مانشستر سيتي يُخطط لاستعادة الهيمنة

من بين العبارات الشهيرة في الثقافة العربية تبرز مقولة “البعض يعرف من أين تؤكل الكتف”، التي تعبّر عن الفطنة والقدرة على استثمار الظروف بأفضل شكل ممكن. ويمكن القول إنّ إدارة نادي مانشستر سيتي تجسّد هذا القول الماثور، إذ تدير سوق الانتقالات الصيفية 2025 بحكمة، بالتنسيق مع المدرّب الإسباني بيب غوارديولا.

بيب غوارديولا الذي اختتم الموسم الأخير بخيبة كبيرة من دون تحقيق أيّ لقب، لا يعرف عنه السقوط مرّتين، بل يقول دائما كلمته بابتكار خطط محكمة للعودة إلى القمة. أبرز دليل على ذلك كان نجاح النادي في إنهاء الموسم في المركز الثالث في الدوري الإنكليزي، ليضمن مقعداً في دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل ويُنقذ ما يمكن إنقاذه.

أطلق غوارديولا عجلة الإصلاح باكراً بالتعاون مع الإدارة، وركّز على وضع خطة محكمة لإعادة الفريق إلى مساره الطبيعي، وتمثّلت بقرارات استراتيجية مثل الاستغناء عن بعض اللاعبين، واستقدام عناصر جديدة لتلبية احتياجات الفريق. أبدت الإدارة التزاماً كاملاً بدعم المدرب.

مرحلة تصحيح المسار بدأت فعلياً منذ ميركاتو شتاء 2025، عندما عزّز مانشستر سيتي صفوفه بجذب مجموعة من اللاعبين لتغطية الحاجات الملحة. شملت التعاقدات المميزة أسماء مثل عمر مرموش ونيكو غونزاليس، إلى جانب المدافعين عبد القادر حوسانوف وفيتور ريس. ورغم خسارة كل الألقاب خلال الموسم، كانت هذه التعاقدات كفيلة بتحسّن وضع الفريق وضمان مركز مؤهّل إلى المسابقة الأوروبية العريقة.

 

بيب غوارديولا. (إكس)

لكنّ غوارديولا لم يكتفِ بما تحقق في الشتاء، بل جهّز لإحداث تغييرات جوهرية. حتى الآن، نجح الفريق بحسم ثلاث صفقات قوية؛ أولها التعاقد مع تياني ريندرز نجم خط وسط ميلان. كذلك، تعاقد الفريق مع الموهبة الهجومية ريان شرقي من ليون، وأخيراً ضمّ ريان آيت نوري، ظهير أيسر ولفرهامبتون. هذه الصفقات تُبرز نهجاً متكاملاً يسعى لبناء فريق متماسك قادر على المنافسة في كل البطولات.

بالتأكيد لن تكون هذه التعاقدات الوحيدة لإدارة النادي التي تعمل بلا كلل لتلبية كل مطالب غوارديولا الذي يهدف لاستعادة الهيمنة. فمن الواضح أنّ هذه الصفقات، رغم قوتها، ما هي إلا خطوة أولى نحو تحقيق الاستعداد الأمثل لكأس العالم للأندية 2025 التي تُعتبر فرصة ذهبية لإثبات عودة مانشستر سيتي إلى مكانته الطبيعية.

close