٤ عوامل رئيسية وأساسية تحسم الجدل بشأن ما سيحدث لسعر الجنية المصري

شهد الجنيه المصري ارتفاعًا مقابل الدولار بعد عودة المستثمرين الأجانب إلى أسواق السندات المحلية، وتحولهم من البيع الصافي إلى الشراء لأذون وسندات الخزانة المصرية.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية على الواردات من نحو 180 دولة لمدة ثلاثة أشهر باستثناء الصين، وهو ما ساعد الأسواق على التقاط أنفاسها.

يتفق بعض المصرفيين الذين تحدثتُ معهم على أن الجنيه المصري سيواصل ارتفاع قيمته مقابل الدولار في العام المقبل، بفضل المزيد من التحسن في موارد النقد الأجنبي وانخفاض ضغوط الدين الخارجي في عام 2025.

فخلال الشهرين الماضيين، استعاد الجنيه المصري 4% من قيمته مقابل الدولار، حيث انخفض من حوالي 51.73 جنيهًا للدولار في 9 أبريل إلى حوالي 49.61 جنيهًا للدولار في المعاملات المصرفية اليوم.

التدفقات المتوقعة

صرح وزير المالية أحمد كجوك سابقًا أن مصر ستتلقى الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي البالغ 1.2 مليار دولار في يوليو المقبل، عقب موافقة مسؤولي الصندوق على المراجعة الخامسة.

ويتوقع الدماطي أن يُسهم استلام مصر الشريحة الخامسة من قرض صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي في تخفيف الضغط على الجنيه.

 

كما تتوقع مصر استلام الشريحة الثانية البالغة 4 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم استقرار الاقتصاد الكلي وعجز الموازنة خلال العام الحالي.

انخفاض عبء الدين

وفقًا لأحدث بيانات البنك المركزي، انخفض عبء خدمة الدين الخارجي لمصر من حوالي 40 مليار دولار أمريكي في عام 2024 إلى حوالي 22 مليار دولار أمريكي في عام 2025.

يُترجم هذا الانخفاض في عبء خدمة الدين إلى انخفاض الضغط على الطلب على العملات الأجنبية لسداد التزامات الدين المصرية.

انخفاض الضغط على الدين الخارجي

تعتقد سحر الدماطي، الخبيرة المصرفية ونائبة رئيس البنك الأهلي المصري السابقة، أن انخفاض عبء خدمة الدين الخارجي في عام 2025 سيساعد في تخفيف الضغط على الدولار وتحسين أداء الجنيه، بالإضافة إلى انتعاش تدفقات النقد الأجنبي.

وتتوقع الدماطي أن يتراوح سعر صرف الجنيه بين 49.5 و50 جنيهًا للدولار هذا العام.

انتعاش تحويلات المصريين العاملين بالخارج

شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج، ثاني أكبر مصدر للعملة الأجنبية لمصر بعد الصادرات، انتعاشًا ملحوظًا خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية عقب توحيد سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء للعملة الأجنبية في مارس 2024.

بلغت تحويلات المصريين العاملين بالخارج معدلًا غير مسبوق بلغ 82.7% خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة المالية الحالية (يوليو – مارس)، لتصل إلى حوالي 26.4 مليار دولار، مقارنة بحوالي 14.4 مليار دولار للفترة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيانات البنك المركزي.

انتعاش تدفقات النقد الأجنبي

شهدت تدفقات النقد الأجنبي من الاستثمار الأجنبي غير المباشر انتعاشًا ملحوظًا بعد الأيام العشرة الأولى من أبريل، مما ساهم في تعزيز قيمة الجنيه مقابل الدولار، وفقًا لمعلومات سبق أن اطلع عليها موقع مصراوي من مسؤولين في وزارة الخزانة والتجارة الدولية.

يؤدي خروج رؤوس الأموال المضاربة من أذون وسندات الخزانة عمومًا إلى زيادة الضغط على الطلب على النقد الأجنبي، نتيجة سحب الأجانب استثماراتهم بالجنيه المصري، وتزايد الطلب على الدولار لتحويله إلى حساباتهم في الخارج، أو العكس.

ووفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، تجاوزت استثمارات الأجانب في أدوات الدين 38.1 مليار دولار بنهاية مارس.

تحسن أداء الجنيه المصري

توقع الخبير المصرفي محمد عبد العال تحسن أداء الجنيه المصري خلال الفترة المقبلة، مدفوعًا بزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي غير المباشر، واستئناف تحويلات المصريين العاملين بالخارج.

وتوقع عبد العال أن يتراوح سعر صرف الجنيه المصري بين 49 و51 جنيهًا مصريًا للدولار هذا العام، شريطة ثبات الوضع الجيوسياسي الإقليمي والعالمي.
 

close