ثورة 5G تصل مصر.. كيف ستؤثر على هاتفك وعملك وحياتك اليومية؟

مع اقتراب إطلاق خدمات الجيل الخامس (5G) في مصر، تدخل البلاد مرحلة جديدة من التحول الرقمي، تُعد من أبرز ملامحها تعزيز الكفاءة، وزيادة الاعتمادية، وتوسيع نطاق الابتكار في مختلف القطاعات، بدءًا من الصحة والتعليم، وصولًا إلى الصناعة والنقل والإعلام.

تُعد تكنولوجيا الجيل الخامس أكثر من مجرد تطوير لشبكات الاتصالات، فهي منظومة متكاملة تُحدث تحولًا جذريًا في كيفية تفاعل الأفراد والمؤسسات مع البيانات، بما توفره من سرعات فائقة في نقل المعلومات، وزمن استجابة منخفض لا يتجاوز جزءًا من الثانية.

مصر ضمن الدول الأعلى استخدامًا للإنترنت

ومصر تٌصنف ضمن أكثر الدول استخدامًا للإنترنت في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت حاجز 80 مليون مستخدم، وفقًا لأحدث تقارير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، هذا النمو الكبير في الطلب الرقمي يجعل من الضروري تحديث البنية التحتية لتلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة، وتقديم خدمات أكثر تطورًا وسرعة.

الصحة: نحو جراحة دقيقة واستجابة طارئة أسرع

أكد عدد من الخبراء أنه في القطاع الصحي، تُمثل 5G فرصة حقيقية لتوسيع نطاق الرعاية الطبية الذكية، فبفضل قدرتها على نقل البيانات الطبية الثقيلة مثل صور الأشعة والفيديوهات الجراحية عالية الدقة في الوقت الفعلي، أصبحت الجراحة عن بُعد خيارًا واقعيًا، لا سيما في تخصصات دقيقة كجراحة الأعصاب والقلب.

كما تسهم الشبكة في ربط الأجهزة الطبية المختلفة وتمكين الأطباء من مراقبة المرضى عن بُعد، وتعديل خطط العلاج في الوقت الفعلي، مما يُحسن فرص النجاة ويقلل التكاليف.

الصناعة: مصانع ذكية ومراقبة لحظية

في قطاع الصناعة، تُعد 5G عنصرًا أساسيًا في تفعيل تقنيات “الصناعة 4.0″، حيث تُستخدم الشبكة في ربط خطوط الإنتاج بروبوتات ذكية، تتابع وتُحلل البيانات الصناعية لحظيًا، ما يعزز الإنتاجية ويقلل من نسب الهدر والأعطال، وتُمكن الشبكة أيضًا من تشغيل مصانع عن بُعد في بيئات خطرة، مثل الصناعات الكيميائية أو النووية، مع الحفاظ على دقة العمليات وسلامة العاملين.

النقل والمواصلات: تمهيد الطريق للسيارات ذاتية القيادة

ويعد الجيل الخامس هو البنية التحتية الرئيسية للمدن الذكية ووسائل النقل الحديثة، فبفضل زمن الاستجابة المنخفض، يمكن للسيارات ذاتية القيادة التواصل مع بعضها ومع إشارات المرور في جزء من الثانية، مما يقلل الحوادث، ويُحسن انسياب الحركة، كما تُستخدم 5G في أنظمة المراقبة الذكية داخل القطارات والمطارات والموانئ، مما يعزز الأمن ويُسرّع من إجراءات التفتيش والملاحة.

التعليم: فصول تفاعلية وتدريب عملي افتراضي

وفي مجال التعليم، تُتيح 5G إنشاء بيئات تعليمية تفاعلية تعتمد على الواقع المعزز والافتراضي، حيث يمكن للطلاب حضور تجارب معملية ومحاضرات محاكاة دون الحاجة للتواجد المادي.

وتسهم الشبكة أيضًا في نشر التعليم المتخصص إلى المناطق النائية، حيث يستطيع الأساتذة تقديم محتوى مباشر وعالي الجودة دون تأخير أو انقطاع.

الإعلام والترفيه: بث مباشر بلا تأخير وتجارب غامرة

في قطاع الإعلام، تُمكن 5G من نقل البث المباشر بجودة 4K و8K دون تقطيع، مما يفتح المجال أمام تجارب ترفيهية غامرة باستخدام الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR، سواء في الألعاب أو السياحة الافتراضية أو الأحداث الرياضية.

خبير تكنولوجيا المعلومات: سرعة غير محدودة للإنترنت ستجذب  الاستثمارات

وفي هذا الإطار، يرى أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن إدخال الجيل الخامس إلى مصر هو بمثابة “الوقود الرقمي” لاقتصاد المستقبل، ويضيف:”الجيل الخامس لا يُمثل فقط تطورًا في سرعة الاتصال، بل هو منصة تقنية تمكّن مختلف القطاعات من العمل بتكامل أعلى وكفاءة أفضل موضحًا أنه يفتح الباب أمام خدمات لم تكن ممكنة من قبل، مثل القيادة الذاتية، الجراحة عن بُعد، التشغيل الصناعي الذكي، والتعلم التفاعلي.

وأشار إلى أن الاستثمار في هذه التكنولوجيا سينعكس إيجابيًا على بيئة الأعمال، حيث يجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، ويشجع الشركات الناشئة على تقديم حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.

واختتم حديثه مؤكدًا أن نجاح مصر في نشر بنية تحتية متكاملة للجيل الخامس سيُعد خطوة استراتيجية لترسيخ مكانتها كقوة إقليمية فيالاقتصاد الرقمي، لا تقل أهمية عن مشاريع البنية التحتية التقليدية.

وتجدر الإشارة إلى أن تكنولوجيا الجيل الخامس لا تعمل إلا على الأجهزة المحمولة التي تدعم هذه التقنية، ولذلك، فإن المستهلكين الراغبين في الاستفادة الكاملة من خدمات 5G سيحتاجون إلى تحديث هواتفهم الذكية إلى الإصدارات الأحدث المتوافقة مع هذه الشبكات، ما يُشكل تحديًا أمام بعض الفئات من المستخدمين، لكنه أيضًا يُعد محفزًا لشركات الهواتف على تقديم خيارات متنوعة بأسعار تنافسية.