01:55 م
الخميس 05 يونيو 2025
القاهرة- مصراوي
مع وصول ملايين الحجاج إلى مكة لأداء فريضة الحج، أكمل فريق صغير من الفرسان يتكون من 3 رجال، رحلة استثنائية استمرت حوالي ثمانية أشهر، أعادوا فيها إحياء طريق الحج الذي سلكه المسلمون الأندلسيون قبل أكثر من 500 عام، من جنوب إسبانيا إلى السعودية على ظهور الخيول.
تكوّن الفريق من عبد القادر حركاسي عيدي، طارق رودريجيز، وعبد الله رافائيل هيرنانديز مانشا، حيث قطعوا مسافة تقارب 6500 كيلومتر بدءًا من أكتوبر 2024 وحتى الأيام التي سبقت موسم الحج لعام 2025. انضم إليهم في البداية محمد مصباحي، لكنه اضطر إلى التوقف بعد نصيحة طبيب بيطري بتقاعد حصانين.
تابع الفريق توثيق رحلتهم عبر حساباتهم على إنستغرام. وقال عبد القادر حركاسي عيدي، أحد منظمي الرحلة، من السعودية: “كان هذا حلمًا أصبح حقيقة”.
يعود الإلهام إلى صديق حركاسي عيدي، هيرنانديز مانشا، وهو مدرس إسباني، الذي قبل 36 عامًا وعد نفسه بأنه إذا نجح في امتحانه الهام، فسيعتنق الإسلام ويذهب للحج على ظهر حصان، على غرار أجداده من الأندلس.
بدأت الرحلة رسميًا من مسجد أندلسي قديم في قرية ألوناستر لا ريال بجنوب إسبانيا، حيث استقبلهم المجتمع المسلم الإسباني بحفاوة. تدرب الفرسان لأربع سنوات على خيول عربية من سلالة خوزستاني المعروفة بقوتها وقدرتها على التحمل.
رغم التحديات المادية، حيث نفد المال بعد عبور شمال إسبانيا، استمر الفريق في رحلتهم معتمدين على التخييم والطهي بأنفسهم، مع قطع مسافة تقارب 40 كيلومترًا يوميًا.
في فرنسا وإيطاليا، استعانوا بمراكز ركوب الخيل بسبب الطرق المعبدة التي كانت قاسية على الخيول. وفي مدينة فيرونا الإيطالية، تبرع مؤثر سعودي بحملة تبرعات دعماً لهم، مما ساعدهم على تجاوز أصعب مراحل الشتاء في سلوفينيا وكرواتيا.
خلال عبورهم البلقان، شهد الفريق استقبالًا حارًا في دول مثل البوسنة والهرسك، حيث استقبلتهم السلطات الدينية في سراييفو، وشهدوا احتفالات كبيرة في المدن التي مروا بها. وفي صربيا، اكتشفوا مجتمعًا مسلمًا نابضًا بالحياة في مدينة نوفى بازار.