قدم برنامج “يحكي أن” حلقة خاصة احتفاءً بعيد الإعلاميين، حيث استضاف الإذاعية القديرة آمال علام، التي تحدثت عن كتابها “حواديت الدور الثالث”، الذي يوثّق أهم محطاتها وذكرياتها في الإذاعة المصرية، وخاصة في صوت العرب.
أوضحت علام أن اختيارها لاسم الكتاب يعود إلى أن إذاعة صوت العرب تقع فعلياً في الدور الثالث من مبنى الإذاعة، حيث توجد معظم إدارات الشبكة، مشيرة إلى أن هذا المكان كان “ملتقى النجوم” من مطربين ومثقفين وإعلاميين من مختلف أرجاء الوطن العربي.
وقالت: “التحقت بالإذاعة في منتصف الثمانينيات، وكان الدور الثالث بحقّ يمثل جامعة عربية مصغّرة، حيث لم تكن البرامج تقتصر على الشأن المصري فقط، بل كانت تحرص على التوجه العربي في محتواها وضيوفها.”
وفي حديثها عن بداياتها، أوضحت أنها قضت خمس سنوات كمذيعة هواء، قرأت خلالها نشرات الأخبار وتدرّبت على يد أسماء كبيرة مثل الإعلامي الراحل محمود سلطان، مؤكدة أنها تعتبر نفسها محظوظة لأنها تربّت مهنياً على أيدي قامات محترفة في المجال الإعلامي.
وذكرت أن الميكروفون أجمل ما حدث لها في الحياة، مشيرة إلى أن الإذاعة المصرية عموماً وصوت العرب خصوصاً كانت تُقدّم رسالة تنويرية لا مجرد ملء وقت، ووصفت علاقة المذيع بالميكروفون بأنها علاقة حيّة، قائلة: “الصوت لا يجب أن يزعج أذن المستمع، بل يجب أن يكون ودودًا يلمس الخيال، ويصنع علاقة وجدانية مع المستمع الذي لا يرى المذيع، بل يصدّق صوته ويتأثر به.”
وعن السحر الخاص بالإذاعة، قالت إن الخيال هو كلمة السر، وأضافت: “الإذاعة هي الخيال هي الإحساس بالكلمة، والمستمع لا يرى لكنه يتخيل ويشعر، لذلك يجب أن تُقال الكلمة بإحساس حقيقي.”
وتطرقت إلى أصعب المواقف التي مرّت بها في بداية مسيرتها، حيث كانت تحضر نشرة مع الإعلامي الراحل محمود سلطان، وتعثّر في نطق خبر صعب التكوين لغويًا، لكنه تغلّب على الموقف باحترافية، وقال لها: “لا أحد كبير على الهواء، المهم أن تتوقفي وتجمعي نفسك ثم تعيدي الجملة بثقة.”
وعن أهم الضيوف الذين حاورتهم، أعربت علام عن سعادتها بلقاء العديد من نجوم الفن في مصر والوطن العربي، مشيرة إلى أنها كانت محظوظة بلقاء شخصيات كبيرة مثل أحمد زكي، يوسف شاهين، ماجدة، هدى سلطان، وفريد شوقي، كما ذكرت تجربتها كمراسلة في عدد من الدول العربية، مما منحها فرصة للتواصل مع رموز الثقافة والفن في الوطن العربي.
وعن الإذاعة في رمضان، استرجعت ذكريات الإذاعة في شهر رمضان، واصفةً إياها بـ”حالة طوارئ جميلة”، حيث كانت الاستوديوهات تعمل بطاقتها القصوى لتسجيل برامج يومية خفيفة ومتنوعة تناسب الأجواء الرمضانية، وأضافت: “كنا نتنافس على النجوم والضيوف، والناس كانت تفتح الراديو في المطبخ والسيارة والبيت، تستمع لمسلسلات ووصفات وأغاني.”
وعن التطور في الإذاعة المصرية حالياً، قالت إنها تلمس رغبة حقيقية في التغيير وتقديم الجديد، وأعربت عن تفاؤلها بالمستقبل، مؤكدة أن الإذاعة تمتلك كنوزًا من المواد الأرشيفية والدرامية التي تحتاج فقط إلى إحيائها.
واختُتم اللقاء بسؤال حول غلاف كتابها، فأكدت علام أن كل الشخصيات الظاهرة على الغلاف أجرت معها لقاءات بالفعل، وعبّرت عن امتنانها لتلك التجارب والصداقات المهنية التي جمعتها بهذه القامات الإعلامية والفنية، مؤكدة أن الإذاعة المصرية لا تزال منارة ثقافية، قائلة: “منذ 1934 وحتى الآن، الإذاعة المصرية هي التاريخ، والذاكرة، وهي القادرة دائماً على التجديد.”
يذاع برنامج (يحكى أن) على قناة مصر الأولى تقديم رانيا السيد .
لمتابعة البث للقناة الأولي …اضغط هنا