جوَّك | لماذا تنهار الفرق الكبرى بعد مواسم من التألق؟

قد يهيمن فريق ما على البطولات موسمًا تلو الآخر، ويحقق أرقامًا قياسية تبدو غير قابلة للكسر، حتى يظن المتابعون أنهم أمام أسطورة تُصنع، لكن فجأة، يبدأ هذا الفريق بالتراجع، ويختفي بريقه على الرغم من بقاء معظم عناصره الفنية والبشرية. فهل يكفي النجاح للاستمرار؟ أم أن هناك عوامل خفية تؤدي إلى هذا الانحدار؟ هذا ما نناقشه في هذا المقال عبر تحليل حالة مانشستر سيتي نموذجًا.

لقد وجدنا هذه الحالة في كثير من الأندية، وتطرح هذه الحالة عددًا من الأسئلة بشأن الأسباب التي أدت إلى هذا الموقف العصيب، لا سيما أن قوام الفريق لا يزال كما هو في معظم الحالات، بل استقدم الفريق لاعبين جددًا من المفترض أنهم يضيفون شيئًا جديدًا إلى أداء وإنجازات هذا الفريق، فما السبب الكامن وراء ذلك؟

مانشستر سيتي نموذجًا

من أبرز الأمثلة التي نجدها في هذا الموسم بالتحديد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي الذي كان مهيمنًا على الدوري الإنجليزي الممتاز مدة 4 مواسم متتالية، وكان ينافس بقوة في بطولة دوري أبطال أوروبا، نجده الآن في حالة يرثى لها، فقد خرج من هذا الموسم خالي الوفاض، دون تحقيق أي بطولة. 

ولعل المتابع لكرة القدم لا يخفى عليه أخبار أقوى دوري على مستوى العالم، وهو الدوري الإنجليزي، ويتساءل، كيف للنادي السماوي أن يتخلى عن القمة سريعًا؟ أين إيرلينج هالاند الذي كان مرعبًا للدفاعات ولحراس المرمى ولجماهير الفرق المنافسة؟ يوجد سر بالتأكيد.

ولكن، يمكننا ألا نعد هذا سرًا، لأن هذا الانهيار لم يحدث بناء على حدث واحد، ولكن توجد مجموعة من العوامل، والتي نسميها أسباب انهيار الفرق التي المتربعة على القمة، سوف نستعرضها في السطور التالية. 

ما أسباب تراجع مستوى الفرق الكبرى في كرة القدم على الرغم من النجاحات السابقة؟

فيما يلي نستعرض هذه الأسباب، ولكن كن على علم أن لكل فريق تعرض لهذه الحال أسبابه الخاصة، ولكن مما لا شك فيه وجود أسباب مشتركة نحاول سردها في ما يلي:

تغير الإدارة أو الجهاز الفني

على الرغم من أن هذا السبب لا يندرج تحت مظلة المثال السابق (السيتي)، فإنه يظل سببًا قويًا لانهيار بعض الفرق، فعند تغيير الإدارة الفنية، يتم جلب إدارة أخرى أقل كفاءة من السابقة، ولا تملك الطموحات التي تليق بحجم الفريق، أو من الممكن أن يكون الانسجام مع الفريق صعبًا، إذ إن الإدارة الفنية القديمة على علم بإمكانات الفريق أكثر من الإدارة الجديدة. 

الاستغناء عن اللاعبين الأساسيين

بعض الفرق لا تستطيع الحفاظ على اللاعبين الأساسيين لديهم، بسبب العروض المغرية التي تصل لكل لاعب من الفرق الكبيرة المنافسة، سواء من الدوري المحلي نفسه، أم من الدوريات الأخرى. 

حيث لم تنجح هذه الفرق في تقديم عروض تجديد مناسبة لهؤلاء اللاعبين، فيذهبون إلى أندية أخرى، وبذلك يتم تفريغ الفريق من قوامه الأصلي، ما يؤثر في مستواه في المواجهات في المواسم التالية، لا سيما عند استقدام لاعبين آخرين ليسوا على المستوى والكفاءة نفسها. 

الإصابات

يتعرض كثير من اللاعبين إلى الإصابات، وتكون هذه الإصابات خلال الموسم الذي انهار فيه أداء الفريق، ويتم تعويض هؤلاء اللاعبين بلاعبين آخرين ليسوا على المستوى نفسه، فتتغير النتائج وبذلك يتراجع ترتيب الفريق في مسابقة الدوري، لا سيما عند وجود منافسين أقوياء. 

عدم التخطيط الجيد

تركز بعض الأندية على النجاحات السريعة، ويرفعون شعار الفوز الآن، ولا يهم ماذا يحدث غدًا، وهذا يؤدي إلى انهيار الفريق بعد موسم أو اثنين على الأكثر، إضافة إلى عدم الاهتمام بقطاع الناشئين، وهو القطاع المسؤول عن توليد نجوم المستقبل، وتغذية الفريق من أبناء النادي بلاعبين جدد، بمستوى اللاعبين القدامى أصحاب الخبرات. 

الجمهور والإعلام

عندما يتربع فريق على القمة عدة مواسم، فبطبيعة الحال تركز عليه وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، وتنهال عليه بوابل من الانتقادات والتركيز والتقييم لكل صغيرة وكبيرة، سواء على مستوى الأداء الجماعي للفريق أم على المستوى الفردي لكل لاعب من اللاعبين، وهكذا هو الحال بالنسبة للجمهور الذي يعلو سقف طموحه، ليصلوا إلى ما أبعد مما تم تحقيقه مع الحفاظ عليه. 

تطور الفرق المنافسة

 تبدأ الفرق المتنافسة في دراسة هذا الفريق، ودراسة طريقة لعبه ونقاط القوة والضعف وكيفية تحرك كل لاعب، وتحفظ طريقة اللعب للفريق، ما يجعل منافسته ومواجهته أسهل من ذي قبل، مع عدم تطوير الفريق لأدائه، ويؤدي هذا الأمر في النهاية إلى انهيار أداء الفريق بعد أن كان على القمة بمفرده. 

قد يبدو سقوط فريق كبير بعد مدة من المجد أمرًا محبطًا، لكنه ليس نهاية الطريق، بل دعوة لإعادة الحسابات. الفرق التي تدرك أسباب الانحدار وتواجهها بجرأة هي وحدها القادرة على النهوض من جديد، النجاح لا يكفي، بل الاستمرارية والتجدد والمرونة في مواجهة التحديات هي ما يصنع الأساطير الحقيقية في عالم كرة القدم.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

شارك على فيسبوك

غرد على تويتر

Linkedin

Pinterest

reddit

Email

close