبي
مرحبا بكم في عصر التعليم العالي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، تُسابق كليات إدارة الأعمال الزمن لمواكبة الذكاء الاصطناعي – ليس فقط بتدريسه، بل بتحويله إلى “دماغ رقمي” يعيد تشكيل تجربة التعلم برمتها.
نحن على أعتاب حقبة جديدة من التعليم العالي، حيث يفرض الذكاء الاصطناعي نفسه كمحرك رئيسي للتغيير. فمع التوقعات بأن نحو 70% من المهارات المطلوبة في سوق العمل ستتغير بحلول عام 2030، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيكتفي بإحداث تحولات في بيئات العمل، بل سيمتد تأثيره ليعيد هيكلة نظم التعليم ومناهجه.وفي عالم تسوده الوتيرة السريعة للتطورات التقنية، يواجه العاملون تحديًا متزايدًا يتمثل في خطر التهميش إن لم يواكبوا التحولات الجارية، ليغدو الذكاء الاصطناعي طوق نجاة حيويًّا للنجاح المهني.وسط هذا السياق المتغير، بدأت كليات إدارة الأعمال حول العالم في استيعاب هذه المتغيرات داخل أنظمتها التعليمية. وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، تسعى هذه المؤسسات إلى دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية بشكل متسارع استجابة للطلب المتزايد من الطلاب والأسواق على حد سواء.
تحوّل عالمي في كليات الأعمال
وفقًا لتقرير صادر عن مجلس قبول الدراسات العليا في الإدارة (GMAC)، فإن نحو 80% من كليات إدارة الأعمال حول العالم شرعت بالفعل في دمج الذكاء الاصطناعي ضمن برامجها التعليمية بحلول الربع الأخير من عام 2024. ويغطي هذا التقرير أكثر من 300 كلية في 40 دولة، مستعرضًا أبرز الاتجاهات المؤثرة في تعليم الدراسات العليا.من أبرز ما كشفه التقرير أن حوالي 40% من الطلاب المحتملين يعتبرون الذكاء الاصطناعي عنصرًا محوريًا في تصورهم للمنهج التعليمي الأمثل. هذا التوجه يتقاطع مع نتائج استطلاع آخر صادر عن المجلس نفسه، أشار إلى أن مسؤولي التوظيف باتوا يصنفون القدرة على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن أهم ثلاث مهارات يُتوقع أن تكتسب أهمية مضاعفة خلال السنوات الخمس المقبلة.
كيف تستخدم كليات إدارة الأعمال الذكاء الاصطناعي؟
يأخذ دمج الذكاء الاصطناعي في برامج كليات الأعمال أشكالًا متعددة. الأكثر شيوعًا، وفقًا للتقرير، هو التركيز على دوره في المجتمع وأخلاقيات العمل (بنسبة 44%)، تليها برامج توظف الذكاء الاصطناعي في دعم اتخاذ القرار داخل بيئة الأعمال (43%)، ثم المحاكاة العملية عبر سيناريوهات واقعية (42%).رغم ذلك، فإن أحد أبرز الجوانب التي لا تزال تعاني من ضعف في الدمج هو تدريب الطلاب على كتابة الأوامر وتعليمهم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية، إذ لم تتجاوز هذه الفئة نسبة 23% من البرامج، على الرغم من أهميتها المتزايدة في بيئات العمل الحديثة.
التعليم لا يقتصر على الأدوات
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الهدف من دمج الذكاء الاصطناعي لا يتمثل في مجرد تدريب الطلاب على استخدام أدواته، بل يتجاوز ذلك نحو بناء فهم عميق لأبعاده الأخلاقية والاجتماعية والتجارية. ووفقًا لأكاديميين تحدثت إليهم فايننشال تايمز، تسعى الكليات إلى إعداد قادة قادرين على التفكير الاستراتيجي، يمتلكون المعرفة التقنية إلى جانب البصيرة الإنسانية، وليس فقط من يجيدون التعامل مع التقنيات الحديثة.