أوشك العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم للأندية 2025، على نهايته. وسيواجه فريق الهلال، ممثل الدوري السعودي للمحترفين، أشرس منافسيه في المجموعة الثامنة، فريق ريال مدريد الإسباني، الأربعاء 18 يونيو، في مستهل مشوار الفريقين بالبطولة.
وسبق للفريقين أن التقيا في نهائي 2022 بالمغرب، بالنسخة الـ 19 من البطولة. وحل الهلال وصيفًا بعد خسارته من الفريق الإسباني 5-3. وأسهم كريم بنزيما قائد الاتحاد الحالي في هدفين لفريقه السابق ريال مدريد، حين صنع كرة الهدف الأول للبرازيلي فينيسيوس جونيور، وسجل هدفًا من كرة صنعها له اللاعب البرازيلي، نفسه.
وشارك في تلك المباراة قائد القادسية الحالي ناتشو فرنانديز، لاعبًا بديلًا. وأخفق في منع وصول الكرة للاعب الأرجنتيني لوسيانو فييتو، فسجل الأخير منها الهدف الثالث للهلال.
بعد نحو 5 أشهر من تلك المباراة النهائية، التحق بصفوف الهلال اللاعب البرازيلي مالكوم، الذي سبق له التسجيل في مرمى ريال مدريد حين كان لاعبًا في برشلونة 2018-2019.
وقال مالكوم الذي يرتبط بعقد مع الهلال حتى 2027، في مقابلته الأخيرة مع حسابات “الدوري السعودي للمحترفين” إنهم في الهلال يستعدون ويتدربون كثيرًا ليكونوا بأفضل حال في كأس العالم للأندية. للوصول إلى كأس العالم للأندية بثقة كبيرة. ومن يعلم؟ فقد ننافس على شيء هناك”.
اللاعب السعودي
يُشبّه مالكوم الناس في السعودية بالبرازيليين، “لأنهم دافئون جدًا، ويحبون كرة القدم كثيرًا، ومتحمسون لكرة القدم. وهذا ما جعلني أتكيف بأسرع وقت ممكن عندما وصلت إلى هنا، لأنني أعلم أن لديهم شغفًا كبيرًا بكرة القدم هنا”.
وأضاف اللاعب البرازيلي: “لقد أثار إعجابي الكثير من اللاعبين السعوديين هنا، ليس فقط في الهلال، ولكن أيضًا في الفرق الأخرى. وأرى سالم لاعبًا رائعًا هنا، وكان هناك أيضًا سلمان الفرج وسعود عبد الحميد الذي ذهب إلى روما، لقد كان لديه قوة بدنية. وكان أساسيًا العام الماضي. وأغتنم هذه الفرصة لأشكره على صداقته ورفقته وصداقته الحقيقية التي أظهرها لي، وليس لي وحدي؛ بل لجميع اللاعبين الأجانب هنا. إنه محبوب جدًا من قبلنا”.
هدف الاستمرارية
حقق الهلال في الموسم الأول مع مالكوم، إنجازًا خارقًا، بالوصول إلى 34 مباراة بلا خسارة، وذلك رقم قياسي حصل بفعله الهلال على شهادة من موسوعة “غينيس” المختصة بالأرقام القياسية.
وفي المباراة الـ 35 سقط الهلال بشكل مفاجئ في مباراة قارية أمام العين الإماراتي، فلاحقت الشكوك فريق الهلال في القدرة على التعافي نفسيًا من تلك الخسارة المحبطة أثناء إتمام السباق على لقب دوري روشن السعودي 2023-2024.
وكانت المباراة الأولى بعد الخروج من المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، شرسة للغاية أمام الأهلي. وبينما كانت النتيجة تشير إلى التعادل الصعب لفريق الهلال 1-1 أواخر الشوط الثاني، كان مالكوم ينطلق نحو مرمى الأهلي بشكل ماراثوني، وبعد لحظات أسكن الكرة في شباك السنغالي إدوارد ميندي بهدف في منتهى الروعة، سجل الهلال بسببه الانتصار الـ 21 على التوالي في الدوري. وقال مالكوم عنه إنه “هدف خاص”.
وأضاف: “أتذكر عندما سيطرت على الكرة. أعتقد أن روبن نيفيز مرر الكرة لي في منتصف الملعب. وأتذكر أنني رأيت فقط ميتروفيتش أمامي، كنت وحيدًا جدًا، وقلت، سأعطي النفس الأخير، وسأحاول؛ لأن ميتروفيتش كان في موقف تسلل، لذا كان علي الذهاب بمفردي. وكنت محظوظًا هناك، حالفني الحظ، عندما حملت الكرة، ارتطمت الكرة بالمدافع، وارتطمت ببطني، وتمكنت من الاستمرار بسرعة، دون أن أفقد السرعة. ووصلت إلى المرمى، وكان لدي هدوء للإنهاء. لذا، سيبقى هذا الهدف محفورًا في ذاكرتي أيضًا”.
مضى الهلال بعد ذلك، محققًا 3 انتصارات حسم بفضلها اللقب مبكرًا، قبل أن يواجه النصر في ديربي العاصمة ويتعادل معه 1-1، فتوقفت انتصاراته عند الرقم 24، بدلًا من توقفها عند 20 انتصارًا لولا هدف مالكوم الشهير في مرمى الأهلي.
مواجهة التحديات
مالكوم لاعب مهاري، يستخدم كلتا قدميه بسرعة متناهية للعبور بين المنافسين. ولا يتورع اللاعب البرازيلي عن الاحتفال بحركات طفولية، وكذلك ممازحة زملائه في الفريق قبل انطلاق المباريات أو بعدها؛ لكن لا يمكن اغفال ملامحه الجادة التي تظهر في جبينه المعقود.
قال مالكوم إنه اعتاد أن يقول لأمه إننا مصنوعون من التحديات. وبالفعل لم تخلُ حياته من النجاحات في مواجهة التحديات.
واستذكر مالكوم بداياته في كرة القدم، قائلًا: “منذ أن وصلت إلى كورينثيانز، لم يكن لدي مال للذهاب للتدريب. وأحيانًا أجد من يوصلني بسيارته. وأقول اليوم إن الأمر كان يستحق ذلك العناء، بل إني أساعد هؤلاء الناس حتى اليوم، وسأكون ممتنًا لهم إلى الأبد”.
وأضاف اللاعب الذي بدأ مشواره مع كورينثيانز البرازيلي: “بالنسبة لي كان حلمًا تحقق منذ الطفولة، أن أتمكن من الظهور لأول مرة كلاعب محترف في نادي طفولتي. وسيبقى قلبي دائمًا مع كورينثيانز. أنا أدعمهم وأتمنى لهم أفضل الأشياء هناك”.
وانتقل مالكوم للحديث عن محطته الثانية في فرنسا مع فريق جيروندان بوردو: “كان التكيف سريعًا، لأنني درست الفرنسية، ووجدت أيضًا عائلة من البرازيليين هم أصدقائي حتى اليوم، أصدقائي الشخصيين حتى اليوم، الذين ساعدوني كثيرًا في عملية التكيف هذه، وعائلتي أيضًا، التي كانت دائمًا تأتي لدعمي ومساعدتي، لتحفيزي داخل الملعب”.